الاقتصادي أونلاين*|*مخاطر حيازة الدولار الأميركي في سورية
الاقتصادي – آراء وخبرات
د. محمد وائل حبش
خبير اقتصادي
إن الأزمة السياسية في سورية قد ألقت بظلالها على سعر صرف الليرة السـورية، فعملية هروب رأسمال الاسـتثماري إلى خارج الوطن السـوري و تحويل المدخرات إلى الدولار الأميركي، قد أثر بلا شـك في سعر صرف الليرة السـورية، إلا أنه بالمقابل، فإن الأزمة السياسية قد خرجت من عنق الزجاجة، وأصبحت القضية لدى المعسـكر الغربي في مفاوضة النظام السياسي السـوري القائم و ليس إسـقاطه، و عليه فإن القضية و رغم كل الصعوبات الداخلية القائمة أصبحت في مرمى الزمن و التسـوية السياسية، وهذا الأمر بلا شــك عند حدوثه ســيمهد إلى المرحلة القادمة المباشرة للتسـوية السياسية في مشـاريع إعادة الإعمار والتي سـتكون بمئات المليارات، إن لم يكن آلاف المليارات من الليرة السـورية، مما ســيعني طلباً هائلاً على الليرة الســورية، سـيؤدي إلى انخفاض شـديدفي سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السـورية.
إن التراجع في سـعر الصرف قد يكون مباغتاً و شـديداً، و لربما لن يسـتطيع ملايين الحائزين للدولار الأميركي إعادة تحويل مدخراتهم إلى الليرة السـورية بالوقت و السـعر المقبول، مما قد يعني خسـائر هائلة لجميع المواطنين التي قامت بتحويل مدخراتها بالأسـعار المرتفعة لليرة السـورية أمام الدولار الأميركي .
إن الترتيبات لمؤتمر جنيف الدولي وعلى الرغم من تأجيله، و بروز العوائق الدولية جار على قدم و سـاق، ولا شــك أن ظهور خبر أي تسـوية سياسية.
خلال المؤتمر الدولي ســيهوي سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى مسـتويات منخفضة جداً، سـيسـاهم بذلك امتناع تجار العملة عن شراء الدولار الأميركي ومحاولتهم بيع ما يملكون من دولار دفعة واحدة و بأسـعار تنازلية.
ومع تشــديد العقوبات الجزائية على تداول الدولار الأميركي في السوق السـوري وعقوبات شراء و بيع الدولار بصورة غير نظامية، فإن عملية مبادلته عند التدهور المتسارع في سعر صرف الدولار أمام الليرة سـتبدو أكثر صعوبة بكثير بالنسـبة للصرافين و الزبائن.
قد تطول الأزمة أو تقصر، لكن عامل إعادة الإعمار ســيكون بلا شــك مؤثراً بشـدة في سـعر صرف الليرة السـورية بشـكل إيجابي، وعندها سـيكون حائز الليرة السـورية صاحب التجارة الرابحة .
ما رأيكم بهذا المقال دام فضلكم؟
