ابن خلدون

يحكى أن إثنين من أباطرة المال و الأعمال التقيا في أحد مصاعد بورصة نيويورك للأوراق المالية فقال الأول إن لدي إحساس عميق بأن جل أدواتنا و تداولاتنا المالية خاطئة و لايمكن أن تقود إلا إلى إنهيار كبير و ما أحدات الخميس الأسود في عام 1929 بغائبة عن ذهني و ذهن العارفين بخفايا الإقتصاد , فأجاب الثاني و مالحل و أنا أشاطرك ماتقول, فأجابه إن العودة للجذور الإقتصادية هي الكفيلة بإيجاد التوازنات المنطقية و العادلة وإني أرى في الممارسات الإقتصادية الإسلامية و أدواتها و بخاصة رفض مبدأ الفائدة تجسيد لما يؤدي للتوازن و العدالة و أنت تعلم جيدا أن توما الإكويني قد رفضها نهائيا بقوله : المال لايلد المال, صعق الثاني مجيبا يا إلهي أنت تريد أن تجعل الإقتصاد العالمي يقف على رأسه بدلا من قدميه , فأعقب الأول قائلا: يا صديقي إنه الآن يقف على رأسه, عندها فتح باب المصعد و مضى كل إلى طريقه.
إن معظم مآسينا الإقتصادية الكلية و الجزئيه و الفردية هي نتاج لممارسات ليست صحيحه فلو أن ذاك المواطن المتواضع ,الذي إدخر في بداية الأزمة مئتي ألف ليرة سورية, أدخرها بصورة معدن نفيس كالذهب أو الفضة أو كانت العملة الورقية مسنودة بالذهب و الفضة و ليست مسنودة بالوعود الخلبية و التطمينات الهزيلة و الإبتسامات البلاستيكية لكان الآن سعيدا و لما تبخر أكثر من نصفها ألآن.
هي ليست دعوة لبريتون وودز و لكن المطلوب إجراءات منطقية توازنيه تناسب عصرنا.