الموضوع: سارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2013, 10:55 AM
  #2
ياسمينة
عضو متابع
 الصورة الرمزية ياسمينة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: سوريا
المشاركات: 391
شكراً: 1,997
تم شكره 2,148 مرة في 387 مشاركة
افتراضي



~2~


لم استطع إن افرغ حقائبي الكثيرة اكتشفت أنني سافرت مع شقتي في حقائب، ساعدتني الخادمة هناك ، لم أكن املك الوقت عندما قررت العودة في اليومين الذين قضيتهم بالانتظار، كنت قد قضيتهم بلا نوم فقط اكتب لك عن لا شيء وكل شيء، عندما عدت ووجدت نفسي مع ثلاثة حقائب وحتى حقيبة يدي قد ملأت الطاولة !


تركت كل شيء على حاله أخذت دوش وعدت لأقرأ رسائلك، قرأت على عجل رسالة انك تركت عملك الذي تكره، اطمأننت عليك من تلك الرسالة قمت بتحضير شيء لاكله، وجلست لأقرأ بقية الرسائل ، لا ادري من أين وجدت تلك الثقة! انك تقف بانتظاري.


مع أن ما حدث لنا مشروع فراق على اقل تقدير، كنت أتوقع رسائل منك وفعلا كان، أنا لست أنانية فقط أنا مغرورة أيضا، وأنت صحيح قاسي القلب ولكني أحبك، أحب قسوتك وطيبتك سوياً، هل من الممكن أن يكون الإنسان قمة في الطيبة والقسوة معا، ممكن، فهذا أنت .


كثيرة هي أخبارك وقد تنقلت من مكان إلى آخر ما لفت نظري أننا نحب الوحدة ولدينا نفس الذوق في الناس.


هل أحدثك عن غيابك وما خلفه ؟ هل انقل بعضا مما كتبته في اليومين الذين يستحقان دخول غينيس للأرقام القياسية لسرعة وكمية ما دونته، سيأتي يوم ونكون سويا وسنضحك كثيرا على غبائنا .


اعذرني نحن أغبياء نفلسف أشياء لا تحتاج إلى فلسفة ونبتعد عندما يجب أن نكون قريبين، أحب أن أخبرك أنني خسرت بضعة كيلوغرامات من وزني ،لا أدري إن كان سيعجبك الأمر أو كعادتك لا تحب أن اخسر من وزني وتحبه كما هو ونحن النساء نتفنن في إرضاء من نحب لنكتشف أننا لا ندري من نرضي!


اسمع صوتك يقول كنتِ جميلة أكثر، لا أريد هذا النقاش السخيف تماما كما يحصل معنا كل مرة أكون متفننة في وضع المكياج، لتنظر لي نصف نظرة، اجل نصف نظرة هناك نظرة ونصف وهناك نظرة وهناك نصف نظرة، هكذا قررت أن اسمي النظرة التي تكون نصفها إعجاب ونصفها سخرية. امقت سخريتك ونقدك وأنت تضحك على مظهري وكأني مهرج فقط لاني وضعت بعضا من الماكياج الزائد على وجهي، وأنت تقول لي: أنتِ جميلة بدون أي شيء لمَ تشوهي جمالك بهذا الماكياج هو خلق لمن اكبر منك عمرا ولمن تحتاجه، وأنا استمر بوضعه أحيانا فقط لأثبت لنفسي أني على حق، أريد إرضاءك بمظهري ويصبح هدفي استفزازك، آه كم اشتاق إلى تلك النقاشات السخيفة، اكتشفت أيضا أنني أتجمل لا ادري لمن، أإرضاءا للناس ؟ ممكن، ولكن ليس إرضاءا لك، انت ثقبت أذني بحديثك عن جمالي الطبيعي البسيط، هل تدرك أنني أتجمل في كثير من الأحيان لأرضي أنوثتي وغيرتي من الجنس اللطيف، نحن النساء سخيفات، اعذرني، أجل سخيفات، لا ندري ما نريد، وقلتها أنت قبل هذا، أتذكر؟ وقتها حاربتك.


