أولاً
الهامور الذي يربح ويخسٍّر صغار المساهمين دائما ليس جديراً بالمتاجرة في اي سوق صغير مثل سوقنا
لانه يفرغ السوق من المتداولين المتوسطين والصغار بافراغ محفظتهم كلياً في محفظته
دون مراعاة تقاليد العمل التجاري الذي يقتضي المحافظة على المنافسين
ومع الوقت لن يجد سوقا يشتري ويبيع فيه ولن يجد من ينافسه
الهامورالشاطر هو من يربح كثيرا ويترك لغيره النزر اليسير
المطلوب هوامير ترفع السوق تدريجيا من خلال الشراء بدفعات والسير مع موجة الصعود مما يفتح الفرص
لصغار المساهمين من دخول ولو محدود الى السوق و السير مع الموجة صعوداً
ثم ان يبيع الهواميير على دفعات هبوطاً لجني الأرباح مما يتيح أيضاً الفرص للصغار من البيع تدريجياً ولو بشكل محدود
اذاً لايفنى الغنم ولا يموت الديب
لكن الهوامير في سوقنا مثل المدحلة لاتجني من المحصول الا ماعلق بها وتدوس الباقي
وتذروه للرياح يعني لايرحموا ولا يدعوا رحمة الله تنزل
والمطلوب ان يكونوا حصادة تجمع معظم المحصول وتترك الحصادات الصغيرة
ان تجني باقي المحصول يعني الكل يجني باوقات مختلفة مع حركة الهواميير المتعددة
حتى لو كان الهدف الربح على حساب المتداولين الآخرين فهناك وسائل أقل سوءً
من طريقة علي وعلى المنافسين الاخرين حتى لو كانوا صغار المساهمين
ثانياً
الجهات الرسمية
اذا كان الهدف هواستقطاب المدخرات المتوسطة والصغيرة لتدخل دائرة الاستثمار
في سوق الأوراق المالية ثم تتابع الدوران للاستثمار في المشاريع الضخمة التي تساهم في التنمية الزراعية
والصناعية والسياحية وتحديث البنية التحتية مما يعود بالفائدة على الجميع من ابناء الوطن
اي السوق استثمار مدخرات المواطنين لفائدة المواطنين والمجتمع
لنرى ما الذي حدث للآن
تم استقطاب محدود جداً لايرقى الى المستوى المطلوب
لمدخرات ورؤوس الأموال المتوسطة والصغيرة
و يعود ذلك جزيئاً لتقاعس رسمي من الهيئة وادارة السوق
وشركات الوساطة المعنية بترويج لاقامة الندوات والمؤتمرات المحلية
و عدم تنشيط كفؤ لادراج الشركات المساهمة في السوق
واختيارالهيئة وادارة السوق تطبيق القرارات الصحيحة غالباً ولكن بتوقيت خاطئ
اذا الهدف الاول لم ينجزبشكل مرضي بعد
أما بخصوص تمويل المشاريع التنموية من السيولة اما بشكل مباشر
او عن طريق الشركات أو المصارف المدرجة في السوق
ان المنجز منها لا يرقى الى مستوى يستشهد به
اذا الهدف الثاني لم ينجزبشكل مرضي بعد
الذي حدث فعلاً هو أن
السوق وقع في مصيدة المصارف الكسولة والشركات التي لم تثبت
انها منتجة بعد وتتمتع بهامش ربح ربما لا يغطي التكاليف
أين يذهب المال أو الأرباح ؟
يتقاسم الغنائم بعض ادارة مجالس المصارف الكسولة والشركات محدودة الانتاج
(رواتب ومكافأت مجزية مبالغ بها للادارات مقارنة بادائهم الانتاجي المتواضع
دون الالتفات الى مصلحة صغارالمساهمين )
بالاضافة الى بعض شركات الوساطة المسترخية في غياب التقييم الفعلي لادائها
وذلك من خلال تماهي بين شركات الوساطة والهواميير الذين غالباً ما يملك معظمهم حصصاً كبيرة في المصارف والشركات المدرجة
لانجاز مهمة تفريغ الجيوب الصغيرة في الجيوب الكبيرة ولكن من خلال انسياق
يفتقد المصداقية حيث تميل الى جهة الهواميير
على حساب مصلحة صغار المساهمين بحيث أن بعض صغارالمساهمين
أصبحوا يسمون تندراً كل شركة وساطة باسماء هواميرها
ويحاول صغار المساهمين النفاذ مع حركة الهواميير عبر ثقب ابرة دونما جدوى
الطريق ما زال مغلقاً أمام الصغار وحكراً على الكبار مع تبدل غير مرضي لتوزع المال الذي
كان متوفراً في السوق أثناء الآزمة ملكاً نظرياً لكل المساهمين مع بدء الازمة وبات ملكا ًفعلياً لكبارالمساهمين مع مرور الأزمة
مع عدم نكران افتقار صغار المساهمين الى الكفاءة ورأس المال
المطلوبين لادارة الازمة والخروج منها بأقل الخسائر
ختامأ
علينا جميعاً أن نعيد النظر في ما فعلناه خلال الأزمة ونستلهم العبر مما جرى
وتصحيح كلاًًًًً منا لاسلوبه في الأزمة
لكي يبقى السوق قائماً ومن ثم مزدهراً هناك أفكار أخرى جديدة
يجب أن تطبق
فالبورصة هي مرأة الاقتصاد وهدفها يجب أن يكون رخاء المجتمع بأسره
استشهد بنظرية
البروفيسور الهندي كويمباتور براهالاد
الثروة في قاعدة الهرم
بداية الاقتباس
أن السوق الهائلة من المستهلكين في قاعدة الهرم
هي في حقيقة الأمر
تفوق في القدرة الشرائية الجماعية قمة الهرم ووسطه
فهذايعني أن مجموع القدرة الاستهلاكية لهذه الطبقة يفوق القدرة الاستهلاكية
للطبقة الغنية والمتوسطة الذين يملكون قدرة شرائية أكبر.. ولكن عددهم أقل.
اقترح البروفسور نظام عمل جماعي تسهم فيه الحكومات المحلية
بتوفير بيئة قانونية للتجارة خالية من الفسادوالاستغلال،
وتسهم فيه الشركات الكبرى بمنتجات معدّلة سعرياً وفنياً
لتناسب قدرات الفقراء، ثم يسهم فيه الفقراء أنفسهم بوصفهم ملاكاً لمتاجر صغيرة جداً،
وزبائن محتملين للشركات الكبرى،
وأيضاً مبتكرين لوسائل تصنيع وتسويق ونقل جديدة بوصفهم أكثر من يفهم احتياجات بعضهم
. أن الفقير(صغار المساهمين
ليس مجرد شخص محتاج للغذاء والكساء وبقية مقومات الحياة الأساسية،
بل هو أكثر من ذلك،
وهو قادرعلى أن يتصرف كمستهلك
ذكي متى منح الخيارات المختلفة،
وكتاجر حذق متى منح التمويل اللازم، وكمبتكر مبدع متى
منح الحافز المناسب.
نهاية الاقتباس
السؤال
هل يمنح صغار المساهمين الفرصة باعادة النظر اليهم كمصدر انتاجي اقتصادي
هام ومصدر رزق لكبريات الشركات والمصارف كمستهلكين و دائنين أو كتجار حذقين أو كمبتكرين مبدعين ؟؟؟
يرجى منح الحوافز والتمويل والتقييد بتقاليد تجارية عادلة تخضع للقانون
لنرى الرخاء يعم الوطن الغالي