مشرف
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: سوريا-دمشق
المشاركات: 12,554
شكراً: 11,973
تم شكره 19,580 مرة في 6,034 مشاركة

ولماذا لا نكون الاقتصاد الأقوى؟!
ولماذا لا نكون الاقتصاد الأقوى؟!
دمشق
تشرين الاقتصادي
الثلاثاء 14 كانون الأول 2010
سمير صارم
source: تشرين الاقتصادي
date: الثلاثاء 14 كانون الأول 2010
summary: سمعنا تصريحات ووعود جعلتنا نعيش أحلاماً لم نعتد عليها في حياة رغيدة لا تعكر صفوها أية منغصات معيشية أو حياتية، لا سيما وأننا في نهاية خطة خمسية أظهرت أن الوعود لم تتحقق إلا فيما يخص رجال الأعمال الذين يعيشون اليوم في ظل دعم كبير معنوي وتشريعي وغير ذلك..
لكنني أسأل:
لماذا لا نكون الاقتصاد الأقوى في المنطقة في العام 2015؟!
وأبحث عن جواب، فأرى أن كل العوامل التي يمكن أن تؤهلنا لنكون الاقتصاد الأقوى متوفرة إلا واحداً منها يمكن تجاوزه لو أردنا وهذا العامل الواحد هو إدارة الموارد التي يمكن أن تجعلنا الاقتصاد الأقوى!!..
بمعنى أن لدينا كل الموارد الطبيعية والبشرية وحتى المادية التي يمكن أن تحقق لنا مثل هذا الطموح لكن إدارة هذه الموارد هي المشكلة أو بالأحرى السياسات التي تدير هذه الموارد والعقليات التي حجمتها أو لا تريد الاستفادة منها لسبب ما، فلدينا الزراعة التي كانت تشكل لنا قاعدة اقتصادية وفرت لنا الأمن الغذائي على مدى سنوات، وساعدت سورية على حماية قرارها السياسي ورفضها الضغوط ومقاومتها الحصار!
ولدينا الموارد الطبيعية الأخرى التي يمكن أن تحقق لنا صناعة تحويلية في أهم قطاعين متاحين لنا هما قطاع الصناعة الغذائية وقطاع النسيج!
ولدينا الموقع الجغرافي الذي يتوسط قارات العالم والبحر الذي يصل سورية بأوروبا وافريقيا وإمكانات استثمار هذا الموقع ممكنة شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً!
ولدينا المواقع الأثرية الأقدم في العالم وسورية من أغنى بلاد العالم بالآثار التي يمكن اعتبارها كنوزاً تمتد من شمال سورية إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها ولدينا السياحة بكل مجالاتها وقطاعاتها الدينية والطبيعية لكل الشرائح..
ولدينا الإمكانات المادية والسوريون يملكون نحو 100 مليار دولار مودعة في مصارف الغرب والخليج، عدا ما يملكونه في الداخل!.
ولدينا الإمكانات البشرية والسوريون مبدعون في كل المجالات التي دخلوها الصناعة والتجارة والسياحة والإعلام وغيرها..
ولدينا.. ولدينا..
لكن ما ينقصنا هو إدارة هذه الموارد بطريقة تحقق لنا الاستفادة منها لكن ما يجري هو إهمال هذه الموارد لصالح قطاعات ريعية لا تبني تنمية حقيقية لكنها تخلق ثروات تتجمع بأيدي بعض شرائح اجتماعية لا تشبع!
أهملنا الزراعة فتراجعت مساحة الأراضي من 33% إلى أقل من 24% وتراجعت مساهمتها في الناتج الإجمالي إلى حدود 20% نزولاً من نحو 28%..
وأهملنا الصناعة وبدأت بعض القطاعات التي نملك فيها ميزة تنافسية كصناعة النسيج تغلق ويتشرد عمالها وبدأ القطاع العام يموت وبالرغم من ذلك فهو القطاع الأكثر دفعاً للخزينة العامة..
ومرافئنا من أقل مرافئ المتوسط استقبالاً للسفن..
وموقعنا الجغرافي الذي يمكن أن يمثل كنزاً لم نستفد منه!
كذلك سياحتنا لا تزال تعتمد السياحة الدينية التي لا دور للجهات المسؤولة في زيادتها أو نقصانها كذلك سياحة العبور.. أما السياحة الناتجة عن جهد وزارة السياحة والمكاتب السياحية فلا تزال الأقل! وشواطئنا أسوأ شواطئ العالم بتلوثها رملاً وبحراً وآثارنا مهملة ومن لا يصدق فليقم بزيارة إلى أي مكان أثري!
والأهم الأهم الذي لم نستفد منه ويمكن أن يخلق لنا القوة الاقتصادية التي نريدها هو الفضاء الاقتصادي الذي أوجده لنا السيد الرئيس بشار الأسد!
كل هذه عوامل يمكن أن تجعل من سورية الدولة الأقوى اقتصادياً في المنطقة وكل اقتصاديات هذه المنطقة أقل إمكانات من اقتصادنا حتى الأقوى فيها يمكن أن يموت في أية لحظة إذا توقفت عنه المساعدات!.. لكن ما ينقصنا هو الإدارة الاقتصادية التي تعرف كيف توظف هذه الموارد وتستفيد منها وما يجري اليوم هو إهمال بل المساهمة في قتل هذه الموارد لصالح اقتصاد ريعي قوامه المال والعقارات والخدمات الأخرى..
إنها السياسة الاقتصادية التي يجب إعادة النظر بها والتي لا ندري.. وقد ندري إلى أين يمكن أن تصل بنا وبمواطننا.. وفي ظل الإدارة الاقتصادية التي تحابي الفقراء كلاماً والأغنياء ورجال الأعمال فعلاً!.
نريد الأفضل فاقتصادنا لا يمكن أن تخفيه نسب النمو التي تعتمد ارتفاعات الأسعار وتساهم بزيادتها القطاعات الريعية كالعقارات والتجارة والقطاعات المالية.. لدينا كل الموارد والتي تؤهلنا لنكون الاقتصاد الأقوى في المنطقة.. فلماذا لا نكون؟!
__________________
المنتدى ملكنا جميعا احموه بمشاركاتكم القيمة
-----------------------------------------------
لا يوجد مستبدون حيث لا يوجد عبيد ...خوسيه ريزال
حياة ليست مكرسة لهدف,حياة لا طائل من ورائها , هي
كصخرة مهملة في حقل بدلا من ان تكون جزءا من صرح
..... خوسيه ريزال