عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,860
شكراً: 67,497
تم شكره 35,134 مرة في 4,783 مشاركة
النقاق ذلك الإنسان الذي لا يقنع ولا يكتفي .
هو انسان مهزوز من الداخل وغير متصالح مع نفسه ، يفشل في كل شيء ، ثم يخرج لنا باستنتاجاته وبأنه يعيش مع مجانين ، عالم يلزمهم الحرق ، ويأتي بأمثلة عن كافة ما مر به من أحداث يومية .
البقال مستغل وقليل أدب ، صديقه الذي أسدى له الكثير من الخدمات ، تخيلوا ، تخلى عنه إئر تأخره عن الموعد . أبوه حتى ابوه ، هذا الرجل الخرف يرفض تحديث عمله والتحول من ميكانيكي بسيط إلى صاحب معرض سيارات ، هذا جاره الحمار ، شو كان ؟ عامل على سيخ شاورمة ، والآن لدية اربع فروع لمطعم يغلون له المال الكثير .
لو تحرينا في شكواه ، نجده استدان عدة مرات من البقال وحاول مغالطته بالمبلغ ، وانتهى بالمقاطعة . وصديقه ما وعده يوما وصدق ، هو يصور لنا أنها المرة الأولى فإذا بها تتكرر على مدى سنتين . اما ابوه ، لو سار على هواه لصرف جل ماله في ثمن معرض للسيارات ، ونظرا لجهلة بالتجارة ، ولما يراه من تهور ابنه ، يرى مسبقا بأنه سينتهي به الأمر بالافلاس .
الأب عنيد ولا يفهم ، مع انه قال له : انت لا عليك ابقى في الصالة ، وانا اسافر إلى ألمانيا وآتي بالسيارة تلو الأخرى ، وعندما يقول له ابوه ، هذا عمل عفا عنه الزمن ولن تتمكن من إدخال السيارات ، يكون جوابه بندبرها بقرشين !
هو خير من الجميع ولكن حظه سيء ، ولا امكانيات لديه . يا أخي ما حدا عم يفهمني ،هكذا يكلم صديقه .
لوكانت لديه الامكانات هل كان نجح ؟ أكيد لا .
هنالك اناس حاربوا وجاهدوا ، وفي وقت أزماتهم ساروا مشيا على الأقدام ، ووفروا قرشا فوق قرش حتى استطاعوا البدء بمشروع صغير ، خدموا مشروعهم ونجحوا ، لم يفكروا بالثراء المفاجئ ولم يطمعوا ، لذلك نجحوا في اكتساب ثقة ومحبة من حولهم . وبالتالي انطلقوا ليصلوا إلى حد مقبول من الأمان الاقتصادي ، وهو بدوره ينعكس على هدوئهم وراحة بالهم ، فيتفرغون للتفكير بالأفضل ويتطورون .
تتقلب الظروف ، تتغير الحكومات ، تتجدد القوانين ، قوانين مجحفة ، قوانين بأثر رجعي ، كل ذلك يعرقلهم ويتعبهم ولكنه لا يدمر اساسهم الراسخ ، يؤخر خططهم فقط . ويبقون بحال أفضل من الآخرين .
من هنا نفهم معنى أن فلانا سيد قومه ، تشرئب الرقاب وتتجه الأبصار نحوه ، ونشعر بالاحترام له ، وما عرفنا أي قوم ! فلا يهم ، هل قومه قرباط أم من سادة العرب ، فأين ما وجد سيكون سيدا .
ليس المقياس بالمال الوفير ، ولا بالرفاه ، بل برجاحة العقل ، الذي ينتهي بصاحبه إلى أعلى الدرجات المتاحة .
محبوب اينما حل ، قنوع بما لديه ، يجلس أمام كأس وبه بعض أغصان الشجر ، ويتمتع كما لو كان مطلا على حدائق الشانزيليزيه .
يساء إليه فيتسامح حتى يخجل منه المسيء .
ونجد الفاشل : هذا شتمني وهذا ضربي وهذا تخلى عني .....الخ .
حتى الزوجات في البيوت ، هنالك من ترغم زوجها على احترامها، فيبجلها ويقدسها ، وهنالك من تدفعه لضربها ، لأنها بحاجة للضرب ، لأنها ليست انسانة سوية ، ثم تخرج لتفتضح أمره بين الجيران . أو ترفع صوتها بالصياح . ثم تقول انا انسانة انا محترمة لا يجوز معاملتي كالحيوان ! وهل المحترمة تثير ما يوصلها إلى الضرب ؟ وتكرر وتكرر وكل مرة تجد نفس النتيجة وتعلمها سلفا ، أليست هي من تختار مصيرها ؟
كانت جارتنا رحمها الله تقول : انا كنت اتحاشى كل ما يغضب زوجي ، كان رجلا غيورا ، فما الداعي لإزعاجه ؟ انهيت المشكلة وما خرجت من باب البيت بدونه ابدا .
لا يمكن التعميم ، ومناقشة التفصيلات ، ولكن الخطوط العريضة تدل على ان الفاشل يتحمل الكثير من نتائج عمله وتفكيره وسوء تخطيطه .
حتى من يخترع لنا الحكم ، وعلى انه حكيم أو مفكر ، هو انسان يلبس فشله لباسا أرقى
إذا رفسك حمار فلا ترفسه ولكن ماسبب اقترابك من قدم حمار؟ و من المخطئ الأساسي ؟
هنالك اناس يرونك كذا .... هذا دأبهم هم يبحثون عن العيوب في الناس
ولوحات وكتابات ، قد تجد لها معنى ضمن بيت شعر أو مثل ، ولكن أقواها ما كان بلغة أجنبية ، يكتبها شباب بلا تاريخ ولا معرفة ولا يعرفون من الحياة إلا زيفها ، ويتخيلها العامة انها آتية من سقراط وفيكتور هيجو .
واسوأها ما كان سلبيا منها .ِ
معقول تافهة ، بالأنجليزي بالأنجليزي !