انتهى اليوم مع صداع لم يفارقني وعمل متواصل لتنظيف الأرضيات والحمامات والمطبخ و حتى الأثاث يحتاج للتلميع وكأني هاجرت بدل الأشهر سنوات، صعدت مدة ربع ساعة لرؤية جارتنا أم حسن أرادت أن أبقى لديها لوقت أطول، ولكني لم استطع أكثر من ربع ساعة ليس لدي لا الوقت ولا القدرة على الأخذ والرد لولا نباتاتي الثلاث ما صعدت إليها، كنت قد تركتهم عندها وتركت مفتاح الشقة أخبرتها أن تتصرف في الأثاث وترسل قيمته لامي في حال عدم عودتي بعد عام، ورجوتها أن تعتني بنباتاتي، أحب أن أجهز نفسي وحياتي لكل الاحتمالات ووضعت احتمالا أن أموت بعيدة . كنت قد دفعت إيجار الشقة مدة عام كامل إلى الأمام وتركتها، حتى لا افقدها فهي بثمن بسيط وبمنطقة حيوية، وأخبرتها ان هديتها في الحفظ والصون ولكني لم افتح حقائبي وكنت كاذبة فلم يتسنى لي الوقت لشراء اية هدايا وقد فكرت بإحضار شي ما من السوق لدينا، دوما كنت انصح صديقتي بذلك واذهب للتسوق معاها بهدايا السفر قبل سفرها، وكنا نوفر كثيرا من عملنا هذا، ولم يكتشف أحدا خدعتنا، والجميع كان يثني على بضاعة صنع الخارج وكلها من صنع أسواقنا المحلية، الناس بسيطة وتنطلي عليها خدع كهذه . عند ذهابي، اعتبرني الجميع ابنة أهلي المدللة فقيمة ما دفعته ثمنا لأجرة تلك الشقة الصغيرة في تلك المنطقة السياحية عالي جدا لم يعرفوا أنني قد دفعت فيها مدخراتي لعشر سنوات من العمل، تركتهم يفكرون أني كذلك واستمتع بكوني فتاة مدللة كنت أريد دلالا وأريد أن ابتعد عنهم على عكس عادتي، لا أريد أن ادخل بتفاصيل حياة الخادمة واكتشف معاناتها، كلٌ منا لديه معاناته وأنا بطبعي حشرية أريد أن اعرف تفاصيل من حولي ودوما اتعب من معاناتهم لذا تركت حاجزا بيني وبين كل من حولي حارس المجمع، الخادمة، الفتيات اللاتي ينتشرن ويسلمن عليّ كل صباح، بائع في البقالية، كنت أرى الحزن في عيونهم واقاوم رغبتي بسؤالهم، اعتمد على الابتسامة الزائفة وأبادلهم بابتسامة مشابهة، وكأنها معاهدة أن يبقى كل منا عند حده فأنا تعبت من المعاناة، لم يدركوا أني من أعيل عائلتي بعد وفاة والدي بعد كل ما أصابه من خسارات كان قد خسر في البورصة كل أمواله حتى أننا اضطررنا لبيع بيتا الذي خلقت به، أمي تعتمد بالإضافة إلى راتبه التقاعدي تعتمد على ما أرسله كل شهر، أخي المقعد بعد أن هجرته حبيبته، كنت أود كثيرا الصراخ به ليكون رجلا وقويا لأحتمي به ، واجده جنبي عندما انهار، أردت أن أقول له كل ما يدور في بالي ولكن عندما انظر إلى نظرته اليائسة وإلى معاناته ، اصمت واحضنه وأبكي، أختي التي فرحت في زفافها كما لم افرح قط يكفيها همها وما عانته بذاك الزوج المجرم بنظري، كانت تكذب علينا أنها سعيدة وهي تعتاد زيارتنا كل نهاية أسبوع، وهناك أوقات تعتذر عن المجيء لان لديها مشاوير قد وعدها زوجها بها ونفرح بسرنا على سعادتها، إلى أن جاء اليوم الذي اكتشفنا فيه أن اليوم الذي تعتذر به ، يومها تريد الاختباء حتى لا نرى آثار الكدمات التي خلفتها ضربات زوجها لها، أختي الصغرى آخر العنقود أريد أن يكون لها مستقبل واعد وأحاول أن أبعدها عن المعاناة لتكمل دراستها ولتخرج بأقل الخسائر، كل ذلك فوق رأسي، وأنا الفتاة المدللة، لم ارغب يوما أن أخبرك بما احمله من مسؤوليات، تصرّ أن تعرف تفاصيل حياتي ودوما أغيّر الحديث، تحاول أن تروضني ولكني كفرس برّي أرفض ذلك ولكنك لم تملّ مني، يا ترى هل تحبني إلى ذلك الحد ؟! بعدأن اكتشفت فجأة انك كل شيء بحياتي، قلت في سري أنني لن اكذب عليك، وسأخبرك