عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2012, 02:11 AM
  #40
غسان
مشرف
 الصورة الرمزية غسان
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
افتراضي رد: صالون سيريا ستوكس للعطلات لأيام (6-7-8-9)-12-2012

من عجائبنا القديمة

طلب الخليفة من ولاة جميع الامصار القبض على خارج عن القانون هارب ضارب في فيافي الارض. وكان جرمه فظيعا لدرجة الطلب الشديد بالقبض عليه حيا او ميتا
فقد كان من الخطورة بحيث اُهدر دمه وطُلب رأسه بمكافأة عظيمة تبلغ عشرة ملايين دينار مذهب
تفرق الجند والعسكر في الولايات بحثا عن الطريدة الدسمة والتي اتقنت الاختباء لفترة طويلة
ولكن الى متى ؟؟
اُلقي القبض عليه بعد جهد جهيد وتعب مديد وسقم عتيد واُدخل الاسير على الامير مكبلا بالحديد
انتشى صاحب السلطان وصاح باعلى صوته ياسياف : سن نصل سيفك فاليوم يوم الملحمة والقصاص القصاص ممن خان وعادانا ولكن قبل ان تقطع رقبته وتذهب للجحيم روحه
له منا طلب اخير فتكلم يا أسير قبل ان تلقى مصيرك واليه تسير
تقدم مقطوع الرأس والرجاء قائلا : يا امير نحن امة بالكرم عُرفنا واشتهرنا وبالعفو ضُرب المثل بخلقنا حتى وصلت اخبارنا الى اقوام الهنود الحمر في اقصى الارض
اطرق الامير واجما فقد اُسقط في يده امام مستشاريه وحاشيته وهنا استغل الاسير الموقف وانشد اميره وعدوه اللدود فقا :

انت كالنمر بقوته ....... تغلب من عاداك وتأسرِ

وتعفو ان قدرت. ....... على صعلوك انجبته امي

هو انا لاغيري ...... نادما على ما بدر من حماقتي

اضحك الله سنك ......... وكسر الله. من امثالي

هنا لم يملك الامير الا ان يضحك ويقول : قد عفونا عنك يا أخا العرب اذهب فانت حُرا طليقا

طبعا القصة يوجد ما يشبهها في تاريخنا وربما زاد الاسير في طلباته فانشده ومدحه بابيات

طويلة مما اضطر الامير الى ان يأمر له بمليون دينار مذهب ولكن الطمع ليس له حدود فقد ارتجل

اسيرنا المليونير ابيات أُخر في مدح صاحب السلطان وهنا كانت المكأفاة توزير الاسير في بلاط

الامير ولم يبق الا ان يتنازل عن تاجه ومملكته ببضعة ابيات من نفاق الكلام

"" يبقى المرء يتعلم ويتعلم حتى اذا ظن انه علم فقد جهل """"

التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 06-12-2012 الساعة 02:15 AM
غسان غير متواجد حالياً  
7 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
abu mhd (06-12-2012), مجد (06-12-2012), arnouri (06-12-2012), لقماان (06-12-2012), رندة (06-12-2012), Om adnan (06-12-2012), عابر مجيب (06-12-2012)