عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2012, 10:48 PM
  #100
رندة
مشرفة
 الصورة الرمزية رندة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 8,727
شكراً: 38,651
تم شكره 41,326 مرة في 8,578 مشاركة
افتراضي رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس 24 والجمعة 25 -5-2012


ضجت دمشق وحزنت حينما قبض قائد الموقع (طيار باشا) على الشاب عبد الغني بن عثمان الحموي ،وأرسله مع اختراعه مقيد اليدين بالحديد إلى الآىستانة ، لينظر السلطان في مصيره ، وذلك في عام 1290هـ -1873م تقريباً ، وبعد فترة قليلة عاد الشاب سالماً إلى بلاده ، وجرى حديث واستجواب بينه وبين الوالي بعد عودته ،قال : كنتَ وأنا في طريقي إلى السلطان لا أرى إلاًّ شيئين : الأول حبل المشنقة ، والثاني... كيف سأصبح لقمة سائغة إلى حيتان البحر !
وهكذا حتى قابلت مولانا السلطان وجهاً لوجه، ولما جربت السلاح ، نظر إلّي نظرة حادة كادت أن تقطع أنفاسي ثم سألني :
-ما الذي دفعك إلى التفكير في اختراع هذا السلاح الخطير ؟
الجواب : أرجو أن أحظى بحلمك قليلاً يا مولاي العظيم ، أردت أن تملك الدولة العثمانية سلاحاً تحارب فيه أقوى وأعظم الدول في العالم ، التي تقتصر حروبها البرية على ( بارودة أم كركر ) التي هي أشبه ببارودة صيد العصافير ، وتطلق الرصاص على مراحل طلقة أثر طلقة ، فقررت في نفسي أن أخترع هذا السلاح الذي استغرق من الوقت أكثر من سنتين ،وتصورت أن هذا الاختراع سيسعدني وسيرفع من شأننا فلا يجسر أحد أن يتحدى بلادنا العزيزة يا خليفة المسلمين وخاقان البحرين ، وخادم الحرمين الشريفين (هذا وكان الترجمان يزيد على ما أقول من كلمات ، تخفف حدة التوتر وتستمطر الرحمة من قبل السلطان علي بحيث كان يأمل أن أفوز بتقدير وإعجاب ،لا بغضب ونقمة).
سؤال : أين درست العلم أنت؟.
الجواب : أنا لا أعرف يا مولاي إلاّ علم الحساب، وشيئاً من القراءة التي تساعدني على أداء فريضة الصلاة، فرمقني بنظرة ثانية جعلتني أصرخ (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) ثم بكيت .. فحملق في وجهي وبعد تفكير عميق رفع رأسه وتمتم بكلمات كان يصغي إليها المترجم الذي بادرني بقوله : إن مولانا السلطان سيعيدك إلى بلادك ، شريطة أن تكون جميع أعمالك تحت المراقبة الشديدة ، وإذا بدرت منك أية بادرة شاذة فستعدم على الفور ،ثم أشار إليّ الترجمان أن أقبل طرف ردائه الطويل ، ففعلت ، وأنا أدعو له بطول الحياة ، فأمر بتسليمي إلى من يتولى إعادتي إلى بلدي ،واحتفظ بالاختراع ،ورجعت وأنا لا أصدق أنني سأعود حياً إلى دمشق!!.
ملاحظة: وكتبت مجلة ( ثروت فنون ) التركية أن مولانا السلطان أهدى تلك البارودة إلى ألمانيا، التي نظرت إليها ، ثم طورتها ، وجعلت منها الرشاش "المتراليوز".


المصدر : تاريخ المسرح السوري ومذكراتي – تأليف وصفي المالح ،ص 352-353.

.





__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:"‏قال ربك جل وعز‏:‏

وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل‏"‏‏


أولاً يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يقاتلونك , ثم تفوز أنت .
المهاتما غاندي

وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات اعدائنا بل أيضاً صمت اصدقائنا .
مارتن لوثر كنج




رندة غير متواجد حالياً  
8 أعضاء قالوا شكراً لـ رندة على المشاركة المفيدة:
BROKER (23-05-2012), fawazz (24-05-2012), najm (23-05-2012), sooadchamden (23-05-2012), Tareq (23-05-2012), عابر مجيب (24-05-2012), غسان (24-05-2012), نضال العلي (24-05-2012)