عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 1,929
شكراً: 7,812
تم شكره 4,916 مرة في 1,360 مشاركة
رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس 16 والجمعة 17-8-2012
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان
دارت الذكريات في مخيلة ابو هاشم وهو يغادر مدينته التي عاش فيها اربعين عاما وصارت جزءا منه ..........
لم يكن يتصور ولا في الاحلام ان تهدم حارته وان يخرج من بيته دون ان يستطيع ان يأخذ حتى ملابسه واوراقه وصور عاش عمرا يجمع فيها
يالله........يالله........رحمتك يالله........
الموت اهون علي من اترك بيتي.......
تمتم بذلك بينما دموعه كانت تغسل خديه بغزارة تنبئ عن حجم البركان الذي يغلي في قلبه
والنار التي تجري في عروقه...
ولكن ماباليد حيله فقد اقسم ان يكون آخر من يخرج من الحارة ...وقد أبر بقسمه فعلا
فلم يعد في تلك الحارة الا الاموات وحفنة ذكريات.......
سأله العسكري عند الحاجز : " لوين ابو الشباب ؟؟"
رد أبوهاشم بغيظ : عالهيلتون !! "لوين بدي روح يعني؟؟ رايح دور على ارنة انقبر فيها. !!!!
لطالما هزأ ابو هاشم بالموت وخاض في حياته اهوالا صنعت من قلبه قطعة من صخر ..
..
لكن عندما تتعلق المسألة ببيته فقد تختلف المعطيات....
لقد شعر باحساس لم يعهده من قبل وهو يغادر .. احس انه يخرج عاريا في الشارع ..ياللفضيحة..
قضية ترك بيته هكذا لم تخطر على باله حتى وهو يشاهد على مدى شهور كيف تحزم الناس
عفشها في شاحنات ......في كل صباح يهجم على هذا البلد المسكون بعشق مريديه .....
لم يمكن له ليصدق انه في خلال ثوان يتحول بيته لركام .....
خرج ليتفقد جاره في اول الحاره بعد سماع دوي انفجار اقوى من المعتاد ليتبين ان البناء الذي
يبعد مئتي متر عن بناءه قد تهدم كليا....ليعود مسرعا بعد ان هد انفجار آخر .....شقى عمره
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
..............................
اعاد العسكري الهوية لابو هاشم قائلا: الله معك ....
الله معي ...الله معي......نعم الحمد لله على اية حال ولن نهرب من قدر الله الا الى قدر الله ايضا
كل ماجمعته من نقود في سنين طويلة ذهب بكبسة زر وانفجار....
حتما هناك حكمة في كل مايجري ......
اذاً لم تحقق لي النقود التي تعبت في جمعها ماكنت اخطط له في ان تسترني في بيت حتى
يأخذ الله أمانته......
يالهشاشة حلمي!!! أخذ يحدث نفسه.........
ترى لو كان البناء اشيد على اساسات صحيحة وبايد صادقة مخلصة ؟
هل كان له ان ينهار بهذه السهولة ؟؟
ايضا سكوت الناس عن مخالفة العمال لشروط البناء وتجاهلهم الامر وكأن سكان اندروميدا من
سيسكن البناء وليس اطفالهم .....
هذا الاستهتار من الجميع هو السبب في سرعة انهيار المبنى دون ان يستطيع ابو هاشم ان يلم
ذكرياته قبل ان تدفن في الركام......
اشعل ابو هاشم سيجارته فيما سرح بفكره الى ماقبل سنة ونصف من الان........
|
لا تحرمنا من هي القصص الحلوة أبو يزن