خطبة الجمعة د. الشعال \ الأزمة و غلاء الأسعار \

[abu mhd]

(الأزمة غلاء الأسعار)

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء:29].

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ» [رواه أحمد].
مما أفرزته الأزمة التي نعيش -والتي نسأل فارج الهمِّ كشفها- غلاء الأسعار، سواء في المواد الأولية أو المصنعة، المحلية أوالمستوردة، الضرورية أو الحاجية وغيرها. هذا الغلاء يسبب عجزَ الناس عن توفير حاجاتهم الأساسية، ويساعد في تحول نسبةٍ كبيرةٍ من الطبقة متوسطة الدخل إلى الطبقة الفقيرة، وربما دفع بعض الناس غير المنضبطين بالشرع للحصول على المال بطرقٍ محرمةٍ كالسرقة والرشوة.
ولغلاء الأسعار أسبابٌ ماديةٌ وإيمانيةٌ أسرد عليكم بعضها، ثم انتقل لعرضِ بعض المساعدات المعينة على التخفيف من حدة المشكلة.

فمن الأسباب المادية لغلاء الأسعار:
تغير الأوضاع الأمنية وتأثيرها في السلع الزراعية والصناعية والتجارية من حيث تدميرها أو تقليل إنتاجها، والحظر الاقتصادي، وانخفاض سعر النقد، وعدم توفر المواد الأساسية مع كثرة الطلب على السلع، تهافت الناس على الشراء بأي سعرٍ كان، نتيجة لتعودهم على أنماط استهلاكية معينة، تأثُّر بعض المواد بالغلاء العالمي أصلاً، وجود المعامل في مناطق غير آمنة، وغير ذلك...

ومن الأسباب الإيمانية :
- ذنوبٌ أصر عليها بعضنا، من ترك صلاةٍ، أو زكاةٍ، أو عقوق والدين، أو أكل ميراث قريبٍ، أو نظرٍ إلى حرامٍ، أو تمادي في الظلم والاعتداء...، كان من عقابها في الدنيا قلة الأرزاق وغلاء الأسعار، قال الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
- ولوغ كثيرٍ من الناس في المعاملات المالية المحرمة وعلى رأسها الرِّبا.
- قلة التراحم: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ الأَرْضِ، يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ» [رواه الترمذي وأبو داود].

أمور مساعداتٌ في تخفيف وطأة هذه المشكلة: على مستوى الحكومات والأفراد.
فواجب الحكومات: رفع الظلم عن المظلومين، ودعم السلع الرئيسية، وخفض رسوم الخدمات المؤثرة في قدرة الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وصرف إعاناتٍ للعائلات الفقيرة، والتأكد من توجه المال العام إلى مكانه الصحيح، والتسعير العادل للسلع، ومراقبة الأسواق والأسعار ومحاسبة المتجاوزين.
ومن واجبات الأفراد: استخدام منتجاتٍ مماثلةٍ ذات سعرٍ منخفضٍ، والمقاطعة، وتطبيق فكرة الشراء الجماعي للسلع، وزيادة التكافل الاجتماعي، وترتيب أولويات الإنفاق، والاقتصاد في الإنفاق عما كان من قبل، وعدم التهافت على التخزين، و...
هذا حديثٌ مختصرٌ عن الأزمة وارتفاع الأسعار، عن الأسباب المادية والإيمانية لها وعن أمورٍ مساعداتٍ تنفع في التخفيف من وطأة غلاء الأسعار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ» [رواه مسلم وأبو داود].

والحمد لله رب العالمين

[Damaslover]

مرحبا، هلأ انا بدي ئول شكرا مني عارف كيف؟؟؟؟

فما فيني الا اتشكرك عالموضوع

تحياتي