عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: سورية ـ دمشق
المشاركات: 9,022
شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس للعطلات(31 ك2 -1-2-3 شباط )-
قوله : " تعرَّف إلى الله في الرَّخاء ، يعرفك في الشدة " يعني أن العبدَ إذا اتقى الله ، وحفظ حدوده ، وراعى حقوقه في حال رخائه ، فقد تعرَّف بذلك إلى الله ، وصار بينه وبين ربه معرفةٌ خاصة ، فعرفه ربٌه في الشدّة ، ورعى له تَعَرُّفَهُ إليه في الرَّخاء ، فنجَّاه من الشدائد بهذه المعرفة ، وهذه معرفة خاصة تقتضي قربَ العبدِ من ربِّه ، ومحبته له ، وإجابته لدعائه .
فمعرفة العبد لربه نوعان :
أحدُهما المعرفة ...العامة ، وهي معرفةُ الإقرار به والتَّصديق والإيمان ، وهذه عامةٌ للمؤمنين
والثاني : معرفة خاصة تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية،والانقطاع إليه ، والأنس به ، والطمأنينة بذكره ، والحياء منه ، والهيبة له ، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون ، كما قال بعضهم : مساكين أهلُ الدُّنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها ، قيل له : وما هو ؟ قال : معرفةُ الله عزَّ وجلَّ.
وقال أحمدُ بنُ عاصم الأنطاكيُّ : أحبُّ أن لا أموت حتى أعرف مولاي ، وليس معرفتُه الإقرار به ، ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييتُ منه .