أستاذ عمر السلام عليك
لم أقصد الجانب الديني في موضوعي وإنما الاقتصادي والاجتماعي , مع العلم أن الديني لا يتجاوز 5% في البحث , البحث تناول الفائدة من عدة جوانب جميعها مهم ,ومع ذلك في أول البحث فهرس يستطيع القارئ إن رأى بأنه سيصيبه النعاس ...... أن يقفز إلى الجزء الذي يُهمّه.
عموماً أقول
أنت ترى (أو المقال) بأن على البنوك المركزية أن تبقى في حالة تذبذب وعدم استقرار لأسعار الفائدة
وترى بأنه لا يمكن أن يحصل نمو دون أن يحصل تضخم
وبالتالي ستبقى البلد بين
إما تضخم مع نمو........ وهذا سيء
وإما لا تضخم ولا نمو.......وهذا أيضا سيء
ألا يوجد حل وسط !!.....
أما وجهة النظر الأخرى فنسختها بتصرف:
المبحث الرابع: التضخم:
يدور مفهوم التضخم حول الزيادة في كمية النقود تؤدي إلى ارتفاع في الأسعار، فهو ظاهرة تتمثل في انخفاض القوة الشرائية للنقود المقترضة أوارتفاع الأسعار, ومن أسباب هذه الظاهرة زيادة كميةالنقود
وتأييداً لهذا يرى عالما الاقتصاد السويدي فيكسل والإنجليزي كينزان التضخم يحدث عندما تزداد كمية النقود، حيث يزيد الطلب الكلي على السلع والخدمات أكثر من العرض الكلي لهذه السلع والخدمات.
ويفسّر فيكسل ظاهرةارتفاع الأسعار بالمقارنة ما بين سعر الفائدة النقدي الذي تمارسه البنوك عندالإقراض أي نفقة الاقتراض من البنوك ,والعائد الذي يمكن أن يحققه رأس المال المستثمر في الأسواق ( أي سعر الفائدة الحقيقي)
ولو قامت البنوك التجارية بتخفيض سعرالفائدةالنقدية بالمقارنة بسعر الفائدة الحقيقية(السوقية)، فإنه يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، لأنه يؤدي لسحب السيولة من البنوك باتجاه زيادة الاستثمار ومن ثم زيادة الطلب على عناصر الإنتاج (يد عاملة –مواد أولية –أدوات إنتاج-.....)، وارتفاع أسعارها بالتالي ،فتزداد نفقات الإنتاج وتزداد الأسعار
ولو قامت البنوك برفع سعرالفائدة فإنه يؤدي إلى ارتفاع في كلفة رؤوس الأموال مما يؤدي إلى رفع الأسعار.
ودليل آخر على أثرالفائدة في التضخم أن صاحب المال لا يرضى إذا استثمر ماله في صناعة أو زراعة أوشراء سلعة أن يبيع سلعته أو الشيء الذي أنتجه إلا بربح أكثر من نسبة الفائدة، لأنهيفكر أنه استثمر المال وبذل الجهد واستعدّ لتحمّل الخسارة، فلابد أن تكون نسبةالربح أكثر من نسبة الفائدة، وكلما ازدادت نسبة الفائدة غلت الأسعار أكثر منها بكثير،هذا إذا كانت المنتج أو التاجر صاحب مال، وأما إذا كان ممن يقترض بالفائدة فرفعه للأسعار أمرٌ بدهي، حيث سيضيف إلى نفقاته ما يدفعه من الفائدة.
الخلاصة: إن زيادة سعر الفائدة يؤدي إلىارتفاع الأسعار،ومن العجيب أن خفض سعر الفائدة يؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعارمن وجه آخر، فالأسعار في ازدياد مادام هنالك فائدة.
الحقيقة هناك أمور أخرى في المجتمع على نفس الدرجة من الأهمية مع موضوع التضخم
ومن أهمها موضوع لطالما أرّق الدول الرأسمالية .....إنه البطالة
وباختصار.....
ارتفاع الأسعار بسبب وجود الفائدة سيؤدي إلى >>>> الإقلال في الطلب على السلع >>>> وبالتالي انخفاض حجم الاستثمار والإنتاج وانخفض المردود >>>> وبالتالي تخفيض أجور العمالة أو تسريحها لتخفيض الكلفة >>>> زيادة معدلات البطالة
ويؤكّد هذه الفكرةالاقتصادي المشهوركينْزفيقول:(إن العمالة الكاملة هي الواجب الأول للدولة ولا تتحقق إلا إذا أنزل سعر الفائدة إلى الصفر أو ما يقرب من ذلك، والعمالة الكاملة هي أن يجد كل راغب في العمل فرصته)
فيرى الاقتصادي كينْزأن علاج مشكلة البطالة يكون بانعدام الفائدة أو بتخفيضهاإلى أدنى حد ممكن،(وهذا رأي قسم مهم من علماء الاقتصاد الذين لا يدينون بالإسلام)
الحل:يرى قسم مهم من الاقتصاديين أن الأحوال لا تستقر إلا بانعدام الفائدة.....
عند انعدام الفائدة لن يضع قسم مهم من أصحاب الأموال مالهم في البنوك بدافع الحصول على فوائد ثابتة منعدمة المخاطر, وإنما سيقومون باستثماره بأنفسهم (أو سيقومون بالمشاركة ,مال مقابل جهد) وبالتالي ستزداد نسبة النمو وخاصة أنه لا يوجد فائدة محددة سلفا ومعلوم أن الفائدة تحسب من التكاليف وارتفاع التكاليف يحد النمو
في نفس الوقت الشريك (صاحب الجهد)غير ملزم بتقديم فوائد محددة (أو ضمانات لا يستطيع تقديمها الكثيرين)أي لديه حرية اكبر في الحركة
ويؤكّد هذه المعاني الاقتصادي (John_Maynard Keynes) فيقول: إن معدل سعرالفائدة يعوق النمو الاقتصادي لأنه يعطل حركة الأموال نحو الاستثمار في حرية وانطلاق، فإن أمكن إزالة هذا العائق فإن رأس المال سيتحرّك وينمو بسرعة.
أخيرا أرجو أن لا يكون هناك احد قد أصابه النوم..... وارى أن الموضوع أوسع من هذا وأقترح قراءة المقالة التي أشرت إليها وفهرسها:
المبحث الأول: سوءتوزيع الثروة
المبحث الثاني: هدر الموارد الاقتصادية
المبحث الثالث: ضعف التنمية الاقتصادية والاستثمار(النمو)
المبحث الرابع: التّضخّم
المبحث الخامس: البطالة
والسلام
__________________
.
{ قالوا إنما البيع مثلُ الربا وأحلّ الله البيع وحرّم الربا فمن جاءه موعظة من ربّه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب....}275-سورة البقرة
اللهم ارحمني إذا جاء أجلي
من المواضيع: