في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم عندما استفحل أمر نقابة التضامن في بولونيا ، راجت في بولونيا طرفة ترددت في كل أنحاء البلاد ، غدت مادة للضحك في البيوت البولونية وخارجها ..
و تقول الحكاية أنه ، و أمام فشل كل إجراءات حزب العمال البولوني الموحد في مواجهة الحراك الشعبي، فإن الرفاق السوفييت في حزبهم الشيوعي ، اقترحوا على الرفاق البولونيون إرسال وفد من المعارضة إلى موسكو لإجراء حوار معهم ، على أمل أن يتمكن الآباء الروحيون السوفييت من إقناع هؤلاء المعارضين بالتخفيف عن الإخوة الطيبين من حزب العمال البولوني الموحد.. و كان الأمر .
سافر وفد المعارضة البولونية إلى موسكو، وخلال عدة أيام أجريت " حوارات بناءة " معهم، ليعود بعدها الوفد المؤلف من ثلاثة أشخاص إلى بولونيا في ثلاثة توابيت ؟؟!!!
و حين فتح التابوت الأول كان هناك جثمان المعارض الميت و معه ورقة كتب عليها :
بعد سلسلة من الحوارات البناءة ، وتبادل وجهات النظر في جو من الإحساس العالي بالمسؤولية ، فقد قام هذا الضيف بنزهة إلى الغابة التي كانت مليئة بالفطر الشهي ، و حين أكل الفطر، تبين لسوء حظه أنه كان ساماً ، فمات ..
و حين فتح التابوت الثاني تكررت نفس القصة على الورقة المصاحبة للجثمان حيث كتب عليها :
ذهب إلى الغابة.. أكل الفطر، فتسمم ..
و عند فتح التابوت الثالث لاحظ الحاضرون وجود ثقب في جبهة الميت، وكأن رصاصة قد دخلت لتخترق الجمجمة و تخرج من الجهة الخلفية للرأس ؟؟!!! و وجدت ورقة مع الجثمان كتب عليها :
ضيفنا هذا رفض أن يأكل الفطر..