عضو متابع
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: دمشق
المشاركات: 517
شكراً: 3,361
تم شكره 1,821 مرة في 473 مشاركة

رد: يوميات عبد الكريم في اليونان
كان من أهم مواقع سوء الإدارة و التخطيط للحكومات اليونانية المتعاقبة أنها أستغلت الأموال التي تدفقت عليها من الإتحاد الأوروبي بمشاريع غير إنتاجية كبناء المرافق و مد الطرقات و المطارات و دعم الفلاحين و غيرها، و كانت القشة التي قسمت ظهر البعير و أستنزفت الخزينة اليونانية هي المرافق التي بنيت لإستقبال أولمبياد 2004
حيث كان الأجدى إستثمار تلك الأموال ببناء المصانع و المشاريع الإنتاجية التي ستدر الأموال على الخزينة العامة و تقلل نسب البطالة، و من ثم بعد النهوض قليلاً كان بإمكانها من خلال موارد هذه المشاريع بناء البنية التحتية شيئاً فشيئاً، كما فعلت ألمانيا الشرقية سابقاً بعد قيام الوحدة بينها و بين ألمانيا الشرقية.
تصور لو أنك تملك خمسة ملايين ليرة سورية، و قمت بشراء منزل و سيارة بهذا المبلغ لتسكنه بدل من أن تستأجر منزلاً و من ثم تستثمر الخمس ملايين في مشروع أو تجارة يدر عليك الربح يمكنك من شراء نفس المنزل بعد سنوات قليلة أو أن تدفع أقساط بيت مما تربحه من استثمار المبلغ.
هذا ما حصل لليونانيين، لا يوجد تخطيط سليم.
كنت دائماً أنظر بعين العجب لهذا الشعب من شرائه للسيارات و الترفيه و البيوت....الخ عندما أقارن ذلك بحجم الإقتصاد اليوناني الحقيقي الذي لا يشتهر بشيء سوى السياحة و الزراعة و بعض الصناعات المتوسطة الخجولة.
كان اقتصادهم ريعياً و كثير من مدخول العائلات و القطع يأتي من الخارج حيث أن سكان اليونان حالياً حوالي العشرة ملايين نسمة نصفهم في أثينا و هم في تناقص منذ سنوات، و لكن يقدر عدد المغتربين من أصل يوناني في الخارج بعشرة ملايين أخرى، أغلبهم في أمريكا و المانيا و الأستراليا، و منهم كثير من الأغنياء ، و نذكر على سبيل المثال الملياردير المشهور أوناسيس،
وهم شعب ليس بالغبي و لكن يتصف بالمكر و الدهاء بالتجارة مثل العرب،
تصور أن أثينا يقطنها خمسة ملايين نسمة و فيها لوحدها عشرة ملايين سيارة،
أي سيارتين لكل نسمة.
يتبع لاحقاً....
__________________
ملأ السنابل تنحني بتواضع و الفارغات رؤوسهن شوامخ