عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2013, 04:10 PM
  #136
غسان
مشرف
 الصورة الرمزية غسان
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
افتراضي

من فصحاء العرب : زياد بن أبيه


هو المغيرة زياد، أحد ولاة بني أمية الأشداء، اختلف في نسبه ولهذا قالوا: ابن أبيه ولد في السنة الأولى الهجرية، ونشأ في كنف أمه سمية التي كانت تعمل في خدمة الحارث بن كلدة الثقفي، أشهر طبيب في ذلك الزمن.

تيسرت له في صباه ثقافة حسنة، وكان على جانب كبير من الذكاء وقوة الشخصية. لما شب عمل كاتبا لأبي موسى الأشعري، فلمع في الأعمال الإدارية والسياسية، مما جعل عمر بن الخطاب يعهد إليه بكثير من المهمات. وقد حاز زياد إعجاب الناس جميعا، فقال فيه عمرو بن العاص: " لو كان والد هذا الفتى قرشيا لساق الناس بعصاه "، ويروى أن أبا سفيان قال له: " ويحك أنا والده ". لكن الأمر وقف عند هذا الحد، وبقي زياد يعاني عقدة نقص من جرّاء نسبه، رغم أنه قد عوض عن هذا النقص كثيرا في سيرته وأعماله.
في أيام علي بن أبي طالب، ولاه الإمام أمر فارس، فضبطها ضبطا صالحا وجبى خراجها وحماها. فلما قتل الإمام علي، خاف معاوية جانبه، وأشفق من ممالأته الحسن ابن علي، فكتب إليه يهدده عله يضعف أمام التهديد. ولكن زيادا رد عليه بلهجة شديدة جدا ضعف أمامها معاوية وغير لهجته في استرضائه، مستغلا فيه مركب النقص، داعيا إياه إلى التعاون معه لقاء استلحاقه بنسب أبي سفيان، والاعتراف أمام الناس بأنه أخوه من أبيه وأن له في أبي سفيان إرثا. فتريث زيادا يفكر في الأمر ثم اقتنع، وكتب إلى معاوية يستوثق منه فأعطاه معاوية كل ما سأله، واستعان به في ضبط شؤون العراق فولاه أمر البصرة والكوفة إلى أن مات سنة 673 م.

وهو أول من فرض حظر التجول في الإسلام. كما أن زياد بن أبيه كان خطيباً مفوهاً له جمهرة خطبٍ أشهرها البتراء التي سميت بذلك لأنها لم تبدأ بذكر الله.



وهى:أما بعد: فإن الجهالة الجهلاء، والضلالة العـمياء، والغي الموفي بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور التي يشب فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير

كأنكم لم تقرؤوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته

قربتم القرابة وبعدتم الدين، كل امريء منكم يذب عن سفيهه صنع من لا يخاف عاقبة ولا يرجو معاداً، ما أنتم بالحلماء، وقد اتبعتم السفهاء

حرام علي الطعام والشراب، حتى أُسويها بالأرض هدماً وإحراقاً.... إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.

وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : "أنج سعد، فقد هلك سعيد." أو تستقيم قناتكم

وإياي ودلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه، وإياي ودعوى الجاهلية فإني لا أجد داعياً بها إلا قطعت لسانه، ولقد أحدثتم أحداثاً لم تكن، ولقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة، فمن غرَّق قوماً غرّقناه، ومن أحرق قوماً أحرقناه، ومن نقب بيتاً نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبراً دفناه فيه حياً. وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي

التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 22-03-2013 الساعة 11:15 PM
غسان غير متواجد حالياً  
5 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
لقماان (22-03-2013), Big H (23-03-2013), fawazz (23-03-2013), رندة (22-03-2013), عابر مجيب (22-03-2013)