|
استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً .. |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي مُـتُـونِـهـنَّ جــــلاءُ الــشَّـــك والــريَـــبِ والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ أَيْــنَ الـروايَـةُ بَــلْ أَيْــنَ النُّـجُـومُ وَمَـــا صَاغُـوه مِـنْ زُخْـرُفٍ فيهـا ومــنْ كَــذِبِ تَــخَـــرُّصَـــاً وأَحَــادِيـــثـــاً مُــلَــفَّــقَـــةً لَـيْـسَـتْ بِـنَـبْــعٍ إِذَا عُــــدَّتْ ولاغَــــرَبِ عَـجَـائِـبـاً زَعَــمُـــوا الأَيَّـــــامَ مُـجْـفِـلَــةً عَنْـهُـنَّ فِــي صَـفَـرِ الأَصْـفَـار أَوْ رَجَــبِ وخَوَّفُـوا الـنـاسَ مِــنْ دَهْـيَـاءَ مُظْلِـمَـةٍ إذَا بَــدَا الكَـوْكَـبُ الْغَـرْبِـيُّ ذُو الـذَّنَــبِ وَصَــيَّــروا الأَبْـــــرجَ الـعُـلْـيــا مُـرَتِّــبَــةً مَـــا كَـــانَ مُنْقَـلِـبـاً أَوْ غــيْــرَ مُـنْـقَـلِـبِ يقـضـون بـالأمـرِ عنـهـا وهْــيَ غـافـلـةٌ مـادار فِــي فـلـكٍ منـهـا وفِــي قُـطُـبِ لــو بيَّـنـت قـــطّ أَمـــراً قـبْــل مَـوْقِـعِـه لــم تُـخْـفِ مـاحـلَّ بـالأوثـانِ والـصُّـلُـبِ فَـتْـحُ الفُـتـوحِ تَـعَـالَـى أَنْ يُـحـيـطَ بِـــهِ نَظْـمٌ مِـن الشعْـرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُـطَـبِ فَـتْــحٌ تـفَـتَّــحُ أَبْــــوَابُ الـسَّـمَــاءِ لَــــهُ وتَـبْـرزُ الأَرْضُ فِــي أَثْـوَابِـهَـا الـقُـشُـبِ يَــا يَـــوْمَ وَقْـعَــةِ عَـمُّـوريَّـةَ انْـصَـرَفَـتْ مِنْـكَ المُنَـى حُـفَّـلاً مَعْسُـولَـةَ الحَـلَـبِ أبقيْـتَ جِـدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فِــي صَـعَـدٍ والمُشْرِكيـنَ ودَارَ الشـرْكِ فِـي صَبَـبِ أُمٌّ لَــهُـــمْ لَـــــوْ رَجَـــــوْا أَن تُــفْــتَــدى جَـعَـلُـوا فـدَاءَهَــا كُـــلَّ أُمٍّ مِـنْـهُـمُ وَأَب وَبَــرْزَةِ الـوَجْــهِ قَـــدْ أعْـيَــتْ رِيَاضَـتُـهَـا كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَـنْ أَبِـي كَـرِبِ بِـكْــرٌ فَـمــا افْتَرَعَـتْـهَـا كَــــفُّ حَــادِثَــةٍ وَلا تَــرَقَّـــتْ إِلَـيْــهَــا هِــمَّـــةُ الــنُّـــوَبِ مِـنْ عَـهْـدِ إِسْكَـنْـدَرٍ أَوْ قَـبـل ذَلِــكَ قَــدْ شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ حَـتَّـى إذَا مَـخَّـضَ اللهُ السـنـيـن لَـهَــا مَخْـضَ البِخِيلَـةِ كـانَـتْ زُبْــدَةَ الحِـقَـبِ أَتَـتْـهُـمُ الـكُـرْبَــةُ الــسَّــوْدَاءُ سَــــادِرَةً مِنْـهَـا وكــانَ اسْمُـهَـا فَـرَّاجَـةَ الـكُــرَبِ جَــرَى لَـهَـا الـفَـألُ بَـرْحَـاً يَـــوْمَ أنْـقِــرَةٍ إذْ غُودِرَتْ وَحْشَـةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـبِ لـمَّـا رَأَتْ أُخْتَـهـا بِـالأَمْـسِ قَــدْ خَـرِبَـتْ كَـانَ الْخَـرَابُ لَهَـا أَعْــدَى مــن الـجَـرَبِ كَـمْ بَيْـنَ حِيطَانِـهَـا مِــنْ فَــارسٍ بَـطَـلٍ قَانِـي الـذَّوائِـب مــن آنــي دَمٍ سَــربِ بسُنَّـةِ السَّـيْـفِ والخـطـي مِــنْ دَمِــه لاسُـنَّـةِ الـديـن وَالإِسْـــلاَمِ مُخْـتَـضِـبِ لَـقَــدْ تَـرَكــتَ أَمـيــرَ الْمُـؤْمـنـيـنَ بِــهــا لِلـنَّـارِ يَـوْمـاً ذَلـيـلَ الصَّـخْـرِ والخَـشَـبِ غَـادَرْتَ فيهـا بَهِيـمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى يَشُـلُّـهُ وَسْطَـهَـا صُـبْــحٌ مِـــنَ الـلَّـهَـبِ حَـتَّـى كَــأَنَّ جَلاَبـيـبَ الـدُّجَـى رَغِـبَـتْ عَـنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّـمْـسَ لَــم تَـغِـبِ ضَــوْءٌ مِـــنَ الـنَّــارِ والظَّـلْـمَـاءُ عـاكِـفَـةٌ وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فِـي ضُحـىً شَحـبِ فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقــدْ أَفَـلَـتْ والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِــنْ ذَا ولَــمْ تَـجِـبِ تَـصَـرَّحَ الـدَّهْـرُ تَـصْـريـحَ الْـغَـمَـامِ لَـهــا عَـنْ يَــوْمِ هَيْـجَـاءَ مِنْـهَـا طَـاهِـرٍ جُـنُـبِ لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى بــانٍ بـأهـلٍ وَلَــم تَـغْـرُبْ عـلـى عَــزَبِ مَــا رَبْــعُ مَـيَّــةَ مَـعْـمُـوراً يُـطِـيـفُ بِـــهِ غَيْـلاَنُ أَبْهَـى رُبـىً مِـنْ رَبْعِهَـا الـخَـرِبِ ولا الْـخُـدُودُ وقــدْ أُدْمـيـنَ مِــنْ خـجَـلٍ أَشهى إلى ناظِـري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ سَـمـاجَـةً غـنِـيَـتْ مِـنَّــا الـعُـيـون بِـهــا عَـنْ كـل حُسْـنٍ بَــدَا أَوْ مَنْـظَـر عَـجَـبِ وحُـسْــنُ مُـنْـقَـلَـبٍ تَـبْـقــى عَـوَاقِـبُــهُ جَــاءَتْ بَشَاشَـتُـهُ مِــنْ سُــوءِ مُنْقَـلَـبِ لَـوْ يَعْلَـمُ الْكُفْـرُ كَـمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ لَـهُ العَـواقِـبُ بَـيْـنَ السُّـمْـرِ والقُـضُـبِ تَــدْبــيـــرُ مُـعْــتَــصِــمٍ بِاللهِ مُــنْــتَــقِــمٍ للهِ مُــرْتَــقِــبٍ فِــــــي اللهِ مُــرْتَــغِــبِ ومُطْـعَـمِ النَّـصـرِ لَـــمْ تَـكْـهَـمْ أَسِـنَّـتُـهُ يـوْمـاً ولاَ حُجِـبَـتْ عَــنْ رُوحِ مُحْـتَـجِـبِ لَـمْ يَـغْـزُ قَـوْمـاً، ولَــمْ يَنْـهَـدْ إلَــى بَـلَـدٍ إلاَّ تَـقَـدَّمَــهُ جَــيْــشٌ مِـــــنَ الــرعُـــبِ لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَـلاً ، يَـوْمَ الْوَغَـى ، لَغَـدا مِنْ نَفْسِهِ ، وَحْدَهَا ، فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ رَمَــــى بِــــكَ اللهُ بُـرْجَـيْـهَـا فَـهَـدَّمَـهــا ولَــوْ رَمَــى بِــكَ غَـيْـرُ اللهِ لَـــمْ يُـصِــبِ مِــنْ بَـعْـدِ مــا أَشَّبُـوهـا واثـقـيـنَ بِـهَــا والـلَّـهُ مِفْـتـاحُ بَــابِ المَعـقِـل الأَشِــبِ وقــــال ذُو أَمْــرِهِــمْ لا مَــرْتَــعٌ صَــــدَدٌ للسَّارِحـيـنَ ولـيْـسَ الــوِرْدُ مِــنْ كَـثَـبِ أَمـانـيـاً سَلَـبَـتْـهُـمْ نُــجْــحَ هَـاجِـسِـهـا ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القنـا السُّلُـبِ إنَّ الحِمَامَيْـنِ مِـنْ بِـيـضٍ ومِــنْ سُـمُـرٍ دَلْـوَا الحياتيـن مِـن مَـاءٍ ومــن عُـشُـبٍ لَـبَّـيْـتَ صَـوْتــاً زِبَـطْـرِيًّـا هَــرَقْــتَ لَــــهُ كَـأْسَ الكَـرَى وَرُضَــابَ الـخُـرَّدِ الـعُـرُبِ عَـداكَ حَــرُّ الثُّـغُـورِ المُسْتَضَـامَـةِ عَــنْ بَـرْدِ الثُّغُـور وعَـنْ سَلْسَالِـهـا الحَـصِـبِ أَجَـبْـتَــهُ مُـعْـلِـنـاً بـالـسَّـيْـفِ مُنْـصَـلِـتـاً وَلَـوْ أَجَـبْـتَ بِغَـيْـرِ السَّـيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ حتّـى تَـرَكْـتَ عَـمـود الـشـرْكِ مُنْعَـفِـراً ولَــم تُـعَـرجْ عَـلـى الأَوتَـــادِ وَالـطُّـنُـبِ لَمَّـا رَأَى الـحَـرْبَ رَأْيَ العـيـن تُوفَـلِـسٌ والحَرْبُ مُشْتَقَّـةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ غَــــدَا يُــصَــرفُ بِــالأَمْـــوال جِـرْيَـتَـهــا فَــعَــزَّهُ الـبَـحْــرُ ذُو الـتَّـيــارِ والــحَــدَبِ هَيْـهَـاتَ ! زُعْـزعَـتِ الأَرْضُ الـوَقُـورُ بِــهِ عَـن غَـزْوِ مُحْتَـسِـبٍ لاغــزْو مُكتـسِـبِ لَــمْ يُنـفِـق الـذهَـبَ المُـرْبـي بكَـثْـرَتِـهِ علـى الحَصَـى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ إنَّ الأُسُـــودَ أســـودَ الـغـيـلِ هـمَّـتُـهـا يَومَ الكَرِيهَةِ فِي المَسْلـوب لا السَّلـبِ وَلَّــى، وَقَــدْ أَلـجَـمَ الخـطـيُّ مَنْطِـقَـهُ بِسَكْتَـةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فِــي صـخَـبِ أَحْـذَى قَرَابينـه صَـرْفَ الـرَّدَى ومَضـى يَحْـتَـثُّ أَنْـجـى مَطَـايـاهُ مِـــن الـهَــرَبِ مُـــوَكـــلاً بِــيَــفَــاعِ الأرْضِ يُــشْــرِفُــهُ مِـنْ خِفّـةِ الخَـوْفِ لامِـنْ خِفَّـةِ الـطـرَبِ إنْ يَعْـدُ مِـنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم ، فَقَـدْ أَوْسَعْـتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَـطَـبِ تِسْعُـونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ جُلُودُهُـمْ قَـبْـلَ نُـضْـجِ التـيـنِ والعِـنَـبِ يـــارُبَّ حَـوْبَــاءَ لـمَّــا اجْـتُــثَّ دَابِـرُهُــمْ طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْـكِ لَـمْ تَطِـبِ ومُغْضَـبٍ رَجَعَـتْ بِيـضُ السُّـيُـوفِ بِــهِ حَيَّ الرضَـا مِـنْ رَدَاهُـمْ مَيـتَ الغَضَـبِ والـحَـرْبُ قائـمَـةٌ فِـــي مـــأْزِقٍ لَـجِــجٍ تَجْثُـو القِيَـامُ بِـه صُـغْـراً عـلـى الـرُّكَـبِ كَـمْ نِيـلَ تحـتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قـمَـرٍ وتَـحْـتَ عارِضِـهـا مِــنْ عَــارِضٍ شَـنِـبِ كَمْ كَانَ فِي قَطْـعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا إلــى المُـخَـدَّرَةِ الـعَـذْرَاءِ مِـــنَ سَـبَــبِ كَـمْ أَحْــرَزَتْ قُـضُـبُ الهـنْـدِي مُصْلَـتَـةً تَهْـتَـزُّ مِــنْ قُـضُـبٍ تَـهْـتَـزُّ فِـــي كُـثُــبِ بـيــضٌ ، إذَا انتُـضِـيَـتْ مِــــن حُـجْـبِـهَـا رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ خَلِيفَـةَ اللَّـهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْـيَـكَ عَــنْ جُرْثُومَـةِ الـديْـنِ والإِسْــلاَمِ والحَـسَـبِ بَـصُـرْتَ بالـرَّاحَـةِ الكُـبْـرَى فَـلَـمْ تَـرَهـا تُـنَـالُ إلاَّ عـلــى جـسْــرٍ مِـــنَ الـتَّـعـبِ إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن رَحِــمٍ مَـوْصُـولَـةٍ أَوْ ذِمَـــامٍ غــيْــرِ مُـنْـقَـضِـبِ فـبَـيْـنَ أيَّـامِــكَ الـلاَّتــي نُـصِــرْتَ بِـهَــا وبَـيْــنَ أيَّـــامِ بَــــدْرٍ أَقْــــرَبُ الـنَّـسَــبِ أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهـمُ صُـفْـرَ الـوجُـوهِ وجـلَّـتْ أَوْجُــهَ الـعَـرَبِ |
