تراجع النشاط الاقتصادي في قطاع الصناعة, بينما قطاع المنازل يشير إلى تحسن ملحوظ

[shabounco]

تراجع النشاط الاقتصادي في قطاع الصناعة, بينما قطاع المنازل يشير إلى تحسن ملحوظ

لم يمتنع الاقتصاد الأمريكي عزيز القارئ عن إظهار بوادر التحسن التدريجي في مختلف قطاعاته الرئيسية خصوصا القطاع الصناعي والقطاع الذي عانى بشكل كبير من أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم.

وهنا نذكر أن مؤشر معهد التزويد الصناعي عن شهر تشرين الثاني الذي صدر اليوم أظهر تراجعا غير متوقع ليصل إلى 53.6 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 55.7 وبأدنى من توقعات المحللين عند 55.0، ومع ذلك فهذا يعتبر توسعا في القطاع والذي بدأ منذ شهر آب حين وصل مؤشر معهد التزويد الصناعي إلى أعلى مستوى له منذ شباط للعام 2008.

وبالإضافة إلى ذلك توقع المحللين بأن الأسعار المدفوعة لمؤشر معهد التزويد الصناعي ستصل إلى القراءة السابقة التي بلغت 65.0 بينما المؤشر جاء ليظهر تراجع في الأسعار المدفوعة خلال تشرين الثاني بمقدار 10 درجات لتصل إلى 55.0 مقارنة بالقراءة السابقة والتوقعات عند 65.0.

هذا و ظهر من خلال تفاصل التقرير أن الإنتاج وصل إلى 59.9، بينما الطلبات الجديدة ارتفعت خلال تشرين الثاني لتصل إلى 60.3 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 58.5، هذا وقد تراجعت توصيلات الموردين لتصل إلى 55.7 مقارنة بالقراءة السابقة عند 56.9، وهنا نشير أيضا إلى استمرارية تراجع المخزونات لتصل إلى 41.3 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 46.9، بينما تراجع معدل التوظيف ليصل إلى 50.8 مقارنة بالشهر السابق والذي بلغ 53.1.

وتكمن المعضلة في قطاع الصناعة الأمريكي في المؤشرات التي تتفرع من المؤشر نفسه، حيث أن المصانع لا تزال تقلص من حجم المخزونات لديها لملاقاة الضعف في مستويات الطلب لدى المستهلكين، وعلاوة على ذلك فإن تركيز المصنعين يتمركز حول التعافي وتحقيق أوضاع أفضل في الاقتصاد ككل والتي تقف أمام توظيف أعداد أخرى و بناء قاعدة انتعاش قوية للنمو، حتى يعود الاقتصاد إلى وضعه المنشود.

ومع ضعف الظروف الاقتصادية إلى جانب المعدلات البطالة المرتفعة والتي لا تزال ضمن المستوى الأعلى لها منذ 26 عام، والتي فشلت في التراجع قبل استقرار الظروف الاقتصادية وتحقق التعافي، حيث أن تعافي الاقتصاد الأمريكي من المتوقع أن يظهر بشكل أوضح مع بداية منتصف العام المقبل 2010.

أشار قطاع الصناعة الأمريكي مؤخرا الكثير من بوادر التعافي من أسوأ مرحلة من الركود منذ الثمانينات، علما أن المحللين توقعوا بأن القطاع الصناعي سيشهد تعافيا أسرع من باقي القطاعات في الاقتصاد الأمريكي، والتوسع لتحقيق التعافي في مجمل الاقتصاد.

كما أن تقرير الإنفاق على البناء أظهر تراجعا خلال تشرين الأول ليصل إلى القراءة الصفرية مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.8% والتي تم تعديلها إلى -1.6%، ولكن لتسجل تفوقا على توقعات المحللين التي بلغت -0.5%،

أما القطاع الذي عاني من الاضطراب العالمي، قطاع المنازل الأمريكي، فقد أعلن اليوم مبيعات المنازل قيد الانتظار لتشير إلى ارتفاع المبيعات خلال شهر تشرين الأول لتصل إلى 3.7% ولكن بأدنى من الارتفاع السابق والذي بلغ 6.1% وهي القراءة التي تم تعديلها إلى 6.0%، بينما أشارت التوقعات بأن المبيعات ستتراجع إلى -1.0%، أما على الصعيد السنوي فقد قفز المؤشر ليصل إلى 28.6% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 19.8%.

وهنا يجب أن لا ننسى بأن قطاع المنازل الأمريكي تلقى دعم كبير مؤخرا من الحكومة الأمريكية، خصوصا برنامج الإعفاء الضريبي الذي هدف إلى تعزيز مبيعات المنازل وذلك عن طريق إعفاء مشتري المنازل للمرة الأولى من الرسوم الضريبية التي تبلغ 8000 دولار، في حين أن تدني أسعار المنازل أعطى الفرصة للمستثمرين للتفكير جديا في شراء المنازل، الأمر الذي دعم النشاط الاقتصادي في قطاع المنازل الأمريكي.

وعلى الرغم من أن قطاع المنازل الأمريكي يتعافي من أسوأ مرحلة من الركود منذ الكساد العظيم، ولكن لا تزال التحديات والمواجهات تقف أمام القطاع بشكل خاص والاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وذلك قبل تحقيق النمو في الاقتصاد إلى جانب استقرار الأوضاع فيه، وتكمن التهديدات والتحديات في معدلات البطالة المرتفعة والظروف الائتمانية الصعبة إلى جانب معدلات التضخم، والتي من المحتمل أن تعطل مرحلة التعافي وتضعف الاقتصاد خلال الفترة الممتدة القادمة.

علما أنه بمعدلات البطالة والظروف الائتمانية الصعبة سيشعر المستهلكين بالأثر الكبير في دخله الشخصي والذي سيحد بالطبع من مستويات الإنفاق لديه، مع العلم أن مستويات الإنفاق في الولايات المتحدة الأمريكية تشكل ما يقارب ثلثي الناتج المحلي الإجمالي.

[Speculator]

شكراً أستاذ shabounco
لتغطية أخبار الاقتصاد الأمريكي ....
تحياتنا إلك
وسررنا بإنضمامك لسيريا ستوكس