تفاقم حاد لازمة البينزين ولا حل قريب في الافق والمواطنون يخشون توقف النقل العام

[wael aldoughli]

الاقتصادي : محمد وائل الدغلي

أزمة بنزين خانقة تشهدها دمشق هذه الأيام تجلت في حدوث شبه توقف لآلاف السيارات التي ركنها أصحابها بعد أن غدت شبه فارغة من البنزين وعدم تمكنهم من الحصول عليه بانتظار انفراج قريب قد يلوح في الأفق
خلال جولة قمنا بها على محطات الوقود في مدينة دمشق كان الوضع في غاية السوء غالبية المحطات مغلقة ولا تتوفر فيها المادة وعندما بادرنا بالسؤال عن المحطات التي فيها بنزين اخبرنا احد أصحاب المحطات أن ذلك بحاجة لبحث طويل على محطات دمشق وريفها وبأن احد السائقين قطع مسافة 40 كيلو متر ولم يجد البنزين
اللافت للنظر أننا شاهدنا طوابير أمام محطات ليس فيها بنزين وعندما سألنا أصحاب السيارات عن سبب وقوفهم أفادونا بأنهم يحجزون دورا على أمل وصول البنزين في الساعات المقبلة
ظاهرة جديدة انتشرت وهي اعتماد الكثير من السائقين على تعبئة بيدونات بنزين من اجل السرعة وهذا ما خلق طابورا خاصا بها وحدوث العديد من المشادات والمصادمات احد المواطنين روى لنا ما شاهده في احدى المحطات مما وصفه بمجاعة بنزين حيث تجمع ثمانية أشخاص للامساك بخرطوم البنزين وكل منهم يشد الخرطوم وتحول المشهد لشجار وحفلة شتائم
مع وجود عشرات الأشخاص حولهم عندها أتى احد عناصر الشرطة وظنت انه سينظم الدور ولكنه اتى ببيدونين ومثله مثل الجميع يريد بنزين ومع ازدياد الهرج والمرج في المحطة اضطر صاحبها إلى إطفاء الكهرباء والتوقف عن التوزيع
أخيرا وبعد جولة شملت أكثر من ست محطات وجدنا محطة يتوفر فيها البنزين لكننا وجدنا منظرا مرعبا لمئا ت السيارات المنتظرة لدورها احد المحظوظين بالحصول على البنزين اخبرنا انه انتظر لأكثر من خمس ساعات حتى تمكن من تعبئة سيارته بالبنزين
ظاهرة السوق السوداء للبنزين بدأت وأصبح بيع البيدونات ظاهرة مألوفة في دمشق وتراوح سعر لتر البينزين بين 75 الى 100 ليرة حسب المنطقة
احد المواطنين أشار إلى انه إذا استمرت أزمة البنزين بهذا الشكل فلن يستطيع أحد من الذهاب إلى العمل وذلك بسبب عدم توفر مواصلات عامة والحجة عدم توفر المازوت أو ان ليتر المازوت يباع للسائقين أصحاب الميكروباصات ب100ليرة سورية لليتر الواحد أيضا البنزين يباع بالبيدون لبعض المحتكرين ليبيعوه لمن يريدون بأسعار خيالية كما حدث ويحدث في حلب ومنبج والرقة حيث يباع ليتر البنزين ب350ليرةسورية يجب على الحكومة التصرف السريع وحل أزمة الوقود لأنها عصب الحياة
أخيرا وبالرغم من الشح الكبير في مادة البنزين فان مسؤولي شركة محروقات لازالوا يكررون نفس التصريحات المادة متوافرة في المخازين وبكميات كبيرة، والأزمة الحاصلة هي مشكلة نقل ليس إلا.
اما الإزدحام الحاصل على الكازيات سببه شائعة برفع سعر ليتر البنزين عشرة ليرات، وطبعاً لا أساس لها من الصحة..
مدير محروقات ناظم خداج أشار في تصريح له الى انه من العوامل التي أثرت خروج عدد من المحطات في العاصمة عن الخدمة كمحطة برزة وثلاث محطات في القدم الأثر الأكبر الي أدى إلى الضغط على محطات الوقود الأخرى ومع ذلك فقد تم إنزال أكثر من 20 طلب بنزين إلى محطات دمشق ومثلها إلى محطات الريف، وأن الكميات الواصلة إلى المحطات كمحطة دمر ومحطة الأزبكية تصل إلى قرابة 80 ألف ليتر لكل محطة.
ولكنه أشار إلى قلة محطات الوقود في دمشق وأن هذه الإشكاليات والاختناقات ستعالج بشكل كامل، وأن الاجتماعات مع لجان المحروقات قائمة على قدم وساق لمعالجة الموضوع بشكل كامل
في النهاية ان المواطنين يريدون أفعالا لا كلاما والمطلوب من المسؤولين مزيدا من الشفافية والصراحة فهل رفع السعر هو السبب ام أن هنالك نقص حقيقي في المادة أم أن الطرقات غير آمنة وبالتالي لنضح يدنا على الجرح الحقيقي حتى نتشارك جميعا في حل المشكلة