tarek

سلسلة من التطورات تعيشها عاصمة الشمال، تطورات متسارعة لا تكاد تسمح للمتتبع بالتقاط أنفاسه، فبعد سيطرة الجيش الحر على أحياء عديدة تركزت بمعظمها في الأحياء الشعبية والشرقية منها باتت عملية الجيش السوري متوقعة في أية لحظة على تلك المناطق والتي بدأت عملياً بالطيران منذ ثلاثة أيام.

أرقام الشهداء والضحايا تتفاوت ولا مصدر مستقل يمكن أن يؤكد أو ينفي ما يتوارد عنها، غير أنه يمكن القول بأنها غزيرة وماتزال الجثث تشاهد في مناطق عدة من المدينة، كان آخرها العثور على عدد من الجثث مرمية على أتوستراد الحمدانية - الراموسة اليوم الخميس.

مظاهرات حلب تستمر في ظل الوضع الأمني المتردي التي تعيشه المدينة فحيث سيطر الجيش الحر في أحياء "سيف الدولة، الميسر، السكري، الشعار، طريق الباب" خرجت اليوم مظاهرات بعد صلاة التراويح في كل من تلك الأحياء المذكورة.

وفيما تستمر الاشتباكات في الأماكن الساخنة، علم عكس السير أن وحدة من الجيش السوري وصلت إلى محيط حي "السكري" الذي أعلنه الجيش الحر "منطقة محررة" ودارت اشتباكات عنيفة في محيط الحي وعند "جسر الحج" بشكل خاص حيث تم استهداف مبنى "الحريتاني" التي أصحبت شبه ثكنة للجيش السوري، أودت بحياة عناصر من الطرفين وعشرات الجرحى.

إلى ذلك أعلنت صفحات معارضة على "فيس بوك" أن الاشتباكات في دوار "جسر الحج" انتهت "بتحرير تلك المنطقة وسيطرة الجيش الحر عليها" بحسب تلك الصفحات، ولاحقاً تم قطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن حي "السكري".

وفي أحياء "الشعار، الميسّر، طريق الباب" المتاخمة والمتداخلة مع بعضها ما يزال مسلحو الجيش الحر يسيطرون على دوار قاضي عسكر ودوار باب الحديد وما بينهما، وفي الطرف المقابل تشاهد منذ ثلاثة أيام طائرات الجيش السوري تحلق في الأجواء وتطلق الرصاص من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة.

وبينت مقاطع فيديو نشرت على "يوتيوب" محاولات من مسلحي الجيش الحر في إطلاق النار عليها من رشاشات "بي كي سي" الأمر الذي وصفه خبراء عسكريون أنه غير مجدٍ نظراً لارتفاع الطائرة بقدر يمنع تلك الأسلحة من الوصول إليها.

وإلى صلاح الدين التي تحتضن أعنف المواجهات وأكثر عدد من الشهداء، حيث سقطت قذائف يوم أمس الأربعاء واليوم الخميس على عدد من المباني أودت بحياة العشرات من المدنيين، كما شوهدت عند حديقة صلاح الدين جثة لرجل قيل إنها لـ "شبيح" مجهول الهوية، كما يلاحظ انتشار مسلحي الجيش الحر في معظم تلك المنطقة وتتركز عند الدوار وشارع بلال وأوتوستراد الملعب.

ولا تخلو المناطق الأخرى "غير الساختة" من حوادث الاختطاف والاستهداف لحواجز القوات الأمنية الحكومية، فقد شهدت ساحة سعد الله الجابري استهدافاً لحاجز أمني قريب من مبنى حزب البعث، واستهدفت عدة حواجز في منطقة جمعية الزهراء وجمعية المهندسين.

وفي خبر لاحق علم عكس السير أن حاجزاً أمنياً عند "دوار عسان" القريب من "الراموسة" استهدف من قبل مسلحين قاوم من خلاله عناصر الحاجز وسقطت ضحايا من الطرفين، في حين استهدف مسلحون حاجزاً عند منطقة السكن الشبابي في منطقة "الأشرفية" راح ضحية ذلك خمسة عناصر كانوا على الحاجز فيما اختطف آخرون.

وفي تطور لافت نقلت مصادر لـ عكس السير في منطقة "سيف الدولة" التي كانت أولى حواضن الحراك في حلب العام الماضي، خبر اختطاف الشيخ عبد اللطيف الشامي مام جامع آمنة أثناء أدائه صلاة التراويح من قبل جهة مجهولة.

وماتزال الاشتباكات مستمرة حتى لحظة إعداد التقرير، وتفيد الأنباء الواردة قبل قليل عن عشرات الشهداء سقطوا في المواجهات في الأحياء المذكورة وسيصار إلى متابعة الأحداث لحظة بلحظة ونشرها فور ورودها.