فتوى في التأمين التكافلي.. الزعتري: جوهر يقوم على التعاون والتضامن ووسيلة للوصول إلى غاية مشروعة
أصدرت إدارة الإفتاء العام والتدريس الديني في سورية فتوى خاصة في التأمين التكافلي باعتبار أن التعاون والتكافل هي من قيم الإسلام التي يجب نشرها والحرص على تمتع المجتمع بتوفرها..
وتأتي هذه الفتوى التي أعدها الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف في الوقت الذي بدأ التأمين التكافلي يأخذ طريقه إلى السوق...إذ هناك شركة العقيلة التي بدأت تقديم خدماتها وشركة نور للتأمين التكافلي التي تقوم حالياً بعملية اكتتاب على 50.1% من رأسمالها وحيث يأتي الاكتتاب في ظل تحولات بدأت تظهر محلياً نحو البحث عن مجالات استثمارية بديلة للودائع المجمدة في البنوك وحيث يبدو التأمين التكافلي مجالاً مرغوباً للاستثمار نظراً للمزايا التي ينطوي عليها إنسانياً ومادياً.
وننشر فيما يلي نص الفتوى:
ظهرت فكرة التأمين التكافلي في العقود الأخيرة تصحيحاً لمسار التأمين التجاري الذي ساد مدة طويلة من الزمن في العالم وانتقل إلى بلدانا العربية والإسلامية كما يجري في البلاد التي ظهر فيها.
ولما كان التعاون والتكافل والتضامن من قيم الإسلام العليا ومن مبادئ الشريعة الغراء فإن علماء الشريعة عكفوا على دراسة نظم التأمين الواردة وعملوا على تخليصها من الشوائب وإبعادها عن الشبهات وأقروا مبدأ التأمين التكافلي القائم على أسس شرعية في الابتداء والممارسة والانتهاء.
حيث أنه في التأمين التكافلي يندفع المشتركون (حملة الوثائق) للتبرع أو الاشتراك في حساب مالي لدى شركة التأمين (حساب المشتركين) الذي تكون ذمته المالية مستقلة عن حسابات الشركة ذاتها والاموال الواردة إلى (حساب المشتركين) تُستثمر في إطار ما أباحته الشريعة الإسلامية بعيداً عن الربا ويتم تعويض الأضرار الواقعة على بعض المشتركين من حسابهم المشترك وفي نهاية السنة المالية يتم احتساب أرباح الاستثمار صالح المشتركين وإعادة الفائض لهم أو تدوير الأرباح والفائض إلى العام التالي عبر حسمه من قيمة الاشتراك الجديد.
ويكون لشركة التأمين تعويض إدارة حساب المشتركين كما تستحق نصيباً من أرباح أموال المشتركين بصفتها شريكاً في الاستثمار.
والأدلة الشرعية على جواز مثل هذا الأعمال القائمة على التكافل عموم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الداعية إلى التعاون فيما بين الناس منها:
قول الله تعالى:}وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد{ (المائدة :2)
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" (رواه مسلم)
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". (رواه مسلم)
وقول رسول الله صلى اللي عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً". (رواه مسلم)
والتأمين التكافلي وسيلة للوصول إلى غاية مشروعة ويرتكز على إدخار جزء من المال لمواجهة الحوادث والحاجات المستقبلية متعاوناً في ذلك مع أمثاله من الراغبين في مثل هذا التعاون.
فالأمن نعمة إلهية، وحاجة إنسانية، ومطلب شرعي.
ومن صور التأمين التكافلي ما جاء في الحديث: "إن الأشعريين إذا أرملوا بمعنى: فني زادهم وطعامهم – في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم" (رواه بخاري ومسلم)
هذا ونسأل الله تعالى أن يبعد عنا عن مكروه وأن يجعلنا متعاونين لخدمة الإنسان إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين.
يذكر أن التأمين التكافلي يحظى بأرضية واسعة في سورية إذ تشير الإحصاءات إلى أن 38% من السوريين يفضلون التأمين التكافلي نظراً للمبادئ الاجتماعية العميقة التي يقوم عليها والتي تقوي التكافل بين أفراد المجتمع إلى جانب ماتتيحه شركة التأمين التكافلي من إمكانية توزيع الفوائض على المساهمين هذا إلى جانب تمكن قطاع التأمين التكافلي من تطوير أدواته ومنتجاته بشكل يواكب العصر ويجعل المنتج التكافلي قادراً على تحقيق احتياجاته.