رسالة إلى ابنتي
رسالة من أم إلى أحب قلب
ابنتي الحبيبة : يعلم الله كم أحبك يا بنيتي
حبة قلبي : لن أحدثك عن البر بالوالدين عموماً و لن أذكرك ببر الأم خصوصاً
فأنت نعم البنت بارك الله لي فيك وحماك ورعاك بعينه التي لا تنام
بنيتي يا حبيبتي : لقد بررت بك قبل وجودك في الحياة
و اخترت لك أباَ يحفظ الله عز و جل
ثم يهتم بك و يرعاك
و عندما حملتك في بطني وهنا على وهن غذوتك من دمي و عظمي
و كنت خائفة عليك كل الخوف من قبل أن تولدي
ادعوا الله تعالى ليل نهار أن تأتي إلى صالحة صحيحة تامة الخلقة بلا زيادة و لا نقصان
و جاء إذن الرحمن بميلادك
و جئت إلينا يا حبة قلبي نوراً جميلاً في حياتنا
ريحانة يسري عبيرها في أرجاء الأماكن
فبحثنا لك عن أجمل الأسماء وأحسنها
الدنيا
يا نور عيني الذي لولاه ما عرفت النور
أرى بك الدنيا فلا تجعليني أسير فيها كالأعشى يريد أن يهتدي لكنه يضل من العمى مخزياً
بنيتي : أرضعتك و لم أمنع عنك سائلاً ينبع من عظامي
ثم بدأت تكبرين شيئاً فشيئاً
كنت أراك تحبين على الأرض ثم تلتقطين شيئا تريدين أكله
أجري عليك وأرى يديك فأجدها متسخة بها بعض الأوساخ القليلة
فأسرع بك و أغسل يديك خوفاً عليك من أى مرض
و أعلمك برقة خوفاً عليك من البكاء
يا نبض قلبي الذي بدونه انتهي: عندما تمرضين أظل بجوارك
لا يهدأ جفني و لا تقر عيني خوفاً عليك
لا آكل و لا أشرب و لا أذوق غمضا حتى أراك معافاة صحيحة كما كنت
لا يلم بك أى مرض أو ألم
فهل تشكين حبيبتي في خوفي عليك من المرض أو الألم ؟!
أترك لك الجواب يا حبيبتي
يا روح الروح : كنا عندما نخرج معاً ،
أراقبك بشدة حتى لا يأخذك مني من لا يخاف الله عز و جل ،
و عندما تبتعدين عني و أنت تحت عيني أرى وجهك خائفاً حزيناً تكادين البكاء
حتى أهرول عليك مسرعة فأحتضنك فما تلبثي حتى أسمع رنين ضحكاتك البريئة عالية
فهل تشكين حبيبتي لحظة في خوفي عليك من الحزن أو الخوف أو البكاء ؟
أترك لك الجواب يا روح الروح
يا قارورتي الرقيقة الجميلة و المليئة بالخير و أبداً لست فارغة و لا مليئة بالخبائث
ذكرك المصطفى صلى الله عليه و سلم فقال : " رفقا بالقوارير "
قارورة ماسية أحفظها دوما في مكان عال ، لا أتركها في متناول أى يد تقلبها كيف تشاء ،
أملأها دوماً بأغلى الأشياء بالذهب النفيس و اللؤلؤ الغالي بالياقوت الوردى و الزمرد الأخضر
ثم أحفظها في قرار مكين
ثم بعد ذلك بنيتي هل تشكين وهلة في قدرك عندي ،
في حبي لك ، و خوفي عليك من الذلة ، من الإنكسار و من كل شىء يهينك ؟
ثم هل تشكين حبيبتي في حرصي عليك و على تعليمك الخير كل الخير ؟
بنيتي حبيبتي أترك لك الجواب
كنت أسعد كثيراً عندما أرى عودك يشتد و تعتمدين على نفسك شيئاً فشيئاً
بنيتي : فضلتك على نفسي كثيراً في مأكل أو ملبس و في كل شئ
لا أقول كنت أخرج اللقمة من في لأضعها في فيك
لا و الله بنيتي
كنت تخرجيها من في لتأخذيها و تطعمي بها دميتك
و كنت سعيدة بذلك
بنيتي : بعد هذا كله هل تشكين لحظة في حبي لك و خوفي عليك ؟!
يا جنة الدنيا وزينتها : أنت لى الهواء الذي أتنفسه و الماء الذي أشربه
هل تريدين لي حبيبتي أن أتنفس غباراً أو أشرب كدراً ؟
حبيبتي : أنا أعلم أنك لا ترضين لي ذلك لأنك تعلمين أني أمك التي تحبك و تخاف عليك
حبيبتي ماذا تفعلين عندما تنتهي من وضع الطعام على المائدة ؟
أولم تقومي بتغطيته في كل مرة ؟
ولكن لم ؟
حتى لا ينقل لنا الأوساخ و الأمراض أليس كذلك
حبيبتي إن طباع الذباب و الدبابير سواء
و قد اتفقنا أني أخاف عليك من القذارة والمرض و الألم
حبيبتي:
هذه رسالتي إليك
و رسالتي إلى كل بنت
لها أم
أو يتيمة
أو لها أم لكن مشغولة عنها بتوافه الأمور
أقول لك
حبيبتي
ابنتي
نصحت لك
وبذلت لك الجهد
و قدمت لك الخير
وهذه رسالتي
رسالتي إليك
هي رسالة من قلبي لكل فتاة
انتبهي على نفسك
و اجلبي الخير و السعادة لك و لأهلك
منقول
وهذا
من بعض مشاعر وأقوال كل أم