عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2012, 10:18 PM
  #3
Romeo
عضو متابع
 الصورة الرمزية Romeo
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 484
شكراً: 137
تم شكره 480 مرة في 251 مشاركة
افتراضي رد: دراسة مهمة جداً وشيقة وهي الدولار وقصة ثلاثة عقود من السياسة

الجزء الثاني: فترة الرئيس جورج بوش الأب: نموذج واضح على ضعف الخبرة في إدارة الاقتصاد وسط احتدام الصراعات الحزبية على السياسات الاقتصادية


الرئيس جورج واكر بوش
جورج هربرت واكر بوش هو الرئيس الواحد والأربعون في الفترة من 1989 إلى 1993 عمل قبل ذلك كمدير لوكالة المخابرات المركزية وكنائب للرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وكان قد بدأ حياته السياسية في مجلس الشيوخ عام 1966.
وفي خلال رئاسته وقعت أحداث عالمية كبرى، فقد انهار المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفيتي إلى دول صغيرة، كما ناصر بوش الأب الحركات الانفصالية داخل الاتحاد السوفيتي، ومن أكثر إنجازات بوش أنه استطاع أن يحافظ على الترسانة النووية السوفيتية من أن تصل إلى أيد عابثة، ويعتبر الرئيس بوش (الأب) صاحب عبارة " النظام العالمي الجديد "
ولد جورج بوش في 12 يونيو 1924 لبرسكوت بوش ودورثي والكر، ونال بوش تعليمه الأولي في مدرسة جرينويتش وعندما أكمل عامه الثالث عشر انضم إلى أكاديمية فيليبس وهي مدرسة إعدادية للبنين في أندوفر لا تقبل أن يلتحق بها إلا المتوفقين من أبناء الطبقة الأرستقراطية، كما انتخب ثاني شخصية لها تأثير في المدرسة وثالث أحسن رياضي وثالث طالب أكثر وسامة.
في المرحلة الجامعية التحق بوش الأب بجامعة ييل المرموقة لكن الحرب العالمية الثانية قطعت دراسته إذ قرر الانضمام للقوات المسلحة الأمريكية وبعد الحرب عاد ثانية إلى الجامعة، وكان في ذلك الوقت متزوجا فحضر برنامجا مكثفا لمدة عامين ونصف وتخصص في مجالي الاقتصاد والاجتماع.
وبعد تخرجه من جامعة ييل عام 1948 رفض بوش أن يعمل مع والده وفضل أن يبدأ حياته معتمدا على نفسه، وفكر في أن يتجه للعمل في مجال الزراعة إلا أنه لم يتوفر له راس المال الكافي لبدء مشروعه، كذلك لم يرد أن يحصل على المال من عائلته، وفي النهاية وافق على عرض من صديق العائلة نيل مالون بأن يدخل مجال صناعة البترول، مع الشركة الدولي لأجهزة ومعدات آبار البتول إيديكو في غرب تكساس.
وفي عام 1950 أسس بوش شركة أطلق عليها (Bush-Overbey Oil Development Company) برأس مال ثلاثمائة وخمسين ألف دولار، وكان شريكه (John Overbey) مسئولا عن اختبار وتحليل خصائص البترول في حين كان بوش مسئولا عن إتمام الاتفاقيات مع العملاء، وبعد قليل دمجت شركته مع شركة أخرى تسمى (Zapata) وصار رئيسا لمجلس إدارة الشركة الجديدة.
وحتى فبراير عام 1966 كان بوش الأب قد أصبح عضوا فعالا في أنشطة الحزب الجمهوري إذ قام بحملة انتخابية في (Midland) لصالح دويت إيزنهاور بين عامي 1952 – 1956 ثم أصبح رئيسا للحزب الجمهوري في مقاطعة (Harris) في الفترة من 1963 حتى 1964.
وفي عام 1966 رشح الحزب الجمهوري بوش ليمثله في مجلس النواب عن دائرته الانتخابية بولاية تكساس فقاد حملة انتخابية ناجحة اتسمت بالشباب والحيوية شعارها (انتخب جورج بوش وراقب ما سفعله) وخلا الموسمين اللذين قضاهما في المجلس ساند حرب فيتنام وأيد تخفيض سن الإدلاء الحق في الانتخابات إلى سن الثامنة عشرة، ورأس مجموعة من الحزب الجمهوري بهدف المحافظة على البيئة، كما حوال التأثير على الرئيس نيكسون لتخفيض الضرائب على العاملين المستقلين في مجال البترول، وقام بالتصويت لصالح قانون الحقوق المدنية عام 1968 ومنع التفرقة العنصرية في بيع وتأجير المنازل.
