محدث بيانات ميتاستوك
|
لعبة البورصة! لماذا تنهار البورصات؟.. وما هي أبرزالانهيارات في التاريخ؟
لعبة البورصة!
لماذا تنهار البورصات؟.. وما هي أبرزالانهيارات في التاريخ؟
عندما تجد كل من هب ودب وضعأمواله في البورصة لتحقيق مكاسب كبيرة أو صغيرة, يمكنك أن تدرك وقتها أنالبورصة في طريقها للانهيار!
هذه ليست نظرية اقتصادية مبنية عليأسس علمية سليمة, ولكنها مقولة يرددها الكثير من الخبراء في مجال أسواقالأوراق المالية, للتعبير عن واحد من الأسباب الرئيسية وراء انهيارالبورصات في أي مكان في العالم, إضافة إلي جملة أسباب أخري بطبيعةالحال, تتعلق بالأوضاع الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية,وبإدارة عمليات البورصة والقرارات التنظيمية التي تتخذ فيها, وتتعلق بمديتوافر المعلومات ودرجة الشفافية والمصداقية في هذه المعلومات, وتتعلقأيضا بمدى كفاءة نشاط الجهات الرقابية التي تمارس دورها في البورصة.
ونظرة سريعة علي اثنتين من أبرز وقائع الانهيارات المالية في التاريخستعطينا فكرة واضحة عن الأسباب التي يمكن أن تكمن وراء انهيار أي بورصة.
فقد كان من أشهر انهيارات البورصات علي مر التاريخ ذلك الانهيارالكبير الذي حدث في سوق وول ستريت بنيويورك عام1929 في فترة ولاية الرئيسالأمريكي الأسبق هربرت هوفر, وكان من أبرز معالمه أن اختفت مبالغ تقدربالمليارات من بورصة نيويورك بين يوم وليلة, ووصف هذا الانهيار بأنه منأبرز الأحداث التي شهدها القرن العشرين, لأنه تسبب في نشوء الأزمةالاقتصادية العالمية التي عاني منها العالم كله في فترة الثلاثينيات وأديإلي موجة كساد طويلة لم يفق منها العالم بسهولة.
والمشكلة أنهذا الانهيار وهذه الأزمة جاءا بعد فترة انتعاش اقتصادي رهيب شهدتهالولايات المتحدة طوال فترة العشرينيات من القرن نفسه, وانعكس ذلك عليامتلاء خزائن البنوك الأمريكية بالأموال, وبالتالي أدي ضخ هذه الأموال فيبورصة نيويورك إلي انتعاشها, قبل أن يحدث ما حدث من انهيار.
غمرت الأموال البنوك والشركات الامريكية الكبيرة, وقد أعيد توظيف جانبكبير من هذه الأموال في سوق الأسهم, مما جلب مزيدا من الانتعاش والازدهارإلى الاقتصاد, ولكن السبب الحقيقي وراء الانهيار هو نفسه السبب وراءانتعاشها, فقد أدي ارتفاع المكاسب في البورصة إلي تشجيع أناس كثيرين ـبمن فيهم البسطاء ـ علي شراء الأسهم, وانتشرت حمي البورصة إلي الجميع,لدرجة أنه تروي في ذلك قصة طريفة لا يعرف مدي صحتها, وهي أن خادمة تعمللدي عائلة ثرية في نيويورك تركت عملها لأن هذه العائلة رفضت تركيب تليجرافلمؤشرات سوق البورصة في المطبخ!
وهناك قصةأخري رويت عن هذه الفترة تقول إن سمسارا كان يلمع حذاءه في نيويورك ـ قبلثلاثة أيام من انهيار البورصة ـ عند ماسح أحذية اشتهر بتلميع أحذيةالمترددين علي البورصة, وأثناء تلميع الحذاء قال ماسح الأحذية للزبون:'هل تعلم أنني اشتريت أسهما في البورصة'؟!.. فاندهش السمسار وسأله:'ومن أين جئت بالمال'؟.. قال:' اقترضته من بنك مانهاتن, فقال له:'ومن دلك علي ذلك'؟! فقال له ماسح الأحذية ضاحكا:' سيدي, كل زملائيمن ماسحي الأحذية فعلوا نفس الشيء'!..
