كالممسوسات، لا أستطيع الابتعاد عن القلم ولدي الكثير لأقوم به ، الحقائب على حالها، الغبار مكوّم وأنا أنام، آكل واكتب. نمت 24 ساعة واستيقظت على وجع رأس فظيع وأفكر بك وقد تفقدت صندوق البريد أكثر من مرة مع يقيني أنه لن يصلني خلال يوم واحد رسالة مع عنوانك الجديد هذا، ولكنها عادة سيئة مني عندما انتظر أي شيء جديد، بالمناسبة لم اخترت هذا المكان البعيد لتستقر فيه؟ لا أحب الريف أو البحر لاستقر بهم، المدينة كما تعلم هي حياتي ونبضها نبضي صحيح أنني استمتع بالهدوء في إجازاتي ولكن أن أعيش بعيدة مقصية بعيدا عن العاصمة وزحمتها كنت اعتبرها من المستحيلات. هل تذكر مرة عندما أخبرتك أنني أخاف الابتعاد عن العاصمة، يومها استغربت جدا من الفكرة، لم أكن أجرؤ على الخوض في التفاصيل، كنت أتخيل نفسي أني إذا ابتعدت عن الزحمة والعمل كطفل في بداية تعلمه المشي سيقع إن ابتعد عن كل تلك الضوضاء،الاستيقاظ الباكر والعمل وكل شي يمر سريعا لينتهي اليوم وأنا منهكة هكذا اشعر بأنني تمام وأقف على ارض صلبة. ولكن في إجازتي تلك وجدت أن الحياة بعيدا عن العاصمة ممكن أن تستمر كنت أريد الابتعاد عن الروتين وعن الملل والخوف الذي بدأ يغلف حياتي، سعدت أول أسبوع بل وثاني أسبوع ، في البداية اخترت شقة قريبة من البحر واشترطت أن لا يكون بها أي نوع من أنواع الاتصالات الحضارية لا أريد نت أو تلفون أو حتى تلفاز، لا أريد سماع الأخبار و أشارك الموتى نهاري ، والمنكوبين وجبات غذائي، رائحة المعاناة تفوح منهم ومعاناتي تكفيني وتزيد . كنت سعيدة بها وأطير فرحا اخرج صباحا دون أن انظر إلى ساعتي و أجد الشمس بانتظاري والبحر يناديني اقضي يومي على هذا المنوال وأكون قد جهزت سندويشات ومياه باردة لترافقني كل اليوم، أسبوع أو أكثر على هذا المنوال، اخرج صباحا وأعود بعد الغروب استحم وأعود مجدداً إلى الشاطئ بملابس أكثر دفئاً. لم أكن أفكر بشيء كنت أكوّن صداقات مع الحشرات في الطريق مع السرطانات ، يظهرون فجأه ويختفون فجأة مخلفين ثقب في الرمال أحاول تخيل حياتهم تحت الرمال وافشل، فقط أنا وهم ومياه البحر والحصى والرياح، بعد عشرة أيام تقريبا قررت التعرف على البلدة لم يأخذ مني المشوار أكثر من نصف نهار مشيا على الأقدام، شخصيات جميلة لتكون غلاف في مجلة، الحارس في المجمع الذي كنت اقطنه، الموظفات اللاتي انتشرن ليكون المكان نظيف وكأنه قطعة من الجنة، كلهم لديهم ابتسامة بدون حياة وكأنهم روبوت، وحتى عندما خرجت وجدت الناس في الشارع تبتسم ليقولوا لي مجتمعين أهلا وسهلا أنت في بلدة سياحية مئة في المئة ولكن لا يدركون أنني كنت انفر من ابتسامتهم وددت لو احد ما يشعر بانزعاج من الحرارة من العمل من اي شيء، اشتقت للشجارات في المدينة على زحمة السير، حتى الشتائم اشتقت لها، هنا كل شيء مرسوم رسما حتى محلات البقالة، حتى الخضار تخيل خضار وكأنها أتت من كاتالوج، اشتقت للبطاطا المملوئة بالتراب والتي كنت اشتم عندما اضطر إلى تنظيفها –الاشتياق جاء متأخرا جداً عندما بدأ الروتين يغلف حياتي فحتى الحياة بلا وقت جميلة وعدم الروتين جميل وهو بحد ذاته يصبح روتينا مع الوقت- هناك كل شيء جميل أكثر من اللازم، لم أكن أريد فلسفة الأمور يومها، يومها أحببتهم بصراحة، كنت أريد أن أحب عالمي الجديد جولة بسيطة عرفتني على عالم جميل مزيّف وعدت، كنت لا أريد أكثر من هذا كنت أريد أن اهرب وهربت ونجحت في اختيار المكان يومها توصلت إلى هذا الاستنتاج. كنت سعيدة أنني تركتك على حب، نعم لم نتشاجر أو نختلف على شيء كنت متعبة وابتعدت، هل تصدق لو أنني ابتعدت وأنت تشعر بضيق مني لم أكن لاستطيع الشعور بذلك الآمان . الآن بدأت اشعر بوخزات في معدتي بسيطة ولكنها تشبه تلك التي تأتيني عندما نتشاجر ولكنها بشكل مبسط ، في شجاراتنا القديمة كنت اشعر أني انسان يمشي وقد ثقبت معدته وكأن تيارا من الهواء يخترقني، حتى أن جسدي يفرز مرارا في فمي . ارجوا أن لا يتأخر ردك، أصبحت انتظر اتصالا عندما تصلك رسالتي أكثر من انتظاري رسالة . ~سارا التي تستعد للعمل في شقة مهجورة وفوضى عارمة وتشتاق إليك.