في عام 1971 أراد الرئيسي نيكسون أن يعين جورش بوش رئيسا لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (NASA) ولكن بوش طلب أن يعين ممثلا للولايات المتحدة الأمريكية لدى هيئة الأمما لمتحدة بدرجة سفير فوافق نيكسون على طلبه، وفي عام 1976 قام الرئيس فورد بتعيين بورش رئيسا لوكالة المخابرات المركزية (CIA)، وفي الثالث عشر من يوليه عام 1985 عينه الرئيس رونالد ريجان قائما بأعمال الرئيس لمدة ثماني ساعات كانت تجرى خلالها عملية جراحية لريغان لإزالة ورم سرطاني في الأمعاء وقد قضى بوش معظم هذا الوقت في لعب التنس والنوم في مقر نائب الرئيس.
الوظائف التي شغلها جورج واكر بوش قبل توليه الرئاسة
  • رجل أعمال في مجال البترول (1948- 1966).
  • ممثل الحزب الجمهوري (1967 – 1971).
  • سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة (1971 – 1973).
  • رئيسا للجنة الوطنية للحزب الجمهوري (1973- 1974).
  • رئيسا لبعثة الولايات المتحدة في الصين من بين (1974 – 1975).
  • مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية (1976 – 1977).
  • نائب للرئيس رونالد ريجان (1981 – 1988).
أهم الأحداث الاقتصادية في عهد بوش الأب
على الرغم من تزامن ولاية الرئيس جورج بوش الأب مع تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي، وانفراد الولايات المتحدة بالأحادية القطبية لتصبح قائد العالم الأوحد، إلا أن هذا لم يظهر له أثر خلال ولايته، كما أن ميراث بوش من سابقه رونالد ريغان الذي كان بوش نائبا له على مدار فترتي ولايته كان ثقيلا، حيث تضاعف الدين العام ثلاث مرات مما كان عليه خلال 1982.
وقد أعلن بوش خلال الحملة الانتخابية أنه سوف يحارب العجز، باعتقاد منه أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقود العالم بدون فعل شيء، وفي البداية بدأ في إقناع أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ ليشاركوا في وضع الميزانية مع الحزب الجمهوري معتقدا أن ذلك أفضل وسيلة لخفض الإنفاق الحكومي، في الوقت الذي كان يقتنع فيه الديمقراطيين أن أحسن الوسائل لخفض العجز هو رفع الضرائب، ليجد بوش نفسه في مأزق لتوفيق الأراء بين كلا الحزبين.
وبعد فترة من الصراع اضطر بوش للموافقة على رأي الحزب الديمقراطي لزيادة عائدات الضرائب، وكنتيجة لهذا التصرف اعتبر الجمهوريون أن الرئيس بوش قد خان الوعد الذي قطعه على نفسه بأنه لا ضرائب جديدة، في الوقت الذي وعد فيه بوش بأنه سوف يعمل على خفض العجز بقيمة 500 مليار دولار في خمسة سنوات، ولكن في النهاية وافق بوش على مقترحات الديمقراطيين برفع نسبة الضرائب وزيادة الإنفاق، وهو ما أدى إلى نفور أعضاء الحزب الجمهوري منه في الوقت الذي انخفضت فيه شعبيته بشكل حاد بسبب هذه الإجراءات، وهو ما دعى بوش في النهاية إلى التصريح بندمه قائلا وددت أنني لم أوقع على مشروع القانون.
وقد شهد الناتج المحلي الإجمالي في عهد بوش الأب تحسنا في الوقت الذي كانت تتسارع فيه معدلات التضخم، خصوصا في الفترة من 1993 ليصل التضخم في نهاية فترة ولايته إلى 4.3%، في الوقت الذي شهد فيه الناتج المحلي الإجمالي السنوي انكماشا خلال 1992.
أما بالنسبة للتضخم فقد سجل أعلى مستوى له خلال 1991 عند 6.2% تقريبا، وفي عام 1990 ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير على هامش حرب الخليج بين الكويت والعراق، ليدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود متوسط لمدة ستة أشهر بعد أن سجل معدلات نمو بلغت 1.4% مقارنة بالقمة السابقة، وفي الحقيقة إن الركود الذي شهده الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى تداعيات حرب الخليج التي أثرت على أسعار النفط تسببت في زيادة العجز في الميزانية التي شهدت ارتفاعات متواترة، حيث بلغت عام 1990 حوالي 221 مليار دولار، وفي عام 1991 وصل العجز إلى 269.2 مليار دولار، أما في عام 1992 فقد وصل إلى 290.4 مليار دولار.