ولكن أستطيع الاعتراف على الورق انك كنت على حق، عندما كنت جالسة لآخذ حمام شمس في سجني القسري أحببت أن اسميه كذلك عندما أحسست بحاجتي إليك في اليومين ونصف إلى اللحظة ولم أجدك، كنت أفكر وأنا انظر برضا إلى شكلي النهائي، هل سيعجبك أم ستضحك وتعاتبني ، تذكرت السكرتيرة الجديدة التي جاءت في آخر شهرين إلى عملي، أحب الملابس العملية ولكن عندما كنتُ اذهب إلى عملي واجدها ببساطة قد تفننت بأناقتها وأظهرت أنوثتها بشكل جميل، اشعر بأنه علي أن أكون أجمل، وفعلا في اليوم التالي أكون قد قضيت الليل أفكر بما عليّ ارتداؤه وأنام براحة عندما اختار ثوبا جميلا انتقيته واقضي معظم صباح اليوم الذي يليه أمام المرآة فقط لأكون مميزة وفقط لأنني وجدت السكرتيرة مميزة، واكون قد جهزت نفسي بشكل مضاعف أكثر بكثير عندما كنت أفكر انه عليّ رؤيتك، فشكلي يعجبك كيفما كان وكلما ازدتُ بدائية ازدتَ محبة لي! واعتبرته حينها جنونا منك، وضحكت عندما تذكرت تلك التفاصيل.


فعلا نحن النساء نرتدي أجمل ما لدينا أمام النساء ونجمّل أنفسنا لأجلهن ونحن ندعي أننا نقوم بذلك إما إرضاءا لذاتنا أو للرجل في حياتنا . هذا من اكتشافاتي التي رغبت ان اخبرك بها مضحكة أليس كذلك؟ وحديثي كعادته وكأنني احتاج أن اعبر كل تلك المسافة وآخذ كل ذلك الوقت لأخبرك أننا نغار من بعضنا نحن معشر النساء!!


أقول لك أيضا أرجوك لا تعطيني محاضرة عن مضار الشمس عندما تشاهدني، احتاج احتوائك أكثر من حاجتي إلى سماع تعليق سلبي منك وان كان بهدف نبيل وهو خوفك على صحتي .


هل تعلم وأنا اكتب رسالتي هذه بت أخاف رؤيتك وأتمنى أن تضل رسالتي الماضية طريقها، تخيلت نقاشاتنا واتهاماتنا المتبادلة التي تزعجني، يا ترى أنا تغيرت أم لا زلت على حالي؟


وأنت ما الذي حل بك بعد تركك عملين ومع هذا المساعد الغبي؟


مشروع شقتك الجديدة هل زادتك سوءا أم ماذا ؟


لم أخبرك أيضا أنني قد نزلت فورا بعد أن كتبت أول رسالة إلى الحي لأضع الطوابع وأرسلها لم أكن أتحمل وجودي مع الرسالة دون إرسال في الشقة، وعرجت على البقالية أحضرت أشياء ضرورية فشقتني ينقصها كل شي والحارس اختفى لم أجده عند نزولي ولا عند عودتي، هل من المعقول أن تكون دعواتي باختفائه قد استجابت، كنت أحدثك لو تذكر عن دعائي وبأنه مستجاب ولكن لا اعتقد انه بقوة أن يخفي حارس طويل عريض عن الوجود . لا تضحك أشاهد ضحكتك وأنت تقرأ كلامي .


وجدت أنني أتحدث كثيرا وكأنني أريد أن انهي ما بعقلي، وجدت انك تغيرت كثيرا فالحزن الذي برسائلك كبير، هل كان غيابي السبب أو انك مللت الحياة كما كنت تقول ويحزنني !!


اشتقت إليك ولكني بحاجة إلى النوم لن أرسل هذه الرسالة كالمجانين قبل أن ألقى ردا منك .




~ سارا التي اكتشفت فجأة انك الهواء الذي تتنفسه


__________________
قد اسمعت لو ناديت حيا
ياسمينة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ ياسمينة على المشاركة المفيدة:
ميرا (04-06-2013), لقماان (06-06-2013), رندة (07-06-2013), omar1964 (04-06-2013), Sana (06-06-2013), عابر مجيب (06-06-2013), غسان (04-06-2013), فراس السكري (06-06-2013)