عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2013, 03:00 PM
  #13
abu mhd
مشرف
 الصورة الرمزية abu mhd
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: Syria
المشاركات: 12,114
شكراً: 15,520
تم شكره 33,601 مرة في 9,056 مشاركة
افتراضي

للكاتب رفعت عطفه من مدينة مصياف

جاء الصبح اليوم محمّلاً بصياح ديكة كثيرة، هذا الصياح الذي اختلط بصوت العصافير على شجرة الخرّوب وطغى عليها. من أين جاء كلّ هذه الديكة. كنتُ فيما سبق أسمع صياحاً لديك واحد ومتقطّع لكنّه اليوم متواصل وكثير. بحثت عن مصدر صوتها فلم أستطع معرفته، فتطاولُ البنيان من حولي غيّر اتجاه الصوت، يأتي فيصطدم هنا وهناك فيخدعك ويشوّش عليك. تماماً كما حدث منذ شهر، حين علا صوت الرصاص بغزارة واعتقدت أنّ معركة تتمّ خلفي في الجبل ولم تكن معركة ولا خلفي ولا أمامي: كانت جنازة.
خرجتُ إلى الشارع، رحتُ أتتبَّعُ مصدرَ الصوت. إنّه كرمُ جارنا الذي لم يغتله الاسمنتُ بعد. عشرات الدجاجات وبضع ديوك تنتشر فيه. عرفتُ بعض الدجاجات. إنّها دجاجات أبي الخير، الذي قرّر في نهاية مطافه مع التجريب أن يبني بيتاً للدجاج تأتي عليه ببعض المردود من بيض ونقود. ترى لماذا هي هنا. ما الذي جرى حتى نزلت من الجبل؟ تابعتُ طريقي صعوداً حتى وصلت إلى المكان. كان الباب مفتوحاً والريش يملأ المكان. غابة من عشب من ريش. حدثت مجزرة. قرعت باب صديقي. لم يكن هناك. أخيراً عرفتُ أنّه مسافر وأنَّ من كلّفه بال...عناية بدجاجاته، قد نسيها وترك الباب مفتوحاً: الثعالب اليوم ارتكبت مجزرة، هي بالنسبة إليها وليمة جاءتها من غامض علم الغيب. ماذا سيحدث لصديقي عندما يعود ولا يجد إلا بعض الحمام وكثيراً من الريش؟
فكّرت: ترى هل بدأت الثعالب تقلّد من يرتكبون المجازر في بلدي. من يُقلّد من؟
الديكة ما تزال تصيح والدجاجات تقرق ربّما احتجاجاً على صاحبي الذي لم يحسن حمايتها. لن أخبره. لن أتصل به بالهاتف، فقد يسبب له الخبر جلطة قلبية أو دماغية ... أو...
فصباحكم، أصدقائي وعائلي، صباح الديكة والدجاجات الناجية من مجزرة الثعالب وصباح السوريين الذين ما زالوا قيد مجزرة أو مجازر أخرى في الطريق إلينا لأنّنا اخترنا حوار البارود وركّنا جانباً حوار الكلمة
__________________
شآمُ ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يغبِ ..
abu mhd غير متواجد حالياً  
9 أعضاء قالوا شكراً لـ abu mhd على المشاركة المفيدة:
Ahmad.S (03-07-2013), محمد عامر النجار (04-07-2013), ميرا (03-07-2013), arnouri (03-07-2013), لقماان (03-07-2013), رندة (03-07-2013), omar1964 (03-07-2013), عابر مجيب (04-07-2013), غسان (03-07-2013)