لقد دفع الارتفاعات في العجز إلى زيادة الضرائب عام 1990، لتأخذ شكلها الفعلي في عام 1991، ولكنها أدت إلى تباطؤ النمو، في الوقت الذي أدت إلى تراجع نسبة العجز في الدين، ومع هذه الخطة الغير مسئولة والتي تسببت في الركود، شهدت معدلات البطالة أعلى مستوى لها في 1991، وقد قام بوش بالتوقيع على مشروع قانون يتم من خلاله تقديم منافع إضافية للعمال العاطلين عن العمل، ولكنه لم يجدي نفعا في ظل الارتفاع المتواصل الذي شهدته معدلات البطالة.
خرج الاقتصاد الأمريكي من الركود في مارس 1991، حيث استطاع الناتج المحلي الإجمالي أن يسجل نموا بنسبة 3.4% خلال 1992، كما شهدت معدلات التضخم اعتدالا عند مستويات 3%، وبالنسبة لمعدلات البطالة التي كان بنسبة 5.3% عام 1989 فقد ارتفعت إلى 7.5% عام 1992.
ومع حلول العام الثاني لبوش في البيض الأبيض نصحه خبراء الاقتصاد بالابتعاد عن الاقتصاد الأمريكي، بعدما تيقنوا أنه فعل كل شيء ضروري لتأمين إعادة انتخابه مرة ثانية، وفي خلال 1992 شهدت معدلات الفائدة والتضخم أدنى مستوياتها، ولكن في منتصف العام وصلت معدلات التضخم إلى أعلى مستوى لها منذ 1984 مسجلة 7.8%، وفي سبتمبر 1992 أعلن مكتب إحصاء العمل أن 14.2% من الأمريكيين تحت خط الفقر.
وبالنسبة للتضخم فقد انخفضت نسبته بمعدل 3% سنويا خلال فترة ولايته كما انخفضت معدلات الفائدة إلى أقل معدلاتها خلال عقدين، زاد كذلك حجم الصادرات ليغطي العجز الموجود بالتجارة إلا أنه وبجميع المقاييس الأخرى ساءت حالة الاقتصاد في البلاد وارتفعت نسبة البطالة وفشلت عدد من المشاريع التجارية، وتضاعف عجز الميزانية السنوية حتى وصل إلى ثلاثمائة وخمسين مليار دولار، ولتغطية عجز الميزانية، اضطر بوش لفرض سلسلة من الضرائب، منها ما يستهدف الطبقة المتوسطة، مثل زيادة كبيرة في الضرائب على السجائر والبيرة إضافة ضرائب أخرى تستهدف الطبقة الثرية مثل زيادة الضرائب على الفراء والمجوهرات والسيارات والطائرات الخاصة.
كما شهدت فترة ولاية بوش بداية للتحرر المالي حيث شهدت البنوك الأمريكية تعثرا بسبب التوسع في عمليات الاقراض العقاري، وهو ما دفع بوش الأب إلى ضخ المليارات لإنقاذ هذه البنوك وإعادة الثقة بالجهاز المصرفي على حد زعمه، ولكنه تم اتهامه بفعل ذلك لإنقاذ بعض البنوك المملوكة لبعض أصدقائه، ولكن امتدت المشكلة لتحرق أصول الشركات العقارية وأسهم شركات وول ستريت وأيضا البنوك وكل ما كان يسمي بالرخاء في عهد بوش أصبح سرابا يخفي تحته حقائق مأساوية عن الكيان الاقتصادي.
صاحب فكرة اتفاقية التجارة الحرة نافتا:
خلال فترة ولاية جورج بوش الأب قام هو وفريقه الرئاسي بعمل مفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة مع دول أمريكا الشمالية (نافتا) المكسيك وكندا، وقد قاد بوش المفاوضات والتي من شأنها أن تقضي على معظم التعريفات الجمركية على المنتجات المتداولة بين الولايات المتحد وكندا والمكسيك لتشجيع التجارة بين دول المعاهدة، بالإضافة إلى تقييم براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية والخطوط العريضة لإزالة القيود الاستثمارية بين الدول الثلاث.
