عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 1,929
شكراً: 7,812
تم شكره 4,916 مرة في 1,360 مشاركة

أطفالنا والأزمة
مختصر خطبة الجمعة 14/12/2012 للشيخ الطبيب محمَّد خير الشَّعَّال, في جامع أنس بن مالك، دمشق – المالكي
(أطفالنا والأزمة)
قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].
دعَتنا الأزمة التي نعيش إلى أن يبذل كلٌّ منَّا جهدَه في اختصاصه لمساعدة الخلق ومعونتهم، وهناك اليوم أبحاث عديدة وأعمال فاضلة تتحدَّث وتعمَل في تخفيف الأزمة عن الأطفال، ومن جملة الأبحاث: (الآثار النفسية للأزمة على الأطفال)، والتي تفيدنا في التنبُّه لأطفالنا، ولنساعدهم ما أمكن في الثبات والصُّمود، ولنجنِّبهم الآفات والأضرار، وهل الأطفال إلا مُهَج الأباء والأمهات؟!
إن أشدَّ الناس تأثراً بانعكاسات الأزمات هم الأطفال، ويُرجِع علماء التربية وعلمِ النفس ذلك لعدم اكتمال نضجهم نفسياً واجتماعياً، ولعدم استطاعتهم التعبير عن غضبهم وخوفهم وقَلَقهم بالألفاظ مثل الكبار، ولكنَّهم يعبّرون بلغة أخرى هي لغة الحركة وعدم الاستقرار، وتلك رسالة منهم للعالم الخارجي تؤكِّد قلقَهم وخوفَهم من الخطر الذي يحيطُ بهم وبمن حولهم.
وإذا كانت ظروف الكوارث فوق طاقة الكبار فهيَ بشكل مضاعف فوق طاقة تحمُّل الصغار، ولذلك يُنصَح ذوو الأطفال بزيادة اهتمامهم ورعايتهم ومجالستهم للأطفال في الأزمات.
يقول المتخصِّصون: إنَّ للأزمات انعكاسات سلبية على الأطفال: نفسية ومعرفية وسلوكية وغير ذلك.
أما الانعكاسات النفسية فأهمها: القلق النفسي، واضطرابات النوم، والاكتئاب..، وأما المعرفية فأهمها: ضَعف التَّحصيل الدراسي، وقلَّة الانتباه..، وأما السلوكية فأهمها: العدوانية.
ويستطيع الأهل التخفيف من حِدَّة هذه الانعكاسات من خلال المعرفة بها وحسن التعامل مع الطفل عند حدوثها.
ويوصي المرشدون النفسيُّون الأهل في تعاملهم مع أطفالهم في الأزمات بعدة وصايا، منها:
1- تجنَّب الحديثَ الطويلَ الدائم أمام الأطفال عن الأزمة.
2- استعمل طرق التفريغ النفسي للصَّدمة كالرَّسم واللَّعب والإنشاد والحوار المناسب لشخصية الطفل ومستواه العقلي والانفعالي
3- اشترك مع أهل بيتك وأبنائك في الصلاة والدُّعاء وحضور مجالس العلم والذِّكر، وفي العمل التطوُّعي الذي تخدم به المتضرِّرين.
4- علِّم الطفل المحافظة على الممتلكات العامة والشعور بالمسؤولية نحوها، مثل: المحافظة على المدرسة والمسجد والأشجار.
5- كُن قريباً من الطِّفل في ظلِّ أحداثِ الكارثة وما بعدَها ولا تتركه بمفرده.
6- علِّم الطفل بعض الإرشادات التي قد يحتاجها في ظلّ حدوث أي أزمة من خلال الوسائل التربوية المناسبة كالقصة والحكاية.
7- أمّن المكان الذي يقيم فيه الطِّفل، خاصَّة بالليل بأن تضيء نوراً خافتاً يساعده على رؤية مَن حوله، ويُشعِره بالأمان.
8- لا تُلقِ تعليمات الخَوف على الأطفال؛ فهي تزيد من قَلَقِهم وخوفهم، مما يؤدي إلى انعكاسها على شخصياتهم بالسلب.
9- حاول ضبط النفس من تصرُّفات الأطفال في ظروف الكوارث، فكثرة الحركة وعدم الاستقرار من أكثر الأعراض التي تتَّضح عليهم نتيجة الخوف والقلق، فلا تردّ على تلك الظاهرة بالغضب أو العنف، واستخدم أسلوباً هادئاً لمعالجة تلك الظاهرة.
10- شجِّعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلقِ البدائل لها إن لم يتمكنوا من ممارستها.
وأخيراً: إن العلاج الفعَّال للخروج بالطفل من الأزمة هو إعطاؤه الحبّ بسخاء، وإشعاره بأنه موضع التقدير والقبول، وإتاحة الفرصة له حتى يكون آمناً وسعيداً. وفي استشارة المتخصِّصين النفسيِّين فائدة كبيرة لمن أعيَتْه الحِيَل.
والحمد لله رب العالمين
من المراجع: ("دليل الأطفال في ظل الظروف الصعبة"، فضل أبو هين، "إرشادات علمية للتعامل مع الحروب"، عبد العزيز ثابت، "دليل المساعدة في التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة"، جمعية الثقافة والفكر الحرّ غزة، "الطفل في ضوء القرآن والسنة"، أحمد خليل جمعة، "منهج التربية النبوية للطفل"، محمد نور سويد).
ويمكن سماع الخطبة كاملة للفائدة عن طريق تنزيلها من هذا الرابط
http://dr-shaal.com/download/4054.mp3
التعديل الأخير تم بواسطة best time ; 16-12-2012 الساعة 09:54 PM