![]() |
![]() |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
![]() |
#2 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() أبو تمام الطائي: (788-846): شاعر عربي. ولد في جاسم قرب دمشق. يقال. اشتغل في صباه حائكاً في دمشق، ثم انتقل إلى الفسطاط (مصر) واشتغل ساقياً بجامعها. درس الثقافة العربية وشدا الشعر مكتسباً. تنقل بين الشام والجزيرة وأرمينيا وأذربيجان والعراق وخراسان، يمدح الخلفاء والأمراء والقادة الكبار. له ديوان معظمه في المدح ووصف البطولات. اتخذ لنفسه مذهباً خاصاً يعتمد على الابتكار في المعاني والصور. يرى النقاد أنه واحد من أعظم شعراء العروبة. أخرج عدة كتب، جمعت فيها مختاراته من الشعر مثل "الاختيارات من شعر الشعراء" و"الاختيار من أشعار القبائل"، و"أشعار الفحول" و"أشعار المحدثين"، وطبع منها "الحماسة" و"الحماسة الصغرى". مناسبة القصيدة: كتب أبو تمام هذه القصيدة بعد النصر الذي حققه الخليفة العباسي المعتصم حينما فتح عمورية مسقط رأس الإمبراطور الروماني( تيوفل) ، و كانت هذه المعركة بمثابة رد على اعتداء إمبراطور الروم على بلدة ( زبطرة ) العربية ، التي عاث فيها الروم فسادا و قتلا و تدميرا ، و انتقاما لما حل بتلك المرآة العربية حينما اعتدى عليها ، فهتفت مستنجد (( وامعتصماه ! )). ففي هذه القصيدة نجد أن الشاعر سخر من المنجمين ، حينما حذروا المعتصم من فتح عمورية، و أكد الشاعر في هذه الأبيات على أن الحرب وحدها هي سبيل المجد والنصر و الحقيقة.لقد ارجف المنجمون، وخوفوا من الاتجاه نحو عمورية، وتحدثوا عن أحداث جسام ستتمخض عنها الأيام ،. فماذا كان؟ استمر الزحف يقوده الخليفة، فحقق النصر، وأبطل بسيفه ما ارجفوا به، واثبت السيف انه اصدق من كتبهم، وان حده قد ميز الحق من الباطل المفترى بياض السيف بدد ظلام الشك الذي القوه على النفوس من خلال ما قرأوه في أوراقهم وكتبهم السود التي تنقل كما يقولون عن الشهب والنجوم ، فما يكون لظلام الشك الذي يتسلل من هذه الصحف أن يثبت أمام لمعان السيوف وبياضه. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
![]() الاتجاه المعاكس المعتصم: السيف أصدق من الكتب! توفي المأمون في سنة 812 هجرية (338م) وخلفه شقيقه المعتصم. كان المعتصم - كما يقول السيوطي في «تاريخ الخلفاء» - يملك صفات متناقضة، فهو شجاع وصاحب قوة وهمة و«كان عَريّا من العلم» (ص 433). فالمعتصم حاول التشبه بالمأمون ولكنه اختلف عنه في أشياء كثيرة. فالمأمون من أهل القلم والمعتصم من أهل السيف. فهو أسهم في قيادة فتوحات كثيرة فغزا الروم (الأناضول) سنة 322 هـ (738م) «وقد ذلل العدو بالنواحي» كما يقول السيوطي. نقل الصولي في تاريخه عن المغيرة بن