abu mhd

حدث قبل 2500 عام . .
كانت الدورية تسير في جولتها اليومية المعتادة في شوراع روما القديمة آواخر الليل
عندما لفت انتباه الجنود حركة صدرت من أحد الأزقة
هناك وجدوا رجلا منكبا فوق جثة شخص ممدد على الارض و هو يمسك بمقبض خنجر مغروس في صدر القتيل
و عندما تم القبض عليه بدا عليه الذهول وهو يتمتم . . أنا بريء
... أمام القاضي . . أفاد الرجل بأنه يعمل ( فرانا ) و أثناء توجهه إلى عمله الذي يبدأ ليلا شاهد رجلا م...لقى على الارض و لما اقترب منه لاحظ وجود الخنجر في صدره , و حاول عندها انتزاعه لإعتقاده أنه مازال حيا , و في تلك الحظة بالذات قبضت عليه الدورية
لم يأخذ القضاء بأقواله رغم تحققه من عمله كفران و رغم عدم اكتشافه وجود علاقة أو معرفة بين المقتول و المتهم
و بالنتيجة حكم عليه بالاعدام
فالمبدأ القانوني الذي كان سائدا حينها هو ( ان لكل جريمة فاعل )
و على هذا كان يتم إدانة الشخص الذي تتوفر حوله قرائن أو شبهات أكثر ( و ليس أدلة قاطعة )
وفي يوم تنفيذ الحكم فوجئ الجميع بأحد أعضاء هيئة المحكمة التي أصدرت الحكم
يعلن أما الملأ . . بان الفران بريء
و بأنه هو من قتل ذاك الرجل لوجود خلاف مادي بينهما
حيث قام باستدراجه إلى ذلك الزقاق و طعنه
و أكمل . . بأنه عانى الكثير من عذاب الضمير و لم يعد بإمكانه تحمل ارتكابه لجريمة ثانية بقتل هذا الانسان البريء
كان وقف تنفيذ حكم بالإعدام يتطلب قرارا موقعا من القيصر بالذات
و لسوء الحظ كان القيصر حينها في رحلة صيد خارج أسوار روما
لذلك انطلقت دورية من الجند لتبحث عن قيصر مصطحبة معها القاضي ليدلي باعترافاته أمامه
و حدث ذلك فعلا
و عادت الدورية تحمل القرار المطلوب بوقف تنفيذ حكم الاعدام
و لكن ورغم أن الجنود حاولو سباق الريح
إلا أنهم وصلوا أبواب روما بعد تنفيذ حكم الاعدام بالفران البريء
على اثر هذه الحادثة تم سن تشريعات جديدة تتوخى الدقة و الحرص
في إدانة من يتهم بجريمة ( ما )
و ساد مبدأ قانوني جديد هو ( ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته )
و هذا المبدأ مازال ساريا حتى يومنا هذا في جميع دول العالم ( نظريا )

__________________
شآمُ ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يغبِ ..