عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2013, 12:03 AM
  #4
Sana
عضو مشارك
 الصورة الرمزية Sana
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: USA
المشاركات: 271
شكراً: 958
تم شكره 1,752 مرة في 271 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر مجيب مشاهدة المشاركة
اختيار موفق ، وكلمات في صميم الإنسانية الحقة .

ولكنها تحتاج إلى شرح وتفنيد ، وأن تكون مسندة بالتجربة ، ولا يعرف عمقها وصدقها إلا من خاض في الدنيا وأصاب مرة وأخطأ مرات . ثم يجلس ويقرأ فيفهم معاني ما مر عليه من حكم وأمثال .

سيعرف حينها معنى أّكلُتُ حين أّكل الثور الأبيض

وسيعرف معنى أن على المرء أن يضع إصبعه بعينه ويقدر الألم ، ويستنتج ألم غيره .

المشكلة أن من كان تحت خط الفقر ، لا وقت لديه للتفكير واتخاذ قرار أخلاقي مناسب .

من كان غنيا ومترفا ، لا يجد لزوما للتفكير في الآخرين ، ولا تخطر بباله أساسا آلامهم .

جاءت الأديان لتهذيب النفوس والتوفيق بين الخلائق ،ولكن كلا أخذ منها ما يناسبه ، فالمهووس أخذه الهوس في تطبيق مبالغاته ، والجشع أخذ منها ما يستطيع أن يسوس بها قطيع من البسطاء والطيبين ويستغلهم ، والمحروم شمخ بأنفه واستهتر بالآخرين ، فالدين لا يفرق بين رفيع ووضيع ، فالتزم بالدين لا إيمانا، وإنما فرصة لرفعه إلى مصاف السيادة وصدور المجالس .

الإنسان الحقيقي أناني في طبعه ويتبع غرائزه ، ومن ينكر هذا يكذب على نفسه . ولكن العارف العاقل المثقف ، يهذب تلك المشاعر ويتبعها بالكثير من بعد النظر .

فمن الأصدق في أنانيته ؟ رجل آثر نفسه بداية بغباء ، وجعل الناس ينفرون منه ! أم رجل عمل بجد وجهد وآثر الآخرين بداية ، ثم ارتد عليه جميله من حيث احتسب أو لم يحتسب . ألن تكون حياته أكثر متعة وتتخللها المحبة والألفة ، ويخدم أنانيته أكثر ؟

أما غرائزه من حيث حب المال والبنون ، وهو التفسير العملي لحب البقاء والحفاظ على النوع عند العاقل وغير العاقل من إنسان وحيوان ونبات .

من منا يكره المال ؟ ومن يظن أن المال مصدر شقاء ؟

لا أحد ولكن هل هذا صحيح في العمق عند الجميع ؟

من تعب بجني ماله مبتعدا عن الاستغلال بأي صورة كانت ، سيجد طعما لماله ، وسيجد راحة بال في حياته ، أما من كان ينتظر بين لحظة وأخرى ، أن يدخل عليه من يقول له من أين لك هذا ؟ فثروته مصدر قلق وتعاسة داخلية ، تنعكس على مزاجه وأخلاقه ، قد لا يشعر بها بشكل مباشر ولا يدرك مصدر عدم راحته ، فتارة يلجأ للإفراط في العبادات، وتارة يلجأ للأطباء، ويبقى قلقا ويحاول الضحك على نفسه قبل الآخرين .

وقد يُظلم من جهد وتغرب وعمل في جمع ماله ، ويظن الناس أنه ما كان إلا لصا ، غيلة وحقدا وحسدا ، فيضطر لحفظ أرشيفه النظيف ليعرضه حين يُتهم ، ولا يُقنع الفاشلين المتقاعسين ، إلا أن يروا زوال النعمة عنه .

من ملك الدنيا وما فيها لن يجد الاستقرار إلا من خلال القناعة ، ومعاملة الآخرين كما يحب أن يعاملوه .

أحاول جاهدا الإلمام بموضوع شائك ولا بد من النواقص، وإلا فيلزمني تحضير أطروحة قد تصل إلى مجلد ، لبيان ما يجهله الكثيرون عن الهدف من بعض الحكم والتعاليم التي نقرأها ونعجب بها وننساها فورا ، فهي على ظن البعض لا تطعم خبزا ، فالكل يبحث عن بيضة اليوم ويزهد في دجاجة الغد

الإنسان عجول ، ويريد تحقيق أفضل ما حققه الآخرون وأكثر ، فيضيع حياته وينتهي بالسجن أو الإفلاس أو الجنون . ولو كان وظف إمكاناته بالشكل الصحيح وضمن خطة تتناسب مع ما لديه ، لكان وصل إلى هدفه المرسوم ، وعاش حياة هانئة مرضية ، على أن يعترف بالواقع وأن هذا أقصى حدوده ، وأن من تجاوزوه لم يتجاوزوه من خلال جيل واحد ، وإنما مالديهم هو تراكم أجيال بدأوا بداية سليمة واستمر وارثوهم على نفس النهج ، وسيواصل أولاده من بعده المشوار .

اتمنى أن يكون فيما قلت ولو ذرة من فائدة

ومعذرة على الإطالة .





حقيقة لم اشعر بـ أي إطالة ... بل على العكس تماما ...!
كلامك قيّم جدا ... حقيقي جدا ...
مأخوذ فعلا من صلب الواقع .....



كثيرة هي التناقضات و الازدواجيات التي نعاني منها ...
سواء على مستوى العلاقات الانسانية ... او على مستوى الذات البشرية...!



للأسف كثيرا ما نتمسك بـ القشور ... و نحرص على المظاهر ... و نغفل عن اللب و الجوهر " خاصة فيما يتعلق بـ الامور الدينية " ....
ذاك الجوهر الذي ان حرصنا عليه فعلا ... لـ تهذبت اخلاقنا ... و ارتقت علاقاتنا ...
و عُدنا إلى إنسانيتنا الحقّة ...

التي بتنا للأسف نفتقدها كثيرا ...
في زمن علت فيه اصوات المصالح و الماديات ..
فـ غدا جافا قاسيا دون روح ...!







إضافاتك دوما مميزة و فيها الكثير من الفائدة ...

و غالبا ما تطغى على الأصل ...

دُمت مِعطاءا ^_^

Sana غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ Sana على المشاركة المفيدة:
ميرا (14-06-2013), لقماان (12-06-2013), ياسمينة (12-06-2013), رندة (12-06-2013), omar1964 (12-06-2013), saeed (14-06-2013), عابر مجيب (12-06-2013), غسان (12-06-2013)