محمد أنه «لم يجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعهم بباب المعتصم، ولا ظفر ملك قط كظفره». ويقال انه أسر ملوك اذربيجان وطبرستان واستبسان والشياصح وفرغانة وطخارستان وكابول. فالمعتصم محارب شرس وكان المأمون يعتمد عليه في عهده في قيادة الجند والدفاع عن الحدود والغزو. وحين توفي المأمون وقعت مشكلة سياسية تمثلت في تلك الفجوة بين حسنات القوة وسيئات الجهل. فالمعتصم قليل العلم والمعرفة فلجأ الى سياسة البطش ضد معارضيه وكل من يخالف القول «بخلق القرآن». يقول الذهبي في تاريخه عن المعتصم انه كان «من أعظم الخلفاء (العباسيين) وأهيبهم. لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن». ويؤكد السيوطي هذه المسألة في تاريخه اذ تشبه المعتصم بالمأمون كثيرا فسلك ما كان المأمون عليه «وختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن». وقاسى الناس منه مشقة في ذلك، ويقول السيوطي: «وقتل عليه خلقا من العلماء، وضرب الامام أحمد بن حنبل، وكان ضربه في سنة 022 هجرية (538م)» (ص533). قوة المعتصم العسكرية وكثرة فتوحاته وغزواته لم تعوض نقص ثقافته وضحالة تفكيره. فالمعتصم اختلف في مسألة الوعي عن والده هارون الرشيد وشقيقه الأمين ثم المأمون. فالثلاثة كانوا على سوية عالية من التفقّه والاطلاع على الفكر والتاريخ والثقافة... بينما المعتصم كان غريبا عن هذه الحقول ولا يعرف سوى لغة القوة وسياسة البطش في العلاقة مع خصومه. وبسبب نقص ثقافته وادراكه لتعقيدات الأمة وتنوع قواها ومصادرها اضطر المعتصم الى الاعتماد كثيرا على شيوخ المعتزلة لتعويض ذلك النقص مستخدما «السيف» لا «القلم» في الدفاع عن مذهب الاعتزال/ الدولة. استغل شيوخ المعتزلة نقطة ضعف المعتصم واستفادوا منها للنيل من العلماء والفقهاء والأئمة فاتجهوا نحو المزيد من الاستبداد باسم «العقل» و«العقلانية» فاضطهدوا وظلموا كبار الأئمة وكثيرا من العلماء وحاولوا شراء الذمم واذلال القضاة واخضاعهم لسلطة القوة (دولة المعتصم). وأدت سياسة البطش والاذلال الى اضعاف المعتصم داخليا واتساع رقعة المعارضة وانتشار المد الأصولي (السلفي) تضامنا مع الأئمة والعلماء. وبات المعتصم في وضع صعب فهو قوي في الخارج (غزوات وفتوحات) وضعيف في الداخل (مداهمات واعتقالات ومحاكمات) فاضطر أيضا الى الاعتماد على الأتراك لحماية أمن الدولة من المعارضة الأصولية. يذكر السيوطي عنه أنه كان «يتشبه بملوك الأعاجم» وهو «أول خليفة أدخل الأتراك الديوان» وبلغت «غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفا». ويكرر الذهبي والصولي وكل المؤرخين هذه المعلومات وخصوصا حين تحولت بغداد في عهد المعتصم إلى مدينة لا تطاق بسبب الفوضى والملاحقات الأمنية واتساع رقعة المعارضة وعدم قدرة الدولة على ضبط التوازن بين نمو السكان وارتفاع الحاجات الغذائية والسكنية. يجمع المؤرخون على أن اعتناء المعتصم «باقتناء الأتراك» أسس مشكلة جديدة للدولة العباسية اذ كانوا - كما يذكر السيوطي - «يؤذون الناس، وضاقت بهم البلد» (ص633)، فاضطر الى ترك بغداد وبنى مدينة جديدة أطلق عليها «سُرَّ من رأى» وهي تعرف الآن