عضو مشارك
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: سوريا - دمشق
المشاركات: 330
شكراً: 7,924
تم شكره 1,398 مرة في 315 مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - نهاركم آمن دون قذائف هاون
تركت البارحة صالون المنتدى لصلاة الجمعة وإليكم ماحدث معي
مختصر رواية بعنوان "حسام وقذيفة هاون"
خرجنا متأخرين من صلاة الجمعة في جامع الفردوس المطل على
ساحة التحرير حوالي الثانية ظهراً إلا بضع دقائق .. ورجعت إلى
البيت وفي شارعنا التقيت بجاري أبا رشيد ... توقفنا قليلاً للحديث
عما يجري اليوم وخصوصاً في حلب من حصار غذائي مرعب مع
احترامي الشديد لحمص أم الدنيا.. ولم نكد نقف دقائق معدودة حتى
توافد علينا عدد من الجيران ومنهم أبو محمد وإذ بقذيفة هاون تسقط
بعيداً عن مكان وقوفنا حوالي سبعون متراً في آخر شارع بغداد خلف
ميني ماركت ناديلي بين الأبنية وأحدثت صوتا مرعباً وأضرار مادية
وقليل من الأضرار البشرية وذلك لوقوعها بشكل محصور بين الأبنية
عندها توجه بعضنا وبشكل لا إرادي لرؤية ما حدث ولمساعدة القلة من
المتضررين كوننا أبناء منطقة واحدة وومشينا بضعة أمتار حتى وصلنا
إلى آخر إشارة في شارع بغداد قرب النادي الرياضي وإذ بقذيفة أخرى
تنفجر باتجاه حلويات السلطان , وتبعد عن الأولى حوالي مئة وخمسون
متراً وقد أحدثت دوياً هائلاً وكانت بين الأبنية كسابقتها بعيدةً عن المارة
في الشارع, توجه جاري أبو محمد باتجاهها وللأسف تبعته بضعة أمتار
وما لبث أن لحق بنا أبا رشيد .. تطلعنا بأنظارنا نحو القذيفة الثانية علنا
نرى أحداً نعرفة بحاجة لمساعدة وكان رجال الأمن قد أتوا وطالبوا بمنع
التجمعات ولذلك لم نستطع الاقتراب كثيراً .. وفجأة طلب مني جاري أبا
رشيد الرجوع إلى شارعنا ولكن من خلال جادة الكونسروة لاقترابنا منها
أولاً ولتفادي الضرر وذلك بالعودة من طريق آخر .. وأحسست أنا أيضاً
بالخطر وقلت لهما ليس من المعتاد أن تنزل فوقنا أكثر من قذيفة هاون..
وشرعنا نحث الخطى ..وصدقاً لم أكد أكمل جملتي حتى انفجرت مقابلنا
على الطرف الآخر قذيفة ثالثة ولكنها للأسف لم تكن كسابقتها بين الأبنية
بل كما أعتقد على شرفة أحد البيوت وباتجاه شارع بغداد.. لا أستطيع أن
أصف لكم لحظة الانفجار .. انزحنا نحن الثلاثة على الرصيف نصف متر
بسبب الضغط ..وأحسست أن أذني قد انشقتا من عزم الانفجار .. نظرت
إلى يميني أولاً فرأيت أبا رشيد وقد أصيب في رجله اليمين إصابة ظننتها
للوهلة الأولى طفيفة تبين لي فيما بعد أنها من العيار الثقيل .. وأما جاري
الآخر أبو محمد فلم ألحظ به شيئاً ..وتبين لي فيما بعد أنه أصيب بشظية
سطحية في ذقنه واستقرت هناك . وعندما عدت بنظري إلى جسمي رأيت
أنني أقطر دماً وبغزارة .. ولم أفهم ما جرى لي .. عندها سألت جاري أبا
رشيد : لا أعلم أين أنزف, هل هي أذني اليسرى ؟؟ نظر إلي ولم يعطي
نفسه فرصةً للإجابه وقام بإيقاف سيارة أجرة وأودعني فيها وطلب من
السائق التوجه بي إلى أقرب مركز إسعاف...
__________________
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون