لا يخفى على أي متابع لأخبار أسواق المال العربية على أقرب تقدير، أن الحديث عن الإفصاحات المالية للشركات المدرجة في أسواق الأسهم واستعراض نتائجها المالية بالمقارنة مع سنوات سابقة، لم يعد له وجود منذ أكثر من أسبوع، أو أسبوعين في بعض الأسواق الخليجية، في حين لا تزال الشركات المدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية خارج هذه الحالة، على الرغم من تواضع عددها، وعلى الرغم من وجود نص قانوني واضح وصريح، أعطاهم مهلة شهر على الأكثر لنشر الإفصاحات، نظراً لأهميتها في وضوح الرؤية أمام المستثمرين حتى التجار في السوق، وتحديد اتجاهات دخول السيولة... فحتى أمس، تاريخ كتابة هذه السطور، لم يفصح سوى سبع شركات من أصل عشرين شركة، منها إفصاح خاص متعلق بطبيعة القطاع الزراعي، لتتصدر المصارف التي تشغل نصف السوق المالي من حيث تواجدها كشركات مدرجة، أو من حيث التأثير على اتجاه السوق لكونها المستوعب الأكبر للسيولة.. قائمة الشركات المتأخرة إفصاحاتها.!!
وهنا قد يأتي «معلقاً» بطرحه أن البورصة السورية بعيدة عن تأثير مؤشرات الربحية المباشر في حركة أسعار الأسهم ارتفاعاً وانخفاضاً، من جهة كون العرض والطلب هما المحركين الأساسيين للأسعار في مناخ المضاربة الذي يسود السوق، والذي يقودنا إلى معدلات العوائد على الأسهم الضعيفة جداً، والتي لا يمكنها جذب أي مستثمر لدخول السوق على أساس استثماري غير مضاربي.
طبعاً هذا الكلام منطقي من الشكل العام، ولكن واقعياً على أرض السوق القضية مختلفة، فكما هو معروف محددات العرض والطلب في السوق المالي هي نفسية «سيكولوجية» لذا فطبيعة البيانات المالية، إيجابية كانت أم سلبية، تلقي بأثر نفسي يعبر عنه سلوك المستثمر مباشرة، فها هي السوق تشهد انسحاباً للسيولة ضمن حالة ترقب للإفصاحات «المتأخرة» أليس هذا تأثراً مباشراً بالنتائج المالية، وخاصة على أسهم الشركات القيادية، كما أن تطور أرباح شركة بشكل كبير قد يعطي إشارة لأداء إيجابي للسهم، فتتوجه السيولة ولو كانت بقصد المضاربة إلى الشراء، والعكس صحيح، وقد تأتي عوامل أخرى تطغى على المالية، فتحرك السهم بشكل غير متوقع، فهذه طبيعة أسواق المال، لذا يجب إعادة النظر بتأخر الإفصاح، أينما كان الخلل، وبالسرعة القصوى، كي نعتاد بورصة سورية بالشكل والمضمون.
الوطن
09-02-2011, 01:18 PM
غير معنيين بالإفصاح!!
