عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 998
شكراً: 10,717
تم شكره 4,581 مرة في 965 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس26 والجمعة 27-4-2012
ليره ... ذهب.. بقلم: د عمر محمد بلط
يُحكى أنّ رجلا كان يتجول في الغابة ، يبحث عن صيدٍ ثمين ، وبينما هو كذلك إذ شاهد أفعى كبيرة تحمل في فمها ليرة من ذهب وتلتف حول نفسها في سكينة وهدوء .
وقف الرجل يراقب الأفعى عن بعد وهو يفكر في خطة يستطيع فيها أن يحصل على تلك الليرة من فم الأفعى دون أن يصيبه منها أي أذىً ، وبعد تفكير طويل قفز الرجل من مكانه وذهب بعيدا ليعود بعد فترة وهو يحمل أرنبا كبيراً ألقاه أمام الأفعى ، فما كان منها إلا أن ألقت الليرة من فمها وانقضت على الأرنب فأكلته ثم غطت في ثُبات عميق .
اقترب الرجل من الأفعى وتناول الليرة ، ثم أسرع نحو بيته وهو في غاية البهجة والسرور ، وفي اليوم التالي ذهب إلى المكان ذاته ، وإذ بالأفعى تحمل ليرة أخرى ، فسارع الصياد إلى الغابة وأحضر أرنبا فقدمه إلى الأفعى ثم أخذ الليرة وغادر .
نشأت بين الأفعى والرجل صداقة قوية وأخذها إلى بيته ، فكان في كل يوم يحضر للأفعى أرنبا ، بينما تتسلل هي إلى الغابة فتحضر له الليرة الذهبية ، حتى أصبح من أغنياء القوم ، ثم تطورت حاله حتى أضحى زعيما كبيراً في القرية التي يعيش فيها ، وبدأ يتطاول على أرزاق الناس وأعراضهم ، بنما قام بتدريب الأفعى على إرهاب القوم وسرقة أموالهم ، ولم تعد تكفيه الليرة التي تحضرها الأفعى كل يوم .
بدأ أهل القرية يكرهون العيش مع هذا الطاغية الذي لم يعد يرحم كبيرا ولا صغيرا ، حتى أنهم صاروا يتضرعون إلى الله لينتقم من هذا السفاح وثعبانه ، وبدأوا يستعينون بالقرى المجاورة ليساعدوهم في التخلص من الزعيم المتسلط وطغيانه لكن جهود الجميع باءت بالفشل .
استيقظ الرجل ذات صباح فوجد أحد أبنائه ميتا ، لأن الأفعى لدغته وهو نائم ................ وحار الرجل في أمره ... فهل يقتل الأفعى ؟ أم يتحمل فِعلتها ، مقابل بقائها ، لأن موت الأفعى يعني نهايته من القرية التي يعيش فيها ؟.
اعتبر زعيم القرية أن الأمر قضاء وقدرا وترك الأفعى في منصبها ..... لكنها قتلت له ولداً آخر ... ثم الأخر ... حتى لم يبق عند الزعيم أحدٌ من ذريته ، وهو ما زال متمسكا بالأفعى التي كانت تمثل بالنسبة إليه الكنز الذهبي ، والقوة التي يعتمد عليها في حمايته من أهل القرية .
قرر أهل القرية أن يجتمعوا على رأي رجل واحد ويهاجموا ذلك السفاح ليتخلصوا منه مهما كانت التضحيات ، بعد أن ضاقت بهم السبل ، وجفت لديهم مصادر الرزق ، بينما هو يكدّس الذهب في خزاناته .... وفي الموعد المحدد هاجم أهل القرية قصر الرجل فوجدوه ميتا من لدغة الأفعى ، وهي تلتف حوله وفي فمها ليرة من ذهب تنتظر أحدا يستلمها .
هاجم الجميع الأفعى وقضوا عليها ، ثم تقاسموا الكنوز فيما بينهم وعمّ الرخاء القرية وعاش الجميع في نعيم مقيم .....
نقلا من موقع عكس السير