معاناتي وأني اكره التداول بالأسهم واعتبرها كمعاقرة الخمر لأنها تسببت بخراب عائلتي، أريد أن ارمي همومي عليك وارتاح، أريدك أن تشاركني بكائي قبل فرحي . حتى حارس البناء الذي يكرهني فقط لأنني فتاة واقطن شقتي وحيدة مع انه يعرف أن لا أحد يزورني، ولكن عقله الشرقي لا يستطيع أن يتحمل فكرة فتاة تعيش في العاصمة ووحيدة، نحن مجتمع صعب جدا وحاولت أن احفر بيدي طريقا اعتقدته سهلا ولكنه كلفني من أعصابي الكثير، منى صديقتي الوحيدة ، أكيد تذكرها! اعتبرتني مجنونة عندما أخبرتها عن نيتي في السفر ولم احدد زمنا للعودة وقد أخذت إجازة سنة كاملة، لقد أخبرتها بالثروة الصغيرة التي كلفتني ثمنا لتلك الرحلة وأنها كل ما املك، قالت لي: هل جننت؟ قلت لها: سأضمن لك جنوني إن لم أذهب، أنا ذاهبة لأحمي نفسي من الجنون ومن الانهيار، لدي حبيب يعتقدني غريبة الأطوار، يحبني ولكني لا أستطيع ان أبادله تلك المحبة على نفس القدر، لدي عائلة لا أستطيع زيارتها أو أن اجعلها قريبة مني لكثرة انشغالي حتى نستطيع الاستمرار، لم أكن آخذ يوم عطلة واحد مدة عشر سنوات، إلى أن دخلت عند مديري أخبره بحاجتي إجازة مدة عام كامل، لو كانت موظفة غيري لرفضوا طلبها بدون تفكير، ولكنه نظر إلي مطولا وقال : موافق، وأكمل تحتاجين تلك الإجازة، ذهلت، كنت أتوقع ساعة من المناقشة على أقل تقدير ولكنه لم يقل هذا، شعرت بحاجتي إلى البكاء لشعوري بالامتنان إليه لأنه لم يضطرني أن أتكلم ولا كلمة، أحببته وأنا كنت اعتقده متسلط وأناني وغير مهتم بشؤون موظفيه، أحببته جدا ورغبت بتقبيله والصراخ فرحا لأن إجازتي أصبحت حقيقة . فجأة شعرت أني أريد أن أخبرك عن كل تفاصيل حياتي ولتحل اللعنة على كبريائي . ~ سارا التي تخاف مواجهة الناس في الخارج بدونك
انتهى اليوم مع صداع لم يفارقني وعمل متواصل لتنظيف الأرضيات والحمامات والمطبخ و حتى الأثاث يحتاج للتلميع وكأني هاجرت بدل الأشهر سنوات، صعدت مدة ربع ساعة لرؤية جارتنا أم حسن أرادت أن أبقى لديها لوقت أطول، ولكني لم استطع أكثر من ربع ساعة ليس لدي لا الوقت ولا القدرة على الأخذ والرد لولا نباتاتي الثلاث ما صعدت إليها، كنت قد تركتهم عندها وتركت مفتاح الشقة أخبرتها أن تتصرف في الأثاث وترسل قيمته لامي في حال عدم عودتي بعد عام، ورجوتها أن تعتني بنباتاتي، أحب أن أجهز نفسي وحياتي لكل الاحتمالات ووضعت احتمالا أن أموت بعيدة . كنت قد دفعت إيجار الشقة مدة عام كامل إلى الأمام وتركتها، حتى لا افقدها فهي بثمن بسيط وبمنطقة حيوية، وأخبرتها ان هديتها في الحفظ والصون ولكني لم افتح حقائبي وكنت كاذبة فلم يتسنى لي الوقت لشراء اية هدايا وقد فكرت بإحضار شي ما من السوق لدينا، دوما كنت انصح صديقتي بذلك واذهب للتسوق معاها بهدايا السفر قبل سفرها، وكنا نوفر كثيرا من عملنا هذا، ولم يكتشف أحدا خدعتنا، والجميع كان يثني على بضاعة صنع الخارج وكلها من صنع أسواقنا المحلية، الناس بسيطة وتنطلي عليها خدع كهذه . عند ذهابي، اعتبرني الجميع ابنة أهلي المدللة فقيمة ما دفعته ثمنا لأجرة تلك الشقة الصغيرة في تلك المنطقة السياحية عالي جدا لم يعرفوا أنني قد دفعت فيها مدخراتي لعشر سنوات من العمل، تركتهم يفكرون أني كذلك واستمتع بكوني فتاة مدللة كنت أريد دلالا وأريد أن ابتعد عنهم على عكس عادتي، لا أريد أن ادخل بتفاصيل حياة الخادمة واكتشف معاناتها، كلٌ منا لديه معاناته وأنا بطبعي حشرية أريد أن اعرف تفاصيل من حولي ودوما اتعب من معاناتهم لذا تركت حاجزا