أرقت البارحة وأنا أحاول تذكر فكرة طرأت في بالي أثناء كتابة مداخلة ، ثم تبخرت الفكرة وبذلت جهدا لاستذكارها .
تبخرت من ذاكرتي القريبة، ولكن هل هذا يعني انها تبخرت من حياتي وسلوكي ومنهجي ؟
ما نؤمن به وما يكوّن شخصيتنا ، ليس مجرد كلمات نستذكرها حين نشاء ، بل من يتبجح بالكلمات والشعارات ربما يكون مدعيا أكثر منه ممارس فعلي .
ما نحن عليه يظهر من خلال تصرفاتنا وكتاباتنا دون تكلف ، يمكن فهمه من السياق ، وما نعرفه ليس شرطا أن نبوبه في كل آن وأوان .
فمثلا يسألك أحدهم لما تحب فلان ؟
أنا شخصيا يقع علي السؤال وقوع الصاعقة !
وأول ما يتبادر إلى ذهني ، أن أقول لا أدري . هل أنا حقيقة لا أدري ؟ طبعا لا ولكنني لا أجد كل الأسباب فورا، وكما قال الشاعر عندما تعرض للموت، وطلب منه تبرير موقفه، مع الفارق طبعا بين الموقفين ولكن لا بأس من القياس ، حيث قال :
وأي امرئ يدلي برأي وحجة...... وسيف المنايا فوق رأسه مصلت ؟!
لذلك مهما صدر من هفوات ممن اقتنعت به ولا أقنع بسهولة أبدا . أعلم أنها هفوة عابرة أو أنه لم يتوفق يومها تحديدا ، في بيان مايريد حقيقة ، أو أنه نظر لموضوع ما من أحد جوانبه فقط . فمن دخل قلبي وجبت له كل تبريراتي، على ان لا أخادع نفسي، أو أخون ضميري .
أعود إلى ما أرّقني ولم انم حتى تذكرته ، هو ربما واحد من طبائعي :
عندما أنصح أقدم كامل ما عندي بل وأبحث وأتأكد حتى لا يكون في ما أرى ثغرة واحدة تنقصه ، فإن كان محبا فقد لزم نصحه واستحق ذلك ، وإن كان غير ذلك فقد يصبح وليا حميما ، وفي ماعدا ذلك سآمن شره وسيهابني بالغا ما بلغ به ضعف العقل، وقلة التمييز .
وتأكيدا على التبريرات مو بيقولوا :
حبيبك بيبلعلك الزلط ....... وعدوك يتمنالك الغلط .