عضو أساسي
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: سوريا
المشاركات: 2,757
شكراً: 20,745
تم شكره 20,602 مرة في 2,748 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس للعطلات ( 31-7 -2013) &(1&2&3&4 ) 8 - 2013
كان هناك شاب قروي لا يجيد القراءة والكتابة، ذهب إلى إسطنبول للبحث عن عمل مستعينا بورقة صغيرة بها عنوان من يسكنون في اسطنبول من أهالي قريته، وأول ما صادف وقت دخوله المدينة الكبيرة رأى تجمعاً بشريا يخطب بهم شخصاً ما، ويقوده حظه العاثر أن يضيع بين الجموع ولا يستطيع الخروج، وما هي إلا لحظات حتى يفر الجمع و يلاحقهم جمع آخر و بما أنه في الوسط هرب مع الناس، ولكنه سقط تحت أقدامهم بسبب تعبه وجوعه، لتقترب منه مجموعة تسأله هل أنت يساري، ولأول مرة يسمع بهذه الكلمة ولا يعرف ماذا تعني، و لكنه قال أنا يساري والحمد لله، فانهالوا عليه ضرباً و ركلاً بكل قسوة و لم يتركوه إلا بعد أن تظاهر بالموت، وعندما ابتعدوا عنه هرب من جديد، ليجد نفسه ملاحقاً من جمع آخر، ليقتربوا منه ويسألونه يساري أنت أم يميني ؟ فكر بما حل به عندما قال أنا يساري، فقال شكرا لله أنا يميني، وما هي إلا لحظات حتى رأى الموت عيانا بيانا، ليفر من جديد هارباً، ليدخل مخفر للشرطة عله يجد الأمان، و لكن حاله في المخفر لم تكن أفضل من الشارع، فأفراد الشرطة أخذوا يسألونه هل أنت يساري، و يرد أستغفر الله، و لكن أحدهم قال سمعتك و أنت تقول يساري، فقال: أنا لست يساريا و لا يمينيا، وفي أثناء الضرب، دخل مسؤولهم الكبير ليحاصره بالأسئلة المبهمة، ثم يباغته بسؤال: (من هو ناظم حكمت) والمسكين لم يسمع بهذا الاسم، و خشي أن يقول لا أعرفه و معرفته واجبة، فقال: ليحمه الله، مكانته محفوظة في قلوبنا، ليبق اسمه خالداً، رجل جيد وعظيم، لتبدأ عملية ضرب مبرح لم يصح منها إلا وهو في المستشفى! .
---------
عزيز نيسين
__________________
أبو عمر