عضو متابع
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: دمشق
المشاركات: 517
شكراً: 3,361
تم شكره 1,821 مرة في 473 مشاركة

رد: يوميات عبد الكريم في اليونان
أخي أبو النور لفت إنتباهي ببعض مشاركاتك إهتمامك بمسائل الإنتخابات و النظم الإنتخابية المتبعة في الدول مما أثار شكي أنك خريج كلية الحقوق، و لكن بالعودة إلى ملفك الشخصي علمت أنك مهندس زراعي، فأدركت أن سبب إهتمامك هو الثقافة و الجوع السياسي في بلدنا و الذي نفتقر إليه جميعاً و إلى الإهتمام بكل نواحي الحياة السياسية و منها الإنتخابابية لعدم جدوى أصواتنا و لمعرفتنا بأن النتائج عادة ما تكون معروفة قبل أي إقتراع مهما كان بسيطاً حتى على مستوى عرِّيف الصف في المدرسة قديماً.
أما بعد:
يا صديقي اليونان دولة عانت ما عانيناه نحن العرب من أحتلال عثماني و أوروبي و من ثم جاءها الدكتاتور باباذوبولوس لحكمها عدة سنوات حتى عام 1974 حيث أنقلب الشعب عليه بعد أتهامه بالتسبب بإحتلال تركيا للجزء الشمالي من قبرص، و من ثم تعاقب الحزبين الكبيرين على حكم البلاد و هما الباسوك و الديموقراطية الجديدة و كانت الحكومات تتعاقب و تتعاقب و تقريباً كانت عائلتين سياسيتين تتناوبان على الحكم مع بعض الإستراحات و هما عائلتي باباندريو و كاراماليس.
و ما لاحظته عن اليونانيين إهمالهم و عدم تخطيطهم لمستقبلهم، بل على العكس كانوا يعيشون يومهم، و كثيراً ما كان حكامهم يلجؤون إلى الإستدانة لسد حاجات بلدهم ، و يصرفون أكثر من قدرتهم، عن طريق الإستدانة،
و كان شعار أغلب اليونانيين من خلال أصدقائي هو (عش اليوم و لا تفكر بالغد ) و على هذا المنوال كانت حكوماتهم، و من شابه أباه ما ظلم.
و كان الإتحاد الأوروبي يغدق عليهم المليارات للنهوض بإقتصادهم و لكن حدث و لا حرج، فكان الفساد مستشري في حكوماتهم و كل منهم يسرق لنفسه و يعطي قسماً لحلفائه، و تأتي المعارضة و تصبح في الحكم و لتجد المزيد من الديون الناتجة عن سياسة الحكومة التي قبلها و تبدأ بنفسها بتكرار نفس سيناريو الفساد و هكذا دواليك.
كانت بعض دول الإتحاد الأوروبي كألمانيا و فرنسا تستفيد من تقديم المساعدات الأوروبية لليونان عن طريق إسترجاع قسم من الأموال عن طريق شركاتهما المنفذة للبرامج الإنمائية و المشاريع المختلفة.
وصلت عدوى التساهل في منح القروض في البنوك الأمريكية و الأوروبية الى البنوك اليونانية، و أصبحت تغدق القروض بأبسط الشروط و القيود و كان لا يلزمك سوى أن تقوم بجولة بنفس اليوم على عدة بنوك لتحصل على أكثر من قرض و بطاقة إئتمان و حتى أنهم يرسلون لك البطاقات الى منزلك من دون طلبها و ما كان عليك إلا أن تفعِّلها فيما بعد.
و وقعت الطامة الكبرى بعجز الناس عن دفع ما عليهم من أقساط شهرية، و وجود عدد كبير من الديون السامة و القروض الإحتيالية.
لذلك كانت اليونان و ما زالت عالة على الإتحاد الأوروبي، و الذي كان للإتحاد دور فيه
و لذلك يدفع الثمن الآن.
مع تحياتي للجميع
المزيد فيما بعد.
__________________
ملأ السنابل تنحني بتواضع و الفارغات رؤوسهن شوامخ