`المالية تثقّف وتحفّز دافعي الضريبة عبر حملة إعلامية >>>

[BROKER]

المالية تثقّف وتحفّز دافعي الضريبة عبر حملة إعلامية..الحسين : لا ضرائب جديدة ... بل حريصون على تحصيل حقوق الخزينة

`بشكل او بآخر لم يعتد الجمهور لدينا ان تخاطبه الجهات الرسمية فيما يتعلق بخدماتها المقدمة له عبر حملة اعلامية بل عبر فرض القوانين والانظمة تحت طائلة سيف الغرامات والحجز وربما الحبس

وغير ذلك من الوسائل التي لم تعد نظم الادارة الحديثة تفضلها بل تحرص على ان تجعل الكي اخر الدواء، مؤخرا خطت وزارة المالية خطوة باتجاه مخاطبة جمهور المكلفين لتسديد ما عليهم من التزامات وربط ذلك باهداف تنموية ووطنية فماذا عن حيثيات الحملة الاعلامية التي نفذتها الوزارة وماهي نقاط القوة والضعف فيها؟‏

بين يدي الحملة‏

اختار مخططو الحملة الاعلامية «وزارة المالية» موضوعا مهما ومحوريا في عمل الوزارة (الضرائب) وخاطبت الجمهور المستهدف بدقة المكلفين وعبر وسيلة اعلانية مؤثرة «لوحات الطرق» وفي توقيت مناسب «بداية سنة مالية» وفي مكان مناسب ايضا دمشق التي تشكل الى جانب حلب اكبر ايرادات الخزينة من الضرائب والرسوم وباعتبارهما تسيطران على نحو 60-70 بالمئة من النشاط الاقتصادي للبلاد ،وثم توزعت الرسالة الرئيسة للحملة الى عدة رسائل فرعية اريد من كل واحدة منها توصيل هدف بعينه مع المحافظة على الاطار العام للحملة والى هذه الرسائل:‏
نظام ضريبي حديث‏

بداية يمكننا القول ان الهدف الرئيس للحملة ينحصر في الترويج للمنتج الضريبي باعتباره اصبح اكثر عدلا وتوازنا جراء الاصلاحات المالية والضريبية التي قامت بها الوزارة مؤخرا حيث تأمل ان يقابل ذلك باجراء عملي عبر مبادرة المكلفين للسداد عن وعي وقناعة تامتين ولعل شعار الحملة يرسخ هذه الفلسفة معا لافضل تعاون .‏

ففي احدى الرسائل تمت الاشارة الى معدلات الضريبة قياسا بفترات ماضية اذ تدرجت عبر الاعوام 1990 -2000-2004-2008 على التوالي هبوطا 66?-45? - 35?-28? وفي هذه الرسالة كان يفترض ان يقوم المصمم بايجاد تصميم اكثر تعبيرا من مجرد وضع الارقام على كتل بيضاء كأن يختار درجات سلم او ساعة رملية او اية فكرة تشير الى تدرج الاحجام من الكبير الى الصغير.‏
وفي رسالة اخرى تظهر المعدلات الضريبية كمعدلات متوازنة ومحفزة للاستثمار عبر 28 بالمئة كحد اقصى للضريبة على المؤسسات الفردية وشركات الاشخاص و22 بالمئة معدل وحيد على صافي ارباح الشركات الاستثمارية و14 بالمئة على صافي ارباح الشركات المساهمة التي تطرح اسهمها للاكتتاب العام وكان يمكن اختيار صورة معبرة لهذه الرسالة بدلا من الاقتصار على سهم هابط باتجاه 2008 لان ذلك قد لا يكون مفهوما من قبل شريحة واسعة من الناس خلافا لتصميم الرسالة الاخرى التي وفقت في ربط شريحة الـ45بالمئة بشجرة كبيرة مقابل ربط نسبة الــ28 بالمئة بشجيرة صغيرة.‏