وقد جاءت هذه الاتفاقية بعد فحص دقيق من قبل الديمقراطيين الذين اعتبروا أن هذه الاتفاقية سوف تتسبب في فقدان عدد كبير من الأمريكين وظائفهم، في الوقت الذي لم يتم تشريع قوانين تحمي حقوق العمال، ولكن بالنسبة للرئيس بوش وإدارته فقد اعتبروا أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تزيد من الموارد الاقتصادية اللازمة لتمكين حكومة المكسيك للتغلب على مشاكل التمويل وإنفاذ قوانين العمل.
وكان الرئيس بوش في حاجة إلى تجديد عملية التفاوض مع أعضاء الكونجرس للمضي قدما في تنفيذ اتفاقية نافتا، وهذه اسللطة تمكن الرئيس من التفاوض على اتفاق التجارة الحرة إن قام الكونجرس بالتصويت، وبالتالي تجنب الوضع الذي ستكون هناك حاجة إليه لإعادة التفاوض مع الدول الشريكة في الاتفاقية.
ولكن الاتفاقية لم تأخذ شكلها الفعلي إلا في عهد الرئيس كلينتون، أما الرئيس بوش فقد تم في عهده التوقيع على الاتفاقية وبدء المفاوضات التي كانت تشهد بطأ ولكنها كانت تسير بمعدلات ثابتة.
أهم الأحداث السياسية:
شهد عهد بوش انتهاء الحرب الباردة بفوز المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفي هذا الصدد كللت جهود جورج بوش جهود من سبقوه من الرؤساء الأمريكين الذي سعوا سعيا دؤوبا لإنهاء هذه الحرب لصالحهم دون الحاجة لإراقة الدماء.
وقد وقع جورج بوش مع الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف معاهدة تقضي بإنهاء حالة العداء بين البلدين، والتي اعتبرت نهاية للحرب الباردة وأسهمت في التقليل من أسلحة الدمار الشامل، ويعتبر الرئيس بوش (الأب) صاحب عبارة "النظام العالمي الجديد".
وفي اجتماع قمة عقد في واشنطن في 1990 وافق بوش وغورباتشوف على برنامج يتم بمقتضاه تخفيض الأسلحة الاستراتيجية والتعاون في أبحاث الطاقة الذرية وفي مؤتمر تاريخي في باريس في نوفمبر 1990 اجتمع بوش وجورباتشوف إضافة إلى عشرين قائدا من قادة دول حلف شمال الأطسي ليوقعوا على ميثاق عدم الاعتداء المتبادل وكذلك إعلان انتهاء الحرب الباردة كذا وافق الاتحاد السوفيتي على تخفيض ترسانة أسلحته حتى لا يكون له اليد العليا في أوروبا.
وفي عهد بوش أزاحت دول كثيرة الأنظمة الشيوعية عن سدة الحكم مثل بولندا ورومانيا كما ساند بوش الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق وساعد على الاعتراف باستقلالها وحكوماتها الشرعية الجديدة، في المحافل الدولية كما قدم إليها القروض لمساعدتها على بدء بناء نظام اقتصادي حر.
غزو بنما
عندما تولى بوش الرئاسة كان هناك صدام بين الولايات المتحدة وبنما ولكن بوش رفض فكرة الحرب حتى أنه لم يتدخل عندما حدث انقلاب للإطاحة بالرئيس نوريجا إلا أن قتلت القوات البنمية ضابطا أمريكيا وعذبت ءاخر الأمر الذي جعله يتراجع عن رأيه السابق.
وفي العشرين من ديسمبر 1989 غزت قوات الولايات المتحدة بنما للقبض على رئيسها الجنرال مانويل نوريجا الذي كان قد صدرت ضده أحكام بالحبس من قبل القضاء الأمريكي، نظرا لتورطه في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة عبر ولاية فلوريدا، وانتهت المهمة في الثالث من يناير 1990.
إلا أن هذا الغزو لاقى انتقادات واسعة في معظم عواصم العالم فضلا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي وصفته بأنه انتهاك للقانون الدولي.
حرب الخليج:
على صعيد الشرق الأوسط، فقد قاد الرئيس بوش (الأب) كرئيس للولايات المتحدة تحالفا من ثلاثين دولة في حرب ضد العراق، فيما سمي بـ "عاصفة الصحراء"، وبدعوى تحرير الكويت. وفي أعقاب ذلك، دعا الرئيس الأمريكي إلى عقد مؤتمر دولي لبحث الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تمثل في عقد مؤتمر مدريد في عام 1991، برعاية كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي (وروسيا فيما بعد)، وبحضور وفود ممثلة لجميع أطراف الصراع العربي–الإسرائيلي، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو ما مثل أول لقاء في التاريخ يضم أطراف الصراع إلى طاولة واحدة.
