
رد: صالون سيرياستوكس للعطلات ( 31-7 -2013) &(1&2&3&4 ) 8 - 2013
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا 
• إنَّ الاهتمام بالأخلاق وفق المنظومة القيميَّة والعقَدِيَّة التي تؤمن بها الأمة والتوافق المُجْتمعي عليها هو نقطة الارتكاز لعافية الأمَّة في كلِّ المجالات الحيويَّة؛ سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وافتقاد الأخلاق وانحطاطها مؤشِّر انهيار الأمة الذي لا شكَّ فيه؛ لأنَّ محصِّلة افتقاد الأخلاق الكريمة؛ مِن صدقٍ في المعاملة، وإتقانٍ في العمل، واحترامٍ للنظام، وأمانةٍ في الأداء، والاستثمار الأمثل للوقت، واحترام الإنسان، والتأكيد على حقوقه في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانيَّة، وتعهُّده بالتربية منذ طفولته الأولى، وتثقيفه وتربيته على مكارم الأخلاق، وطلب المعالي، والهمة العالية، وتعهُّدِه بالتوجيه السديد، والإعلام الرشيد...
أقول: إن مُحصلة افتقاد تلك القيم يؤدِّي حتمًا إلى شيوع الفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي، الأمر الذي يترتَّب عليه انتشار الظُّلم والفساد، والانحطاط الأخلاقي، وافتقاد قِيَم الرحمة والتسامح، وشيوع الغشِّ في المعاملات، والقسوة في التعامل مع الضعيف، وقَصْر تطبيق القانون على المستضعَفين، واستثناء ذَوِي الجاه والنُّفوذ والسلطان، فيتحقق بذلك الهلاك المؤكَّد؛ بافتقاد تلك المنظومة من الأخلاق الكريمة.
وقد نبَّه إلى ذلك نبِيُّ الرحمة والإنسانية الكاملة، سيدنا محمَّدُ بن عبد الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما قال: ((إنَّما أَهلك مَن كان قبلكم أنَّه كان إذا سرق فيهم الشَّريف ترَكوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، فوالذي نفسي بيده لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقَت، لقطع محمدٌ يدَها))، وأكَّد الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ضرورة ارتكاز بناء الإنسان ونهضة الأمم على مَكارم الأخلاق والحُرِّية الإنسانيَّة، بل لفتنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أنَّ مكارم الأخلاق وبناء الإنسان هي رسالة الأنبياء والرُّسل - عليهم صلوات الله وسلامه - عندما قال: ((إنَّما بُعِثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)) وعندما مدحه ربُّه وأثنى عليه، قال في حقِّه: ﴿
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
( منقول )