.. وبعد أن سمعالسمسار هذه الجملة توجه علي الفور إلي البورصة وباع كل أسهمه, ولهذاأفلت بجلده في الوقت المناسب, وبعدها حدث الانهيار الكبير!
وعليالرغم من أن هذا الانهيار سبقه تحذيرات عديدة من قبل خبراء الاقتصادوالمحللين الماليين من قرب حدوث هذا الانهيار نتيجة ما وصفوه بـ'فقاعة'المكاسب في وول ستريت ونظرا للمبالغات الكبيرة في أسعار بعض الأسهم, فإنكثيرين سعوا إلي الربح الكبير والسريع, وبالتالي لم يروا ما أمامهم منمخاطر, فكان ما كان.
وكان يوم الاثنين الأسود ـ في29اكتوبر1929 ـ هو اليوم الذي شهد بيع76 مليون سهم, لتنهار أسعارالأسهم مسببة خسائر رهيبة تقدر بالمليارات, وبلغت المبالغ التي'تبخرت' من البورصة وقتها أكثر من ثلاثين مليار دولار ـ لاحظ أن الملياربلغة العشرينيات من القرن الماضي كان رقما أسطوريا ـ وبلغ من شدة هذاالانهيار أن بعض هذه الاسهم المنهارة لم تسترد بعض عافيتها إلا بعد حواليربع قرن من هذه الكارثة.
وشهدت الفترة حتى عام1932 انهيارأكثر من ألف بنك أمريكي, ووصلت خسائر المستثمرين إلي74 مليار دولار,وأشهر الألاف إفلاسهم, وارتفعت أعداد العاطلين والمديونين والمشردين,وظهر في الشوارع الأمريكية رجال ونساء يبحثون عن الأطعمة في صناديقالقمامة.
وعلي الرغم من أن أسواق المال العربية ما زالت إلي حدكبير أسواقا ناشئة, فإنها بدأت تعرف طريق الصعود والهبوط, وحدث هذامؤخرا في بورصات القاهرة والسعودية ودبي, خاصة وأن التعاملات في كل منهذه البورصات مرتبطة ببعضها البعض, لدرجة أن الارتفاع في السعودية يوازيهفي معظم الأحوال ارتفاع في القاهرة, والانخفاض في دبي يوازيه انخفاض فيالسعودية, والمتعاملون في البورصة المصرية يدركون هذا جيدا الآن.
ولكن مصطلح الانهيار بمعني' الانهيار' لم يتحقق عربيا إلا في واقعةواحدة شهيرة هي أزمة سوق المناخ في الكويت عام1982, فهي الأزمة الأسوأعربيا علي مستوي أسواق المال في المنطقة.
والطريف في الأمر أنأزمة سوق المناخ وقعت أيضا في يوم اثنين, ولهذا أطلق عليه لقب الإثنينالأسود مقارنة بإثنين بورصة نيويورك عام1929, ففي هذا اليوم بلغت الخسائرفي البورصة22 مليار دولار.
ويقال إن سبب حدوث الانهيارات فييوم الاثنين عادة هو أنه هو اليوم الذي يعود فيه المتعاملون من إجازاتهمبعد سماع أكبر قدر ممكن من الشائعات والمبالغات!
وكانت سوقالمناخ هذه بمثابة الباب الخلفي للتجارة في الأوراق المالية, أو بمثابةالسوق المستقلة التي أخذت توازي وأحيانا تنافس السوق الرسمية دون أن تخضعلرقابة من أي جهة, إلي أن حظيت بشعبية بالغة وساعد علي ذلك امتلاك كثيرينمن الأفراد لرؤوس أموال ضخمة تبحث عن' أطماع' استثمارية, فكثرالتداول, وتضخمت أسعار الأسهم, وتراكمت الديون علي الصغار والكبار منالمتعاملين, فانفجرت السوق, وتخلف المدينون عن سداد ديونهم, وأفلسكثيرون, فكان انهيار المناخ!
وفي النهاية ننصح: إذا كنت لاتفهم في البورصة فلا تغامر بأموالك, وإذا كنت تبحث عن ربح سريع وضئيل,فلا تغامر أيضا, وإذا كنت من أولئك الذين يتفاءلون ويتشاءمون, فابتعدعن يوم الإثنين!
منقوووووووول
|