وعند انسحاب القوات العراقية من الكويت أمر بوش بوقف إطلاق النار في الثالث من أبريل عام 1991 إلا أن الضربات الجوية استؤنفت بسبب انتهاك العراق المستمر لنصوص وقف إطلاق النار، وقد نتج عن هذه الحرب وفاة مائة وثمانية وأربعين جنديا أمريكيا وإصابة أربعمائة وسبعة وستين من حوالي خمسمائة وواحد وأربعين ألف جندي أمريكي شاركوا في العمليات كما تحطمت ستة وسبعين طائرة أمريكية.
ولعل فترة رئاسته وتحديدا أثناء حرب تحرير الكويت هي إحدى أفضل المراحل في تاريخ العلاقات السورية الأميركية على الإطلاق.
وقبل انتهاء ولايته أصدر الرئيس بوش أمرا للقوات الأميركية بإحتلال الصومال، غير أن القوات الأميركية خسرت 18 جنديا، الأمر الذي أثر على شعبية بوش التي كانت قد تعرضت للهبوط بسبب المعاناة الاقتصادية التي تسببت فيها سياساته الاقتصادية.
الملخص:
لقد استلم الرئيس بوش الأب الاقتصاد الأمريكي وهو مكبل بأعلى مديونية في تاريخه خلفا للرئيس رونالد يجان، وعلى الرغم من تزامن ولاية بوش مع انتهاء الحرب الباردة وتسلم الولايات المتحدة قيادة العالم وانخفضت الميزانية العسكرية على إثر ذلك، إلا أنه لم ينجح في اتخاذ هذا في دعم الاقتصاد الأمريكي بالشكل الكافي.
وقد شهدت فترة ولايته صراعا كبيرا بين الحزب الجمهوري والديمقراطي على السياسة الاقتصادية خصوصا قضية الضرائب، وبشكل عام انخفضت نسبة التضخم في فترة ولاية بوش بمعدل 3% سنويا، كما انخفضت معدلات الفائدة، أما عن معدلات البطالة فقد شهدت أعلى معدلاتها، كما سعى بوش الأب إلى عقد اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك إلا أنها لم تأخذ شكلها الفعلي إلا في عهد الرئيس بيل كلينتون.
الأحصاءات الرسمية في فترة الرئيس جورج بوش الأب
هذا الرسم البياني يوضح معدلات النمو والانكماش في الناتج المحلي الإجمالي على أساس سنوي، حيث نشاهد أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في بدية بداية عام 1990 أنه قد سجل 4.1%، ولكن بعد ذلك بدأ يشهد تراجعا تدريجيا إلى أن سجل انكماشا بنسبة 1% في بداية عام 1992 مع دخول الاقتصاد الأمريكي في انكماش متوسط القوة ومتوسط المدى أيضا، ليعاود الارتفاع مرة أخرى ليعود إلى نفس المستويات التي كان عليها في 1990 مع انتهاء فترة ولاية بوش الأب عند 4.3% تحديدا.
أما بالنسبة لمعدلات التضخم فقد سجلت معدلات طبيعية مع انتهاء فترة الرئاسة عند مستويات 3% باستثناء حدوث تضخم في عام 1991 والذي تجاوز حاجز 6%.
ننتقل إلى معدلات البطالة خلال فترة بوش الأب والتي كانت من أسوأ الأشياء خلال ولايته، حيث أنه على الرغم من انخفاض التضخم واستقرار معدلات الفائدة إلا أن معدلات البطالة قد سجلت أعلى مستوياتها حيث اقتربت من حاجز 8%.
الحساب الجاري سجل أيضا عجزا كبيرا خلال فترة بوش الأب حيث بلغ العجز في بداية فترة توليه حوالي 28.49 مليار دولار، وبدأ هذا العجز في التناقص تدريجيا إلى أن سجل في بداية عام 1992 بقيمة 9.96 مليار دولار، ولكن بعد ذلك إلى تسجيل عجز مرة أخرى بشكل متتالي ليصل في نهاية فترة الرئسة حوالي 18.79 مليار دولار.
رسم بياني شهري يوضح أداء مؤشر الدولار خلال فترة جورج بوش الأب
__________________
معاً نبني نهضة بلادنا

التعديل الأخير تم بواسطة Romeo ; 10-11-2012 الساعة 10:25 PM
Romeo غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ Romeo على المشاركة المفيدة:
باسل غ (10-11-2012), economic opinion (13-11-2012)