إغراء وإعفاء‏
بعد ان تروج الحملة للنظام الضريبي تنتقل الى اغراء المكلفين عبر المسارعة بالسداد من خلال حسومات محددة باربعة بالمئة خلال شهري كانون ثاني وشباط ثم ثلاثة بالمئة في اذار ونيسان وكان التصميم موفقا بتمثيل ذلك على شكل ورقة تقويم للدلالة على اهمية التاريخ واغتنام الفرصة قبل نفاد العرض. ولما كانت مسألة اعادة تقويم الاصول الثابتة للشركات الفردية والعائلية احدى اهم المسائل العالقة في طريق تحول هذه الشركات الى مساهمة وكان الجانب الضريبي يشكل محفزا مهما لهذا التحول فقد تم توجيه رسالة خاصة تؤكد على رسم واحد بالمئة عن الفروقات الايجابية الناجمة عن اعادة التقويم وهو رسم تصفه الرسالة بأنه يقترب من حدود الاعفاء وقد أدى التصميم الغرض منه جيدا من خلال رفع اصبع واحد تشير الى الواحد بالمئة مع تضخيم الرقم.‏
مستوى تعليمي أفضل‏

لم تكتف الحملة بتعزيز المنتج الضريبي وتحفيز المكلفين بل ربطت ذلك بخطط التنمية اجمالا بمعنى اوجه انفاق الضرائب والرسوم بعد ان تدخل خزينة الدولة ولعل قطاع التعليم هو الاوفر حظا في الانفاق عليه وكأن الرسالة تخاطب المكلفين بانه من الصعب الارتقاء بخدمات التعليم دون ايرادات والتي تشكل الضرائب والرسوم عمودها الفقري و تصميم الرسالة كان جيدا ومعبرا.‏
طبابة ومعيشة أيضاً‏

ولا يختلف الحال بالنسبة للخدمات الصحية المقدمة للمواطن عن الخدمات التعليمية وتلك التي تتعلق بالمستوى المعيشي وهنا تذكر الرسالة بان اجمالي الزيادة على رواتب واجور العاملين في الدولة المتقاعدين بلغت خلال الفترة 2000-2008 اكثر من مئة بالمئة وهنا تحديدا لابد من طرح التساؤل التالي هل ان دافعي الضرائب هم من المستفيدين من هذه الزيادة؟ والجواب بطبيعة الحال ان اغلب هؤلاء ليسوا كذلك لانهم في الغالب ينتمون لفئة اصحاب الاعمال وان كنا لا نستطيع ان ننكر الاثر البالغ للزيادة على التنمية في البلاد ككل ما ينعكس على اصحاب الاعمال بشكل او بآخر.‏

وتلخص الرسالة الاخيرة المعادلة على النحو التالي: معدلات ضريبية معتدلة زائد تشريعات ضريبية جديدة تكافئ خدمات اجتماعية افضل.‏

نحو وعي ضريبي‏

ويعلق وزير المالية الدكتور محمد الحسين على الحملة معتبرا اياها تأتي ضمن خطة بدأتها الوزارة مؤخرا بهدف التثقيف ونشر الوعي الضريبي لدى الناس وذلك كجزء من خدمة اجراءات ستقوم بها تشمل لقاءات مع فعاليات اقتصادية وندوات ومحاضرات بما يضمن توصيل رسالة للمكلفين مفادها التذكير بواجباتهم بعد ان قامت الوزارة بما عليها من اصلاح للنظام الضريبي وتخفيض المعدلات وتبسيط الاجراءات .‏
`
ولفت الحسين الى ان الوزارة وضمن حدود مسؤولياتها ليست لديها اية نية لفرض رسوم او ضرائب جديدة في المدى المنظور دون ان يعني ذلك التهاون في تحصيل حقوق الخزينة او مكافحة التهرب الضريبي وفق الانظمة وتحت سقف القانون آملا التعاون من المكلفين جميعا باعتبار الضريبة اداة للتنمية وتمويل المشاريع وتحسين الخدمات المقدمة للمجتمع ،مشيرا الى ان هذه الحملة ستنفذ في حلب خلال الايام القليلة القادمة الى جانب نشرها في الصحف المحلية.‏