كالممسوسات، لا أستطيع الابتعاد عن القلم ولدي الكثير لأقوم به ، الحقائب على حالها، الغبار مكوّم وأنا أنام، آكل واكتب. نمت 24 ساعة واستيقظت على وجع رأس فظيع وأفكر بك وقد تفقدت صندوق البريد أكثر من مرة مع يقيني أنه لن يصلني خلال يوم واحد رسالة مع عنوانك الجديد هذا، ولكنها عادة سيئة مني عندما انتظر أي شيء جديد، بالمناسبة لم اخترت هذا المكان البعيد لتستقر فيه؟ لا أحب الريف أو البحر لاستقر بهم، المدينة كما تعلم هي حياتي ونبضها نبضي صحيح أنني استمتع بالهدوء في إجازاتي ولكن أن أعيش بعيدة مقصية بعيدا عن العاصمة وزحمتها كنت اعتبرها من المستحيلات. هل تذكر مرة عندما أخبرتك أنني أخاف الابتعاد عن العاصمة، يومها استغربت جدا من الفكرة، لم أكن أجرؤ على الخوض في التفاصيل، كنت أتخيل نفسي أني إذا ابتعدت عن الزحمة والعمل كطفل في بداية تعلمه المشي سيقع إن ابتعد عن كل تلك الضوضاء،الاستيقاظ الباكر والعمل وكل شي يمر سريعا لينتهي اليوم وأنا منهكة هكذا اشعر بأنني تمام وأقف على ارض صلبة. ولكن في إجازتي تلك وجدت أن الحياة بعيدا عن العاصمة ممكن أن تستمر كنت أريد الابتعاد عن الروتين وعن الملل والخوف الذي بدأ يغلف حياتي، سعدت أول أسبوع بل وثاني أسبوع ، في البداية اخترت شقة قريبة من البحر واشترطت أن لا يكون بها أي نوع من أنواع الاتصالات الحضارية لا أريد نت أو تلفون أو حتى تلفاز، لا أريد سماع الأخبار و أشارك الموتى نهاري ، والمنكوبين وجبات غذائي، رائحة المعاناة تفوح منهم ومعاناتي تكفيني وتزيد . كنت سعيدة بها وأطير فرحا اخرج صباحا دون أن انظر إلى ساعتي و أجد الشمس بانتظاري والبحر يناديني اقضي يومي على هذا المنوال وأكون قد جهزت سندويشات ومياه باردة لترافقني كل اليوم، أسبوع أو أكثر على هذا المنوال، اخرج صباحا وأعود بعد الغروب استحم وأعود مجدداً إلى الشاطئ بملابس أكثر دفئاً. لم أكن أفكر بشيء كنت أكوّن صداقات مع الحشرات في الطريق مع السرطانات ، يظهرون فجأه ويختفون فجأة مخلفين ثقب في الرمال أحاول تخيل حياتهم تحت الرمال وافشل، فقط أنا وهم ومياه البحر والحصى والرياح، بعد عشرة أيام تقريبا قررت التعرف على البلدة لم يأخذ مني المشوار أكثر من نصف نهار مشيا على الأقدام، شخصيات جميلة لتكون غلاف في مجلة، الحارس في المجمع الذي كنت اقطنه، الموظفات اللاتي انتشرن ليكون المكان نظيف وكأنه قطعة من الجنة، كلهم لديهم ابتسامة بدون حياة وكأنهم روبوت، وحتى عندما خرجت وجدت الناس في الشارع تبتسم ليقولوا لي مجتمعين أهلا وسهلا أنت في بلدة سياحية مئة في المئة ولكن لا يدركون أنني كنت انفر من ابتسامتهم وددت لو احد ما يشعر بانزعاج من الحرارة من العمل من اي شيء، اشتقت للشجارات في المدينة على زحمة السير، حتى الشتائم اشتقت لها، هنا كل شيء مرسوم رسما حتى محلات البقالة، حتى الخضار تخيل خضار وكأنها أتت من كاتالوج، اشتقت للبطاطا المملوئة بالتراب والتي كنت اشتم عندما اضطر إلى تنظيفها –الاشتياق جاء متأخرا جداً عندما بدأ الروتين يغلف حياتي فحتى الحياة بلا وقت جميلة وعدم الروتين جميل وهو بحد ذاته يصبح روتينا مع الوقت- هناك كل شيء جميل أكثر من اللازم، لم أكن أريد فلسفة الأمور يومها، يومها أحببتهم بصراحة، كنت أريد أن أحب عالمي الجديد جولة بسيطة عرفتني على عالم جميل مزيّف وعدت، كنت لا أريد أكثر من هذا كنت أريد أن اهرب وهربت ونجحت في اختيار المكان يومها توصلت إلى هذا الاستنتاج. كنت سعيدة أنني تركتك على حب، نعم لم نتشاجر أو نختلف على شيء كنت متعبة وابتعدت، هل تصدق لو أنني ابتعدت وأنت تشعر بضيق مني لم أكن لاستطيع الشعور بذلك الآمان . الآن بدأت اشعر بوخزات في معدتي بسيطة ولكنها تشبه تلك التي تأتيني عندما نتشاجر ولكنها بشكل مبسط ، في شجاراتنا القديمة كنت اشعر أني انسان يمشي وقد ثقبت معدته وكأن تيارا من الهواء يخترقني، حتى أن جسدي يفرز مرارا في فمي . ارجوا أن لا يتأخر ردك، أصبحت انتظر اتصالا عندما تصلك رسالتي أكثر من انتظاري رسالة .