باسم «سامراء». كل هذه التناقضات اجتمعت في عهد المعتصم الذي توفي في سنة 722 هجرية (148م) وترك خلفه مجموعة مشكلات منها ازدياد نفوذ المعتزلة ونجاحها في السيطرة على الدولة واستخدام أدواتها القمعية لملاحقة المعارضة، وازدياد نفوذ الأتراك في أجهزة الدولة وتحديدا في الجيش وقوات الأمن والشرطة، وأخيرا نمو المد الأصولي (الشارع الشعبي) في مواجهة تحكم شيوخ المعتزلة في أجهزة الدولة. وباتت الدولة تعيش حالات من الانقسام في وظائفها. فالترك يسيطرون على الشرطة والجيش والمعتزلة يسيطرون على الديوان وما يتفرع عنه من مؤسسات قضائية وتربوية، وأصبح المعتصم يعيش ما يشبه ازدواجية السلطة. وضمن هذه الأجواء المضطربة يمكن قراءة الجانب السياسي في تاريخ فرق المعتزلة وهو جانب أسهم لاحقا في سقوطها الفكري حين انقلب الزمن عليها. قبل الانقلاب على المعتزلة شهدت فرقها الكثير من الازدهار في عهد المعتصم فانتشرت مدارسها وتوزع شيوخها ما بين ديوان الدولة ومختلف المناطق والمدن. وبسبب اتساع نشاطها وابتعاد فرقها عن هموم الناس ومشكلاتهم تمزقت أفكارها وتنوعت مدارسها الى درجة يصعب حصرها في دائرة زمنية واحدة. فهناك شيوخ من المعتزلة عاشوا في البصرة وانتقلوا الى بغداد أو سامراء، وهناك من عرف الشهرة في عهد الرشيد والمأمون والمعتصم واستمر الى عهد الواثق. وهناك من ازدهرت مدرسته في عهد المأمون وتفرعت في عهد المعتصم... الى آخره. إلا أن الجديد في عهد المعتصم ان الدولة فقدت رقابتها على فرق المعتزلة بسبب ضحالة علوم الخليفة وتركيزه على السيف واعتماده على شيوخ الاعتزال في الفقه وعلى الأتراك في الشرطة والأمن. وهذا النوع من الاتكال أفقد الكثير من هيبة السلطة نظرا لتشتت قواها وعدم قدرتها على احتواء تعارضات الأمة في اطار تنظيمي يتبع المرونة. فقوة المعتصم في الغزوات وملاحقة الأعداء تحولت داخليا الى استبداد سياسي أطاح برموز العلم والفقه والاجتهاد. وهذه ثغرة كبيرة انتهت أخيرا الى اتساع الهوة بين «السيف» و«القلم» وكادت أن تزعزع أركان الدولة وتهدّها. لخص الشاعر أبوتمام (رأس الحداثة في الشعر في أيامه) عهد المعتصم في قصيدة كتبها في مناسبة فتح عمورية يقول مطلعها «السيف أصدق أنباء من الكتب». هذا صحيح مؤقتا وحين تتعرض الأمة لخطر خارجي، فالسيف هنا هو الأقوى. إلا أنه في فترات الارتخاء والرخاء فإن الزمن أقوى من السيف. فالسيف يذهب مع ذهاب الزمن أما الكتاب فإنه يستمر مع الزمن. وهذا بالضبط ما حصل في أيام المعتصم وليد نويهض |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اخبار الصحف | غسان | اقتصاد سوريا | 6 | 26-02-2012 11:15 AM |
هل انتشر الإسلام بحد السيف ؟؟؟؟؟؟؟ | abu mhd | المنتدى الإسلامي | 0 | 25-08-2011 06:10 PM |
في اليابان الاستعانة بـ "سترة مكيفة" لتبريد حر الصيف وتوفير الطاقة بعد حادثة فوكوشيما | the king | علوم وتكنولوجيا واتصالات | 0 | 20-07-2011 10:20 PM |
مقالات الصحف عن البورصة | غسان | الاسهم السورية | 7 | 15-06-2011 10:01 AM |
لغز حير العالم ... السيف الدمشقي !!! | سليم نجار | استراحة المضاربين | 7 | 25-08-2010 02:50 AM |