سندات الخزينة من وجهات نظر مختلفة

[Rihab]

أذونات الخزينة وسنداتها.. هذا المولود الجديد الذي طالما انتظرناه وانتظره الكثيرون... كيف يرى الخبراء الماليون المزاد الذي جرى وسعر الفائدة التأشيري المعروض وحيثيات فوز أربعة مصارف عامة بهذا المزاد؟

الدكتور الياس نجمة الأستاذ في كلية الاقتصاد والتجارة رأى أن لأذونات الخزينة أهدافاً كثيرة منها تأمين السيولة والموارد للخزينة العامة والتدخل في السوق لتحديد مستوى السيولة فيها حيث تضخ الحكومة السيولة عندما تشتري السندات وتقلل السيولة عندما تبيعها. ‏

والهدف الثالث هو تدخل الحكومة بواسطتها للمحافظة على سعر الصرف وهذا ما تقوم به أميركا حالياً من خلال خطة التحفيز حيث إنها تشتري سندات بقيمة 75 مليار دولار شهرياً. ‏

وعن متوسط أسعار الفائدة لأذونات الخزينة, وجد نجمة أن متوسط أسعار الفائدة يتبع لفائدة الـ Labor التي يقررها المصرف المركزي من خلال إضافة نقطة أو نقطتين لها... لذلك فإنه في العادة تكون فوائد أذونات الخزينة أقل من الفوائد التجارية وأعلى من فائدة الـ Labor والسبب في أن الفوائد على أذونات الخزينة قليلة هي أن مخاطرها قليلة أو شبه معدومة لذلك تشتري المصارف الخاصة والأشخاص المليئون أذونات الخزينة... وأشار إلى أنه لم يكن هناك في السابق سندات خزينة عربية لعدم ثقة الناس بأجهزتهم المصرفية, لكن الآن في كل الدول العربية والأجنبية هناك أذونات وسندات خزينة, وأهم دولة عربية استخدمت هذه الأدوات هي لبنان لتمويل الدين العام وبفوائد بنفس سعر السوق.. ومن المتوقع لدينا أن ترفع الحكومة سعر فائدة الأذونات في المستقبل للحصول على سيولة أكبر... وأكد الدكتور نجمة أن أدوات أذونات وسندات الخزينة تستخدم في السوق المفتوح بيعاً وشراء حيث تلجأ الحكومة إلى طلب الموارد عند عجز الموازنة من خلال السندات وهذه الطريقة لا تسبب تضخماً في حين أن الاستدانة من المصرف المركزي لتمويل العجز يسبب التضخم.

‏
المفروض أن تكون أسعار الفائدة أكثر ‏

أما السيد جورج صايغ مدير عام مصرف «سورية والمهجر» فقد أكد اهتمام المصارف الخاصة بالمشاركة في تجربة سندات الخزينة وأذوناتها مشيراً إلى أن المصارف الخاصة هي أول من دعت إلى استخدام هذه الأداة في السوق من أجل تنظيم السوق الحالي وامتصاص فائض السيولة لتوظيفه في المشاريع الاستثمارية. ‏

وأضاف صايغ: إن المصارف الخاصة اشتركت في المزاد لكن الأسعار التأشيرية للفوائد كانت بعيدة عن واقع السوق, والمفروض أن تكون هذه الأسعار أكثر.. فليس مقبولاً أن تكون الفائدة 1% لسنة و1.5% لثلاث سنوات فقد تم إقراض تمويل الأقطان والحبوب لمدة سنة بفائدة 3.5% وإذا أعطينا الحكومة قرضاً بهذا السعر كيف يمكن أن نرضى بفائدة أقل من أجل سندات الخزينة؟!. ‏

وأردف مدير عام المصرف أنه إذا كان المصرف الخاص يدفع فائدة للزبون تتراوح بين 5و8% كفائدة على الودائع كيف يكون بإمكانه أن يأخذ المال ويقرضه للحكومة بفائدة 1 أو2 أو حتى 3%؟! ‏

وحول فوز المصارف العامة بعرض الأذونات, أشار صايغ أن المصارف العامة لديها سيولة كبيرة من خلال الحسابات الجارية التي ليس عليها فوائد وبالتالي يمكنها إقراضها للحكومة بفوائد منخفضة -كما فعلت- يبلغ 0.25% لمدة سنة و0.5% لمدة ثلاث سنوات أما نحن فوضعنا سعراً واقعياً هو 3% لسنة و7% لخمس سنوات واعتبر صايغ خطوة الحكومة «مشكورة عليها» وإن لم تؤد نتائجها المرجوة على مستوى المصارف الخاصة. ‏

المتوقع أن يزداد السعر ‏

الخبير المالي عبد القادر حصرية رأى أنه مبدئياً يمثل معدل الفائدة على أذونات الخزينة أرضية معدلات الفائدة في أي اقتصاد حيث إن إقراض الخزينة يعد فنياً بدون مخاطر free risk و يتضمن الفائدة الحقيقية real interest rate وهي تمثل العرض والطلب على الإقراض في الاقتصاد بالإضافة إلى معدل التضخم, أما أي إقراض آخر فلا يخلو من الخطر Default risk والذي يختلف من قرض لآخر اعتماداً على قوة وضع الشركة المقترضة مالياً, ومن المتوقع أن يكون معدل الفائدة على أذونات وسندات الخزينة في الطروحات الأولى التي أعلن عنها مصرف سورية المركزي منخفضاً وقريباً والسعر التأشيري الذي تضمنه الإعلان عن الإصدار, أما بالنسبة لمعدل الفائدة على أذونات وسندات الخزينة الذي سنراه لدينا في المستقبل فهو لن يكون ثابتاً بل سيتحرك مع العرض والطب ومن المتوقع أن يزداد مع زيادة طرح أذونات وسندات الخزينة وحجم الدين العام وهو ما حدث عادة في الدول الأخرى حيث بدأ في مصر بنحو 1% وارتفع فيها بعد ليتراوح بين 9.277% و 10.54% في الطرح الأخير لأذونات الخزينة التي صدرت قبل أيام وهذا أمر متوقع إذا ازداد نمو الدين العام الداخلي بشكل مطرد وتم تدوير السندات والأذونات بإصدار سندات وأذونات جديدة لتسديد ما استحق منها وفي ضوء السيولة المتوافرة لدى القطاع المصرفي وبنية الودائع والطلب على الإقراض سيقوم القطاع المصرفي في المستقبل بتسعير عروضه لشراء أذونات وسندات الخزينة. ‏


كلمة أخيرة ‏
نتمنى أن تخدم أذونات وسندات الخزينة الهدف الذي وضعت من أجله وهو تنفيذ المشاريع الحكومية وتخفيف العجز.. وأن تساهم في توظيف السيولة التي أصبحت تشكل عبئاً على المصارف... ‏

تشرين

[BROKER]

شكرا لك ..

ان كلام الاستاذ حصرية واقعي جداً ... ويحدد نوع الطرح اليوم وغداً بدقة

ونتمنى أن تحقق هذه الاذونات المراد منها ... ونسعى لتمنية بلدنا