عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2013, 01:27 PM
  #171
bright blue
عضو
 الصورة الرمزية bright blue
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: دبي
المشاركات: 128
شكراً: 1,228
تم شكره 741 مرة في 125 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر مجيب مشاهدة المشاركة
النقاق ذلك الإنسان الذي لا يقنع ولا يكتفي .
هو انسان مهزوز من الداخل وغير متصالح مع نفسه ، يفشل في كل شيء ، ثم يخرج لنا باستنتاجاته وبأنه يعيش مع مجانين ، عالم يلزمهم الحرق ، ويأتي بأمثلة عن كافة ما مر به من أحداث يومية .
البقال مستغل وقليل أدب ، صديقه الذي أسدى له الكثير من الخدمات ، تخيلوا ، تخلى عنه إئر تأخره عن الموعد . أبوه حتى ابوه ، هذا الرجل الخرف يرفض تحديث عمله والتحول من ميكانيكي بسيط إلى صاحب معرض سيارات ، هذا جاره الحمار ، شو كان ؟ عامل على سيخ شاورمة ، والآن لدية اربع فروع لمطعم يغلون له المال الكثير .
لو تحرينا في شكواه ، نجده استدان عدة مرات من البقال وحاول مغالطته بالمبلغ ، وانتهى بالمقاطعة . وصديقه ما وعده يوما وصدق ، هو يصور لنا أنها المرة الأولى فإذا بها تتكرر على مدى سنتين . اما ابوه ، لو سار على هواه لصرف جل ماله في ثمن معرض للسيارات ، ونظرا لجهلة بالتجارة ، ولما يراه من تهور ابنه ، يرى مسبقا بأنه سينتهي به الأمر بالافلاس .
الأب عنيد ولا يفهم ، مع انه قال له : انت لا عليك ابقى في الصالة ، وانا اسافر إلى ألمانيا وآتي بالسيارة تلو الأخرى ، وعندما يقول له ابوه ، هذا عمل عفا عنه الزمن ولن تتمكن من إدخال السيارات ، يكون جوابه بندبرها بقرشين !

هو خير من الجميع ولكن حظه سيء ، ولا امكانيات لديه . يا أخي ما حدا عم يفهمني ،هكذا يكلم صديقه .
لوكانت لديه الامكانات هل كان نجح ؟ أكيد لا .
هنالك اناس حاربوا وجاهدوا ، وفي وقت أزماتهم ساروا مشيا على الأقدام ، ووفروا قرشا فوق قرش حتى استطاعوا البدء بمشروع صغير ، خدموا مشروعهم ونجحوا ، لم يفكروا بالثراء المفاجئ ولم يطمعوا ، لذلك نجحوا في اكتساب ثقة ومحبة من حولهم . وبالتالي انطلقوا ليصلوا إلى حد مقبول من الأمان الاقتصادي ، وهو بدوره ينعكس على هدوئهم وراحة بالهم ، فيتفرغون للتفكير بالأفضل ويتطورون .
تتقلب الظروف ، تتغير الحكومات ، تتجدد القوانين ، قوانين مجحفة ، قوانين بأثر رجعي ، كل ذلك يعرقلهم ويتعبهم ولكنه لا يدمر اساسهم الراسخ ، يؤخر خططهم فقط . ويبقون بحال أفضل من الآخرين .
من هنا نفهم معنى أن فلانا سيد قومه ، تشرئب الرقاب وتتجه الأبصار نحوه ، ونشعر بالاحترام له ، وما عرفنا أي قوم ! فلا يهم ، هل قومه قرباط أم من سادة العرب ، فأين ما وجد سيكون سيدا .
ليس المقياس بالمال الوفير ، ولا بالرفاه ، بل برجاحة العقل ، الذي ينتهي بصاحبه إلى أعلى الدرجات المتاحة .
محبوب اينما حل ، قنوع بما لديه ، يجلس أمام كأس وبه بعض أغصان الشجر ، ويتمتع كما لو كان مطلا على حدائق الشانزيليزيه .
يساء إليه فيتسامح حتى يخجل منه المسيء .
ونجد الفاشل : هذا شتمني وهذا ضربي وهذا تخلى عني .....الخ .
حتى الزوجات في البيوت ، هنالك من ترغم زوجها على احترامها، فيبجلها ويقدسها ، وهنالك من تدفعه لضربها ، لأنها بحاجة للضرب ، لأنها ليست انسانة سوية ، ثم تخرج لتفتضح أمره بين الجيران . أو ترفع صوتها بالصياح . ثم تقول انا انسانة انا محترمة لا يجوز معاملتي كالحيوان ! وهل المحترمة تثير ما يوصلها إلى الضرب ؟ وتكرر وتكرر وكل مرة تجد نفس النتيجة وتعلمها سلفا ، أليست هي من تختار مصيرها ؟
كانت جارتنا رحمها الله تقول : انا كنت اتحاشى كل ما يغضب زوجي ، كان رجلا غيورا ، فما الداعي لإزعاجه ؟ انهيت المشكلة وما خرجت من باب البيت بدونه ابدا .
لا يمكن التعميم ، ومناقشة التفصيلات ، ولكن الخطوط العريضة تدل على ان الفاشل يتحمل الكثير من نتائج عمله وتفكيره وسوء تخطيطه .
حتى من يخترع لنا الحكم ، وعلى انه حكيم أو مفكر ، هو انسان يلبس فشله لباسا أرقى
إذا رفسك حمار فلا ترفسه ولكن ماسبب اقترابك من قدم حمار؟ و من المخطئ الأساسي ؟
هنالك اناس يرونك كذا .... هذا دأبهم هم يبحثون عن العيوب في الناس
ولوحات وكتابات ، قد تجد لها معنى ضمن بيت شعر أو مثل ، ولكن أقواها ما كان بلغة أجنبية ، يكتبها شباب بلا تاريخ ولا معرفة ولا يعرفون من الحياة إلا زيفها ، ويتخيلها العامة انها آتية من سقراط وفيكتور هيجو .
واسوأها ما كان سلبيا منها .ِ
معقول تافهة ، بالأنجليزي بالأنجليزي !
بداية تقبل تحياتي وتاليا حرقصت ماقدرت مارد
أي هذا الشاكي ومابك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
هو عبء على الحياة ثقيل
كل من يرى الحياة عبئا ثقيلا
bright blue غير متواجد حالياً  
9 أعضاء قالوا شكراً لـ bright blue على المشاركة المفيدة:
ميرا (28-06-2013), لقماان (28-06-2013), ياسمينة (28-06-2013), رندة (28-06-2013), omar1964 (28-06-2013), RAFEK (28-06-2013), rain (28-06-2013), عابر مجيب (28-06-2013), غسان (28-06-2013)