عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,860
شكراً: 67,497
تم شكره 35,134 مرة في 4,783 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس للعطلات( 30-31-كانون الثاني&-1-2) شباط-2014
أتساءل أحيانا هل ساهم التواصل ألأممي الواسع على الشبكة العنكبوتية في زيادة الوعي بين العامة ، أم هو ساهم في خلق جيل سطحي يتلقى معلومات عديدة خاطئة ،لا دلائل على صحتها ولا وقت عند المتلقي للتأكد منها، أو التمحيص في مصدرها ، ولكم انتشرت معلومات مضللة ، لمجرد أن كاتبها لم ينوه إلى أنها مجرد رأي شخصي ، أو هي معلومات لا تتعدى وجهة نظر كاتبها .
والخطير أن من تم خداعه بمعلومات ، يصعب جدا تحريره منها ، فقد يدافع عن قناعاته المبنية على الخطأ ، من باب الدفاع عن نفسه ، ويتعصب لتلك المعلومات حتى لا يبدو مغفلا تم تضليله . ناهيك عن كونه قد دخل مدخلا انحرف في أوله ، كمن ذهب مسافرا إلى حمص ، وانحرف في بداية مساره إلى اليمين قليلا ، فانتهت به الرحلة إلى تدمر مثلا .
وأذكّر أن خداع إنسان أسهل من إفهامه بأنه كان مخدوعا .
ولا شك أن التخلص من معلومة واحدة خطأ ، هو أفضل من تعلم عشر معلومات أخرى صحيحة .
طبعا العارف ، بمجرد أن يقرأ لكاتب ما ، يكتشف عاجلا أو آجلا أن الكاتب ، ما هو إلا من ( الرويبضة ) وهو شخص تافه يتكلم بلا علم أو سابق معرفة ، وعادة ما يتعصب هذا الشخص المدّعي لآرائه، ويحاول إسنادها إلى مصادر بعيدة ومجهولة قد ينخدع القارئ في طريقة سرده . وهذا القارئ هو الضحية ، ومع مرور الوقت ستتعدد الضحايا وينتشر الجهل والضلال على المستوى الفكري والمنطقي والطبي والسياسي والأخلاقي والديني من خلال تناقل الناس لتلك المعلومات السيئة المصدر والمنشأ الأول .
أما الغير عارف فهو مصدر يستحق القلق ، وهنا يأتي دور الأهل ، ولكن ماذا لو كان الأهل أقل اطلاعا ووعيا من الأولاد ؟
وكمثال لا الحصر عن التضليل والتوجيه وبرمجة الأفكار ، أذكر رجلا أراد من زوجته التخلي عن التدخين ، وكانت حريصة على صحة أولادها ، فلا تدخن في حضورهم أبدا ، وبعد نوم أولادها كانت تدخن في غرفة الجلوس ، وتقوم بتهويتها مساءا قبل النوم .
أعيته الحيلة !
وفي يوم من الأيام جاء بفكرة جهنمية !
بدأ حديثا موجها انتهى به إلى التدخين وأضراره ، وقال مستغربا : تخيلوا ، في إحدى سفراتي إلى كندا ، تناولت إحدى المجلات المتوفرة على متن الطائرة وقرأت فيها مقالا غريبا !
قال : تقول كاتبة المقال وهي أم لثلاثة أطفال ، أنها تخلت عن التدخين ، وليتها فعلت ذلك مبكرا ، فقد تسببت بإصابة ابنتها بالسرطان .
وأضاف : أن كاتبة المقال كانت حريصة جدا على صحة أطفالها ، وكانت تعزلهم في غرفة خاصة .
وأسهب : وعند التحقيق في كيفية حصول الإصابة ، تبين بأن الدخان كان يتسلل إلى غرفة الأولاد من ثقب المفتاح !
مسكينة زوجته حقيقة . وقد نسيت أن زوجها لا يتقن الانجليزية لدرجة تتيح له قراءة صحف ومجلات .
بقي أن من لديه شك ، كندا موجودة ، والطيارة موجودة ، روحوا شوفوا المجلة .