عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: سورية، دمشق
المشاركات: 1,137
شكراً: 715
تم شكره 791 مرة في 269 مشاركة

رد: لماذا يريد "فيسبوك" رقم هاتفك وعنوانك؟
الصديقة رحاب، أوفقك الرأي بشكل كبير حول موضوع اختراق الخصوصية في موقع الفيسبوك، ولكن ليس الفيسبوك فقط هو الذي يطلب رقم الموبايل الشخصي، الآن أصبحت مواقع الأيميلات تطلب هذا الرقم، كالهوتميل، وذلك للتخفيف من كمية الأشخاص الوهميين الذين ينتسبون لهذه الخدمات، والذين يستثمرون الحسابات الوهمية في إطلاق رسائل الدعايات والنصب والاحتيال، ونفس الشيء بالنسبة للفيسبوك. علما أن هذه الخصوصية فعليا مخترقة بشكل عادي وطبيعي ومن خلال سي دي الدليل الهاتفي الذي يستطيع أي شخص أن يشتريه من أي دكان ليحصل على كافة البيانات من خلال الرقم الأرضي، بالإضافة إلى أن هذه الخصوصية أيضا مخترقة من خلال الانترفون، الذي يستطيع أي شخص أن يجمع كافة البيانات من خلال لوحات الانترفون المتواجدة بكثرة، هذا الهلع حول الخصوصية شاهدته في باريس تحديدا حيث أن معظم الناس يضعون أسماء مستعارة على لوحات الأنترفون، طبعا هناك من يحب أن يؤجج نظرية المؤامرة وإلى ما هنالك، في حين أن القضية هي قضية تسويقية بحتة، لا علاقة لها بالخصوصية، وليس رقم الموبايل هو الأساس، وإنما دخل الفرد، طبيعة العمل، مكان السكن، المستوى المعيشي، المستوى التعليمي، وهذا ما يجمعه الفيسبوك والكثير من المواقع الاجتماعية المشابهة، علما أن هذه المعلومات مخترقة من قبل مؤسسات خاصة، وإنما على مستوى محلي، وتقوم هذه المؤسسات بتنظيم أعمالها التسويقية المحلية بناءا على هذه المعلومات. اليوم تصلني رسائل تسويقية من شركات كثيرة، هذا يعني أن رقمي أصبح بمتناول الكثير من هذه الشركات. ومنهم طبعا من يتصل ليعرض علي شراء أشياء غريبة عجيبة.
في النهاية، لا يوجد خصوصية في مجتمع القرن الواحد والعشرين، بيانات جواز السفر الرقمي موجودة على كافة كمبيوترات الدول، التعاملات المالية السرية ليست سرية على الإطلاق، حركات السيارات مراقبة بالكاميرات، حركات المشاة مراقبة بالكاميرات، الأبنية لديها كاميرات مراقبة، هناك برامج الكترونية لتمييز الوجوه، هناك اقتراحات أكثر تشاؤمية حول المستقبل بحيث يبدو فيها الإنسان أداة في يد المؤسسات الرأسمالية الكبيرة القابضة؟
لذلك، أعتقد أن الفيسبوك موقع مسلي ولطيف، ولا يوجد خطر من أن يأخذ رقم الموبايل ومكان السكن، طالما أن هذه المعلومات أصلا موجودة ومتوفرة لدى الكثيرين دون أن يأخذ أحد إذني.