عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,860
شكراً: 67,497
تم شكره 35,134 مرة في 4,783 مشاركة
صباح الخير
الأساس في جميع مشاكلنا هي في سوء تقدير العقل وفهم آليته وأمراضه ، وإتباعنا دراسات جاهد أصحابها في تفسير سلوك الإنسان ، وبسبب التعميم جاءت منقوصة ، فقد تم إغفال أن كل عقل يختلف في تركيبته بين شخص وآخر .وتشتمل الاختلافات على تركيبة فيزيولوجية أساسية لا يمكن التدخل فيها إلا في حدود ضيقة من خلال التلاعب بالمفرزات الكيميائية من خلال تعاطي بعض العقاقير ، فتقوم بتنشيط أو إخماد أجزاء من العقل ، جاء بعضها عشوائيا وأدى إلى عكس المطلوب في تدمير بعض الخلايا ، أو أفاد أحيانا وتم استنتاج ذلك من خلال التجربة والممارسة ويبقى هذا بالظاهر فنحنى لا نعلم ما يضمره لنا المقهور . ثم يأتي تعديل آخر أقل أصالة من خلال البرمجة وتعديل بعض السلوك ، بل هو ضبط فقط وليس تعديل للأساس .
الأساس في الانسان هو الأنانية والطمع ، وليس الشر ، وقد خلطنا من خلال مشاهداتنا اليومية بين الشر والطمع ، وبما أن قياسنا يعتبرأن الجميع أسوياء ، جاءتنا نتائج متناقضة . فعند الوقوف في وجه رغبات الإنسان وبشكل متكرر ، نقوم بتحويله إلى شرير ، لا يتورع عن شيء ، فصاحب الحاجة أرعن لا يروم إلا قضاءها .
ثم نحكم على هذا الذي رغبنا في وضعة ضمن قالب نرى فيه المثالية وبعد أن أخرجناه عن أطواره ، ونفلسف تصرفه ونبادله العداء لفشلنا أولا ، ثم لعدم تجاوبه ( أقول أولا ، فنحن نثأر لفشلنا ، وهذا من أنانيتنا نحن في معالجة من هو مجبول من نفس طينتنا التي لا يمكن لنا أن نكون في معزل عنها )
هنالك أطر عامة لتغيير السلوك ، تصلح لمستوى محدد ضمن سماحات محدودة لمستويات متقاربة من الادراك أو هي قوة المعالج عند بعض الأشخاص أو ضعفه .
هنالك من نسميهم عباقرة وهنالك من نجدهم ضعفاء العقول ، نحاول التمييز بينهم وبين السواد الأعظم من المتوسطي العقول ، ولكن افتقارنا لأجهزة القياس ، أضاع بوصلتنا .
التربية والتعليم ، هي عملية تعود وتأطير للآخرين ، بما يؤمن لنا أدنى درجات ما نسميه العدل والتسامح وهو بالمحصلة يحقق لنا راحتنا وأنانيتنا . نحن نميل إلى من تربى على الخوف من الله ، لأننا نأمن شره ، مغفلين مصلحته الشخصية وما يترتب على تربيته من ضغوط عليه وقد يبالغ بما يودي به إلى تدمير نفسه ، ولا نبالي . أما إذا خرج علينا متمردا إثر صحوة نتجت عن إلحاح تناقضات تم إرغامه عليها ، نخاف من خطره ونحكم عليه بالكفر ونقتله ونرتاح منه . هل كفر حقيقة ؟ نعم كفر براحة بالنا واستقرار حياتنا . نقتله ونلبس إجرامنا ثوب التقوى والدفاع عن حرمات الله !
قد يسهل الحوار والمشاركات في إثارة جوانب عديدة لن اتمكن من تغطيتها أو قد أتوسع فيما لا يجد تجاوبا أو اهتماما من أحد .