
رد: سعر صرف الدولار مقابل الليرة 4-4-2012 بالسوق السوداء
إذا صدقت الأرقام فإنّ مصرف سورية المركزي ضارب ولم يتدخل
الكاتب: نادر الشيخ الغنيمي | تاريخ المقال: 2012-04-03
حذرنا سابقاً من أن الكثيرين يسيئون لليرة السورية وهم يحسبون أنفسهم يسدون صنيعا لليرة.
وذكرنا سابقا أن دور البنك المركزي يجب أن يتسم بالشفافية، وألا يترك التصريحات لمصادر أعلنت نفسها كناطق باسم البنك المركزي.
وإن سكوت البنك المركزي عن هذه الظاهرة ساهم في تضليل الناس، لأن آفة النسخ واللصق التي أصابت الكثير من وسائل الإعلام جعلت أي خبر تطلقه إحدى وسائل الإعلام، ينتشر على صفحات كافة المواقع لدرجة أن المواطن يحسبه خبراً صحيحا لتواتره.
آخر هذه الأخبار ما أورده أحد المواقع الإلكترونية أن البنك المركزي اشترى 53 مليون دولار وباع 58 مليون دولار أثناء الحملة الأخيرة للتدخل.
هل هذا تدخل أم مضاربة؟
يعني إذا صدق الخبر فإن البنك المركزي ساهم أيضا بالمضاربة على الليرة السورية بشرائه تقريباً نفس كمية الدولارات المباعة.
من ينظر إلى تاريخ تدخلات البنوك المركزية في العالم يجد أنها تعلن أنها تتدخل وتعطي الاتجاه بذلك، ولكن هذا لا يعني أنها تشتري وتبيع في آن واحد، فالتدخل عادة هو أنّ البنوك المركزية إما تشتري أو تبيع، أما فعل الأمرين معاً فهو رسالة مختلطة للأسواق تربك الأعمال الطبيعية فيها.
وهذا ما لاحظناه على سوق الصاغة في دمشق، فلم يمكنهم لا البيع ولا الشراء في خلال تلك الفترة.
إن فوضى السوق إذا حدثت عرضاً أو من قبل المضاربين شيء، وأن تحدث بتخطيط مسبق من البنك المركزي شيء آخر.
وفي هذه الحالات فإنّ كل متضرر بحسب التجارب العالمية يفترض به أن يوثق الضرر الذي أصابه، ونذكر حادثة شبيهة حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية حين حاولت شركة sumitomo التلاعب في أسعار النحاس في التسعينات، فلقد صدر حكم قضائي أجبر تلك الشركة على دفع التعويضات لكل من تضرر من التعامل في سوق النحاس Nymex في كافة أرجاء الأرض، فالتلاعب في الأسواق جريمة لا تغتفر بل لابعد من تعويض أصحابها المتضررين.
وإنه لمن المؤسف أننا كنا نرى تحليلات في صحيفة محلية رسمية ذكرت فيه أن البنك المركزي تعمد ترك الليرة السورية لتهبط بشدة ليلقن المضاربين درساً قاسياً.
لقد اعتبرنا هذا التحليل رجما بالغيب إلى أن شاهدنا بأعيننا كيف ارتفع الدولار بشكل مصطنع إلى 105 ثم هوى، وهذا لم يكن ليحدث لو أدى البنك المركزي دوره في حماية سمعة العملة السورية.
لقد ظن البعض أنهم حققوا نصراً برفع الدولار ثم تركه يهبط بشدة، ولكن الحقيقة من تضرر هي سمعة الليرة السورية، فأية عملة في العالم تهبط 30% وترتفع 30% في غضون أسبوع واحد تعتبر عالمياً عملة لا يمكن الوثوق بها تنتمي إلى ما يسمى junk currencies .
لقد اعتبر البنك المركزي نفسه أنه في حرب واستخدم أساليب (على أقل تقدير يمكن اعتبارها مضللة) ولكن نتيجة الحرب هي انتصار المضاربين الذين اشتروا الدولار من البنك المركزي العام الفائت ب 47.5 ليرة، والخاسر هو المواطن الذي وثق بكلمة البنك المركزي وحافظ على الليرة التي أصابها الهزال من جراء فقدانها قدرتها الشرائية بما يعادل 42 % .
نقلاً عن الإقتصادي