
رد: صالون سيرياستوكس للعطلات(31 ك2 -1-2-3 شباط )-
رفع الألمان بعد الحرب شعار «العمل أو الموت»، فتحوّلت ألمانيا إلى ورشة عمل، وبعد أربع سنوات صارت دولة صناعية مرموقة، وفي كتاب «متعة الحديث» يقول إسحاق نيوتن: النجاح يحتاج إلى ثلاثة عوامل: العمل ثم العمل ثم العمل، والعمل يبدأ بالعلم، والعلم يبدأ بالقراءة، وأمة لا تقرأ لن تتعلّم ولن تعمل ولن تنال المجد.
***
إن أمة لا تعمل لا تستحق البقاء، والإسلام جاء بالعلم والعمل، وقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً فأسًا وأمره أن يحتطِب ويبيع لئلا يبقى عالة على المجتمع، وضرب عمر بن الخطاب شبابًا جلسوا في المسجد وتركوا الكسب واعتمدوا على جيرانهم وصاح في وجوههم: اخرجوا واطلبوا الرزق؛ فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في بناء مسجده وحفر الخندق مع الصحابة
وقال: «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقِنَه»، وقال: «المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف»،
وكان إدريس خيّاطًا وزكريّا نجارًا وداود حدادًا، ورعى موسى الغنم بالأجرة.
***
من أسباب تقدم الغرب اعتماده على العلوم العملية التطبيقيَّة، فأدخل المصانع والمعامل، واعتمدنا على العلوم النظرية فانشغلنا بالجغرافيا حتى حفظنا عن ظهر قلب أسماء عواصم تشاد والسنغال وأوغندا، وحفظنا نقائض جرير والفرزدق وهي لا تُطعم خبزًا ولا ترفع مجدًا، وأسرفنا في الفنون والرياضة على حساب الإبداع والاختراع والصناعة وكأن الإنتاج خدعة شيطانيّة ولعبة إبليسيّة، فمنتخب الكاميرون الرياضي أقوى من منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، بينما عجزت الكاميرون عن إطعام رعاياها الخبز.
الشيخ عائض القرني