حوادث دمشق الأخيرة -عشرات القتلى ومئات الجرحى في دمشق وحمص وحلب ...

[arnouri]

حوادث دمشق الأخيرة

عشرات القتلى ومئات الجرحى في دمشق وحمص وحلب ...

لعل الدرس الأهم الذي أتحفنا به التاريخ ، والذي لم ينصت لهُ العديد من السياسيين الذين ظنوا أنهم حالة شاذة خارجة عن الدرس الأهم
وهو أن للشعب إرادة لايمكن هزيمتها ولا القضاء عليها ، هذه القاعدة التي ترفعَ عنها الفرنسيين خلال احتلالهم لسوريا ،
واعتقدوا أنهم قادرين على السيطرة على هذه الرقعة من الأرض التي تسمى سوريا ،
فكان نضال السوريين المستميت ، وتضحيتهم بالعشرات من أبنائهم هو الطريق الذي أوصل سوريا للخلاص من استعمارهم وطغيانهم .

فقد جاء في صحيفة اللطائف المصورة الصادرة بتاريخ 4 يناير 1932 هذه الحادثة:

أنه وفي العام 1926 عينت فرنسا مندوب سامٍ جديد لها في سوريا وهو الجنرال (هنري بونسو)
اعتقاداً منها أن تعيين المندوب السامي الجديد سيغير من موقف السوريين المطالبين بالاستقلال التام ووحدة سوريا .
وقد لعب بونسو دور السياسي المحنك الذي بدأ بالقيام بسياسة فرق تسد فيما بين مختلف أبناء الطوائف والأديان والسياسيين ،
إلا أن هذه السياسة لم تنفع بتاتاً مع السوريين الذين استمروا بمطالبتهم بالاستقلال التام لسوريا ووحدة أراضيها .

وجراء الضغط الشعبي ، لجئ بونسو إلى حيلة جديدة ،
وهي أنه أقال حكومة الشيخ تاج الدين الحسيني ، وتولى إدارة البلاد مباشرة ،
ودعى إلى إجراء انتخابات لمجلس نيابي تمهيداً لدستور جديد وذلك في العام 1931 .
إلا أن نتيجة الانتخابات جاءت مزورة ، حيث قامت فرنسا باستخدام نفوذها لكي ينجح حلفائها المرنين بفكرة الاستقلال التام لسوريا ،
الأمر الذي لم يستطع السوريون السكوت عنه ،
وخرج الآلاف منهم في كلٍ من دمشق وحلب وحمص ودوما
احتجاجاً منهم على ماعدوه منافياً لحرية الانتخابات وتزويراً لها .

وقد قام الفرنسيون بالرد على هذه المظاهرات بشكل وحشي وعنيف ،
الأمر الذي جعل من هذه المظاهرات التي عصفت بهذه المدن السورية أحداثاً دامية ، راح ضحيتها عشرات الشباب السوريين وسقط خلالها مئات الجرحى ...
ظن الفرنسيون أنهم بأعمالهم الوحشية هذه ، قد استطاعوا السيطرة على الشعب السوري ،
وأن الشعب السوري بات متخوفاً من مواجهة جديدة معهم ،
إلا أن ظنهم قد خاب ، دخلت البلاد في تلك المرحلة في مفاوضات طويلة ، بدأت أولاً في دمشق ، أجراها المندوب السامي الفرنسي "بونسو" إلا أنها انتهت بالفشل بسبب تمسك الوطنيين بفكرة الاستقلال والوحدة ،
فنقلت المفاوضات إلى فرنسا في النهاية ، وقصد باريس وفد سوري تألف من ستة أعضاء هم : هاشم الأتاسي ، وفارس الخوري، وسعد الله الجابري، وجميل مردم بك ، وعضوين من وزارة عطا الأيوبي الانتقالية وهم: أدمون حمصي ومصطفى الشهابي، وفي 9/سبتمبر/1936 وقعت المعاهدة السورية الفرنسية في وزارة الخارجية بباريس .

جريدة اللطائف المصورة 4 يناير 1932

ملاحظة :
تميزت صحيفة اللطائف المصورة بعرض الأحداث على شكل صور والتعليق عليها ونشاهد في الصور الملحقة في المقال :

صورة من دمشق تمثل الاضطرابات الدامية التي وقعت فيها يوم الأحد 20 ديسمبر الماضي لمناسبة الانتخابات . ويرى فيها فرسان الجندرمة وهم يهاجمون جماهير المتظاهرين بسيوفهم أمام باب سوق الحميدية . وقد انهال عليهم هؤلاء بالحجارة وجرح قائدهم بحجر أصاب رأسه وكان عدد الجرحى كثيراً من الفريقين
تمثل هذه الصورة أحد مشاهد المظاهرة الكبرى التي أقيمت في اليوم التالي لوقوع الاضطرابات احتفالاً بدفن ثلاثة من الشهداء الذين سقطوا برصاص جنود الحكومة . وقد اشترك في موكب الجنازة الدمشقيون على اختلاف مللهم ونحلهم ويرى في الصورة الخوري عكة أحد كهنة الطائفة الكاثوليكية واقفاً على سطح بناء مرتفع يلقي خطاباً بمناسبة تأبين الشهداء
منظر آخر لجماهير المتظاهرين في دمشق صباح يوم الأحد في 20 ديسمبر احتجاجاً على عدم حرية الانتخابات التي استدلوا عليها من إقفال أبواب بعض دوائر الانتخابات في وجوه الناخبين الوطنيين .
والصورة تمثلهم محتشدين أمام القصر العدلية في ساحة المرجة

[لقماان]

شكرا لك أخي أبو معاذ .....
هل هناك احصاء لعدد الشهداء السوريين الذين سقطو
على أيدي الاستعمار الفرنسي طيلة 26 سنة الى نيل الاستقلال.....
و ان كان هناك احصاء عن عدد الشهداء الذين سقطوا في دمشق في اليوم الدموي الذي قصفت فيه دمشق و ايضا كتيبة حامية البرلمان....
لقد ضجت الدنيا عندها بهذه المجزرة الرهيبة...و صارت حديث العالم ووسائل الاعلام......
لا أعلم العدد بالضبط و لكنني جازما أتوقع مفاجأة من العيار الثقيل لكم
من حيث عدد الشهداء ......
................................
أكرر شكري لك أخ أبو معاذ....