بيني وبين كل من حولي حارس المجمع، الخادمة، الفتيات اللاتي ينتشرن ويسلمن عليّ كل صباح، بائع في البقالية، كنت أرى الحزن في عيونهم واقاوم رغبتي بسؤالهم، اعتمد على الابتسامة الزائفة وأبادلهم بابتسامة مشابهة، وكأنها معاهدة أن يبقى كل منا عند حده فأنا تعبت من المعاناة، لم يدركوا أني من أعيل عائلتي بعد وفاة والدي بعد كل ما أصابه من خسارات كان قد خسر في البورصة كل أمواله حتى أننا اضطررنا لبيع بيتا الذي خلقت به، أمي تعتمد بالإضافة إلى راتبه التقاعدي تعتمد على ما أرسله كل شهر، أخي المقعد بعد أن هجرته حبيبته، كنت أود كثيرا الصراخ به ليكون رجلا وقويا لأحتمي به ، واجده جنبي عندما انهار، أردت أن أقول له كل ما يدور في بالي ولكن عندما انظر إلى نظرته اليائسة وإلى معاناته ، اصمت واحضنه وأبكي، أختي التي فرحت في زفافها كما لم افرح قط يكفيها همها وما عانته بذاك الزوج المجرم بنظري، كانت تكذب علينا أنها سعيدة وهي تعتاد زيارتنا كل نهاية أسبوع، وهناك أوقات تعتذر عن المجيء لان لديها مشاوير قد وعدها زوجها بها ونفرح بسرنا على سعادتها، إلى أن جاء اليوم الذي اكتشفنا فيه أن اليوم الذي تعتذر به ، يومها تريد الاختباء حتى لا نرى آثار الكدمات التي خلفتها ضربات زوجها لها، أختي الصغرى آخر العنقود أريد أن يكون لها مستقبل واعد وأحاول أن أبعدها عن المعاناة لتكمل دراستها ولتخرج بأقل الخسائر، كل ذلك فوق رأسي، وأنا الفتاة المدللة، لم ارغب يوما أن أخبرك بما احمله من مسؤوليات، تصرّ أن تعرف تفاصيل حياتي ودوما أغيّر الحديث، تحاول أن تروضني ولكني كفرس برّي أرفض ذلك ولكنك لم تملّ مني، يا ترى هل تحبني إلى ذلك الحد ؟! بعدأن اكتشفت فجأة انك كل شيء بحياتي، قلت في سري أنني لن اكذب عليك، وسأخبرك معاناتي وأني اكره التداول بالأسهم واعتبرها كمعاقرة الخمر لأنها تسببت بخراب عائلتي، أريد أن ارمي همومي عليك وارتاح، أريدك أن تشاركني بكائي قبل فرحي . حتى حارس البناء الذي يكرهني فقط لأنني فتاة واقطن شقتي وحيدة مع انه يعرف أن لا أحد يزورني، ولكن عقله الشرقي لا يستطيع أن يتحمل فكرة فتاة تعيش في العاصمة ووحيدة، نحن مجتمع صعب جدا وحاولت أن احفر بيدي طريقا اعتقدته سهلا ولكنه كلفني من أعصابي الكثير، منى صديقتي الوحيدة ، أكيد تذكرها! اعتبرتني مجنونة عندما أخبرتها عن نيتي في السفر ولم احدد زمنا للعودة وقد أخذت إجازة سنة كاملة، لقد أخبرتها بالثروة الصغيرة التي كلفتني ثمنا لتلك الرحلة وأنها كل ما املك، قالت لي: هل جننت؟ قلت لها: سأضمن لك جنوني إن لم أذهب، أنا ذاهبة لأحمي نفسي من الجنون ومن الانهيار، لدي حبيب يعتقدني غريبة الأطوار، يحبني ولكني لا أستطيع ان أبادله تلك المحبة على نفس القدر، لدي عائلة لا أستطيع زيارتها أو أن اجعلها قريبة مني لكثرة انشغالي حتى نستطيع الاستمرار، لم أكن آخذ يوم عطلة واحد مدة عشر سنوات، إلى أن دخلت عند مديري أخبره بحاجتي إجازة مدة عام كامل، لو كانت موظفة غيري لرفضوا طلبها بدون تفكير، ولكنه نظر إلي مطولا وقال : موافق، وأكمل تحتاجين تلك الإجازة، ذهلت، كنت أتوقع ساعة من المناقشة على أقل تقدير ولكنه لم يقل هذا، شعرت بحاجتي إلى البكاء لشعوري بالامتنان إليه لأنه لم يضطرني أن أتكلم ولا كلمة، أحببته وأنا كنت اعتقده متسلط وأناني وغير مهتم بشؤون موظفيه، أحببته جدا ورغبت بتقبيله والصراخ فرحا لأن إجازتي أصبحت حقيقة . فجأة شعرت أني أريد أن أخبرك عن كل تفاصيل حياتي ولتحل اللعنة على كبريائي .