ألفرد ب. سلون وأداته الشهيرة، وأسباب نجاح جنرال موتورز .. موضوع يستحق القراءة

[khaled807]

Alfred P. Sloan

((إذا كان هذا الأمر لصالح أمريكا ، فهو لصالح "جنرال موتورز، وإذا كان لصالح "جنرال موتورز" فهو لصالح أمريكا)).

تشارلز إ.ويلسون

أنشئت جنرال موتورز من قبل رجل الأعمال الأمريكي "بيلي دورانت" الذي كان يجمع الشركات كما يجمع بعض الناس الطوابع، كان يملك شركات تصنع كل شيء من السيارات حتى الثلاجات، و قد اعتقد انه إذا امتلك شركات كافية ستكون واحدة أو اثنتان منهم ناجحة على الأقل. ولكنه كان مخطئا فبالرغم من انه كان جيدا في شراء الشركات، إلا انه كان فاشلا في إدارتها.
في عام 1920 كانت جنرال موتورز تعيش في فوضى، حتى أدرك "بيلي دورانت" أنها لن تستطيع الاستمرار، لذلك باعها لأحد الأسماء الكبيرة في عالم الأعمال "بيير دو بونت" الذي أدرك أن جنرال موتورز مبشرة بالنجاح، لكنها تحتاج إلى مدير جيد، وهكذا لجأ دو بونت إلى "الفرد سلون".
كان سلون في الثالثة و الأربعين من عمره و كان في قمة نجاحه، كان قد بدأ قبل 20 عاما عندما اقترض 5000 دولار من أبيه و اشترى شركة تدعى "هيات" التي كانت تصنع كرات معدنية صغيرة تستخدم في القطارات و مركبات أخرى، و لم تكن تجني أكثر من 2000 دولار في الشهر لكن سلون كان واثقا انه يستطيع تحويلها إلى شركة ناجحة.
كان يؤمن بأن العمل في مجال السيارات الحديثة يقدم فرصة رائعة لمنتجات شركته، لذلك تحدث إلى جميع الأشخاص المهمين في عالم السيارات في الولايات المتحدة، وجمع اكبر قدر من المعلومات عن صناعة السيارات، و سرعان ما كانت "هيات" تجني أرباحاً تفوق 4 ملايين دولار في السنة.
عندما وصل سلون إلى جنرال موتورز رأى مباشرة انه يحتاج لتنظيم الشركة بطريقة جديدة. في ذلك الوقت كانت جنرال موتورز تنتج ثمانية أنواع مختلفة من السيارات، لكنها كانت تملك 12% فقط من السوق، و مقارنة بذلك كانت شركة فورد تنتج سيارة واحدة من طراز T الشهير، وكانت تملك أكثر من 60% من السوق.
كانت لدى سلون أفكار جديدة، حيث فكر أن الزبائن يشعرون بالملل من سيارة فورد من طراز T ، كانوا يحبونها طبعا لأنها رخيصة و تعمل جيدا، لكن الزبائن أرادوا خيارات أكثر.
كانت فورد تعلن عن سياراتها من طراز T بقولها: (( يمكنك أن تحصل على أي لون تريده، لكنه يجب أن يكون أسوداً))
لذا فكر سلون انه يستطيع أن يكسب الزبائن إن قدم شيئاً مختلفاً.
رغم أن سلون لم يكن عجوزاً، فقد كان يعاني حينها من مشاكل في السمع، ولهذا السبب، كان دائما يستخدم سماعة في الاجتماعات، عندما كان يريد الاستماع كان يشغلها، و قبل أن يتحدث كان دائما يطفئها، وقد وصفت ذات مرة بأنها أعظم أداة إدارة في التاريخ.
في الاجتماع الذي عقد لتحديد التوجه المستقبلي لجنرال موتورز، استمع سلون بعناية لأفكار زملائه، ثم أطفأ سماعته مصدراً صوتاً عاليا، استدار المدراء كلهم نحوه و انتظروه كي يتحدث.
قال سلون: أشكركم على أفكاركم يا سادة، لكن علي أن أخالفكم الرأي، لدى شركتنا خيارات أكثر مما وصفتم، و أعتقد أن جنرال موتورز يجب أن تبيع سيارة لكل شريحة اقتصادية و لكل غرض.
نظر المدراء إلى بعضهم البعض.
و تابع قائلاً: دعوني أشرح ما أعنيه، نحن نملك عدداً من الشركات حاليا، المشكلة هي أنها جميعاً تتقاتل في نفس السوق، أولاً أقترح أن نخفض عدد شركاتنا إلى خمس، ثانياً أقترح أن تبيع كل شركة سياراتها لجزء مختلف من السوق، على سبيل المثال: يمكن لكاديلاك أن تبيع سياراتها للأغنياء ذوي الذوق الرفيع، و يمكننا أن نبيع سيارات البويك للأشخاص الأصغر سناً ذوي الدخل الأقل قليلاً، و يمكن أن تباع أولدزموبيل للعائلات الأغنى، و البونتياك للأفقر و ربما تستطيع شيفروليه أن تبيع سياراتها للرجل العامل.
رفع أحد المدراء إصبعه ليظهر أنه أراد أن يسأل سؤالاً. شغل سلون سماعته ثانية.
فسأل المدير : كيف يؤثر هذا على تنظيم الشركة؟
رد سلون: ذلك سؤال جيد جداً. كما ترون يا سادة، فإنني أريد تنظيما من خمس شركات مختلفة تبيع سيارات لخمسة أسواق مختلفة، أنا واثق من أنه سيكون هناك أحياناً منافسة بين هذه الشركات الخمس، وإن حدث هذا فلا بأس بالنسبة لي، لكن جنرال موتورز لا تحتاج فقط إلى منافسة، على الشركة أيضا أن تفهم إلى أين هي ماضية، يجب أن يكون هناك بعض السيطرة المركزية و لهذا أنا هنا، يجب أن يكون لدينا توجه واضح، و يجب أيضاً أن تكون لدينا سيطرة مالية مركزية، إذا استطعنا فعل هذا، فأنا واثق أن جنرال موتورز سيكون لها مستقبل رائع.
كان سلون محقاً، فقد أنتج المزيج الدقيق بين السيطرة المركزية و المنافسة ، شركة استطاعت أن تنافس شركة فورد و استطاعت حتى أن تتفوق عليها.
فبعد ثلاث سنوات فقط من تعيين الفريد ب. سلون تركت جنرال موتورز شركة فورد ورائها وأصبحت أكبر شركة سيارات في الولايات المتحدة الامريكية.