
رد: صالون سيرياستوكس للعطلات(5-6-7 -8) كانون الاول -2013
كلامي لا يخص بلدا بعينه وإنما هو محصلة معلومات من متعاملين في دول متفرقة بعضها يشملها الفساد الإداري والبعض الآخر فيه غنى ووفرة تسمحان بالتسامح ضمن هامش يضيق أو يتسع حسب مقتضى الحال .
وكمثال : نم على أمير مكة حينها البعض ، لجلالة الملك فيصل رحمه الله ، من الهدر والتنفع من خلال المشاريع في منطقة مكة ، فأجاب : إعملوا كما يعمل وخذوا أضعاف ما أخذ !
وفي إحدى المناقصات في الخليج ، وبعد ان تلوعت إحدى الجهات من التعامل مع بعض الشركات العربية ، قرر الوزير مقاطعة العروض العربية ، وجاءه عرض من شركة قرأ اسمها على عجل ( منير ) فرماها جانبا ، أعادها والدي ضاحكا ، وقال هذا أفضل عرض وليس منير " انها شركة مونيار باو الألمانية ".
الغريب في الشركات العالمية أنها تقدم عرضها ، وتضع أسعارا لبنود الأعمال ، بدءا من التحضيرات الأولية وانتهاءا بأدق التفاصيل ، وتضع بندا صريحا في النهاية " رشاوي " . بالخليج بيشطبوا البند الأخير مافي داعي شبعانين .
بنرجع للدول والمنظمات والجمعيات الخيرية المكولكة اللي بتدعي الشفافية
لو اكتب عن الهند والأمم المتحدة ومنظمة الصحة وسفارات دول العالم المختلفة يا بلحق ، يابيوافيني الأجل قبل ما اخلص .
كمثال عن الفساد للعبرة وممكن التعميم
كيف يتم طرح المناقصة ؟!
يستلم المسؤول منصبه ، يحيط به المتسلقين ، يعطونه ملخصا عن عملهم وإخلاصهم ، وينصحونه باستقبال المستعمرين الاقتصاديين ( نحن على ضعف مناصبنا يأتينا مندوبوا مبيعات صغار ) ، أما هو فقد يكون مندوب المبيعات عنده ملحق تجاري مثلا ، أو شركة كبرى تدعوه لزيارة عمل للإطلاع على مشاريعها ومصانعها ، طبعا بيروح بقضيها بالمطاعم والفنادق الفاخرة والتسوق . ما بدها اطلاع ، مبينه منيحة !
وكلا حسب اختصاصه ، وزير الصحة شركات ومصانع أدوية . وزير الكهرباء شركات كابلات ومحطات توليد وتحويل ، وزير الصناعة تشكيلة أوسع ، وزير المواصلات للاتصالات مقاسم ، وقسم الطرق لوحات طرقية واشارات مرور ودهان لممرات المشاة ، الاعمار : حديد تسليح واسمنت ......الخ .
يحمل أخونا الملفات وبوشو لأول اجتماع لمجلس الوزراء ، ينبري بالشرح والتوضيح عن مدى الحاجة الملحة للمادة ومدى رفدها للاقتصاد الوطني ، وممكن تكون طفايات حريق للسيارات مع إني ما شفت بحياتي سيارة محروقة ! طبعا خارجا عن نطاق الظروف الحالية . رئيس الوزراء بتلمع عيونو من تحت النظارة ، وبيقللو عمللي مذكرة لأدرسها .
وللسياسة دورها ، فأيام (شهر عسل) الوحدة مع مصر مثلا، تم التوجيه باستيراد حديد التسليح إلى سوريا من مصر حصرا ، دعما لمعمل حلوان وكانت أسعاره أعلى من الأسعار العالمية ( معلش إخواننا وعرب). وعندما عجز المعمل عن تلبية الطلب ، استوردت مصر الحديد من ايطاليا بسعر رخيص وباعتنا بسعر غالي على أساس انه من حلوان !!!!
بنرجع للمناقصات ، يتم الاتفاق والتقابض والتحضيرات المضمونة ، ثم تطرح مناقصة رفع عتب !
بيربح المناقصة دائما أصدقاءنا بقدرة قادر ، وبينطرح عدة مناقصات متلاحقة ، وما بقا حدا بيقدم غير طرف واحد ، لأن الباقي مللوا . المشكلة مو بتقديم المناقصة ، في تأمينات بتضل معطلة بلا فوائد بالبنك وما بينفرج عنها إلا ليفرجها الله ، شهر أصولا ، وقد يزيد بلا لا أصول ولا معايير !
يأتي دور المتسلقين والمعاونين ورؤساء الدواوين !
يجرون اتصالات على أساس سرية من وراء إداراتهم مع التجار والصناعيين ، ويغرونهم بالتقدم للمناقصات حتى يظهر ان المتقدمين كتار ، وعلى أساس بس السعر الأفضل هو الكاسب .
بشو بيغروهم ؟ تعب وخسارة وما في أمل وتعطيل مبلغ التأمينات !
قال هنن بيعطوهم السعر في اللحظات الأخيرة ، ولازم يقدموا العرض بآخر خمس دقائق من اغلاق باب قبول العروض .
وطبعا هاد الجهد مأجور وهنالك اتفاق على نسبة ، بتنطلي الحيلة على التاجر المغفل وبيبلش بالاتصالات وعقد الصفقات ، وبيحط مبلغ التأمينات بالبنك ، المتسلق بياخد دفعة مجزية " اسمها فنجان قهوة " وبيتعشا كم عشا على دين الكيف . وببلش يتنصل ، وبيهمس بأدنو : انو انا بعطيك سعر 90 – 95 % أكيد وان شاء الله بيمشي الحال .
طبعا ربح أو خسارة المغفل تكون تبعا لمدى قوة المتنفذ ، وعدد المناقصات القادمة المتوقعة ، يابيربح وبيطلع الكل مبسوطين ، يا بترجح كفة أصدقاء المتنفذ وبيربح لحالو وبيحرق الكل . وبيعرف ان الطمع ممكن يغلب وترجع الحيلة تنطلي على المغفل نفسه أو مغفلين جداد بيتقدموا !
الموضوع طويل حاولت الاختصار ان شاء الله تكون وصلت الفائدة .