عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2013, 11:26 AM
  #35
Abu_Ziad
عضو
 الصورة الرمزية Abu_Ziad
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الدولة: سوريا
المشاركات: 29
شكراً: 105
تم شكره 140 مرة في 27 مشاركة
افتراضي رد: صالة سعر صرف الدولار مقابل الليرة 18-9-2013

أسعد الله صباحكم بكل خير

لقد أسلفت سابقا أنني لا أملك ما أفيدكم به عن أسعار العملات أو الذهب
فإقبلوا مني بعض الكلمات والمقالات التي ربما تفيدكم بحياتكم
كما فادتني مع فائق إحترامي للجميع

مقالة اليوم للدكتور ميسرة طاهر
=====================

في كل صباحيقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه
لايحظى إطلاقا بردمنالبائع على تلك التحية،
وفي كل صباح أيضايقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا
لذلكالرجل،وتكررتاللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،
إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية.. وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟؟
فقال الرجل:وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال:وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟
فقال صاحبنا:لا.
قال:إذن لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟
فسأله صاحبنا:وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟
فقال:أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية.
فقال صاحبنا:إذن هو برأيك قليل الأدب؟
قال:نعم.
قال صاحبنا:هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
فسكت الرجل لهول الصدمة..
ورد بعد طول تأمل:ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.
فأعاد صاحبنا سؤاله:هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟
ثم عقب قائلاً:يا سيدي أياً كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا،
ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هوالأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ،
ولكن حينأحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به،
وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،
ثم أردف قائلاً:ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار؟.. فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه وإن زدنا النار ناراً أو حطباًزدناها اشتعالا،
صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا،ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ،
ولمعرفة الصواب.. تأمل معيجواب النبي عليه السلام على ملك الجبال حين سأله:يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟
فقال:لا.. إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ! مع أنه بشر.. يتألم كما يتألمالبشر، ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر،
ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين ســـيـئــا أو شــنيعــا أو مجحـفــا أو جـــاهلا،
ويبقى السؤال قائماً :
حين نقابل أناساً قليلي الأدب..هل نتعلم منهم قلة أدبهم ؟؟ أم نعلمهم نحن الأدب؟؟؟












Abu_Ziad غير متواجد حالياً  
3 أعضاء قالوا شكراً لـ Abu_Ziad على المشاركة المفيدة:
خيرو الشامي (19-09-2013), روميو (18-09-2013), pop75 (18-09-2013)