عضوية مميزة
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة

رد: يوميات لقمان في حمص
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان
(الفاتحة على أرواح شهداء الخالدية الطاهرة )
مأساة حي الخالدية الجمعة 3 شباط 2012
ان العين لتدمع و ان القلب ليخشع و انا لألمك بتجبر الظالم الذي قصفك يا حي الخالدية لمحزونون .....
كنت معكم في صالون المنتدى و فجأة أصوات انفجارات رهيبة مرعبة قاتلة تهتز لها قلوبنا كما اهتزت أبنيتنا..
لا أعرف ما الذي كان يحدث عندها لكن الأمر كان مهولا كانت أصوات المآذن تصدح مستغيثة باسم الله العلي القدير الجبار المنتقم ....
كانت أصواتهم الخائفة تختلط مع أصوات القذائف و هم يناشدون كل السكان بالنزول الى الطوابق الأرضية من باب الأخذ بالأسباب و الدعاء و التضرع الى الله أن يتلطف بعباده ...........
رائحة الموت و رائحة الحرائق وأصوات الانفجارات و الرصاص وعويل النساء و بكاء الأطفال ....بل حتى بكاء الشيوخ و الرجال كلها أصوات ما كانت الا لتزيدنا تضرعا الى الله
تضرعا الى الله بأن يرحمنا ........
قمت و توضأت و صليت ركعتي لله سبحانه و تعالى ركعتي الخوف ........
فأنعم الله علي بهبوط السكينة على قلبي .....
أصوات المؤذنين تبكي و هي تطلب من الناس النزول الى الطوابق الأرضية و تحذرنا من غدر الغادرين...
نعم لقد غدر الغادرين ؟؟؟؟؟بحي الخالدية في حمص
كما قال التلفزيون السوري ووزير الاعلام المحنك ....
.....سأتابع لاحقا هذه المأساة التي عاشتها حمص ........
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان
المهم بدأت زوجتي بالبكاء و طاش حجرها و قرع علينا الجيران الباب لاستعجالنا في النزول الى الطوابق الأرضية قمنا بحمل الأوراق الثبوتية و بعض الحاجيات الهامة و كانت زوجتي تركض مذعورة فقامت بفتح باب الغرفة بسرعة و كان وراء الباب عطاء الله فأكل ضربة زادت الموقف سوءا لانفجاره بالبكاء لكن رب العالمين تلطف بانه لم يصب بأذي حملت حكيم الدين و و ضممته الى صدري و هو في حالة وجل و حملت و احدى الحقائب و حملت زوجتي عطاء الله و لفته بالبطانية و خرجنا مسرعين من الباب كهرباء الدرج لا نستطيع اشعالها لأننا سنكشف على الشارع فقلت لزوجتي صلي على النبي و نزلي بهدوء على الدرج مشان ما تتفركشي انت و شايلة الصغير ..
نزلنا على الدرج بالعتمة و صوت الانفجارات و الرصاص و المآذن يزيد زوجتي رعبا الى أن وصلنا الى الطابق الأول و كان الجيران ينتظرونا على الباب
دخلنا الى البيت و جلست النسوة لوحدها و جلسنا نحن الرجال لوحد و الكل صامت .....لا يمزق الصمت الا أصوات الانفجارات و أزيز الرصاص و أصوات الموبايلات التي لم تهدأ الى أن فرغ شحنها ....ومع ان الكهرباء للعجب لم تنقطع يومها لكننا لشدة الأمر لم ننتبه الى شحن الموبايلات
وكل التلفونات تزيدنا ذعرا بأن يقولون لنا بأن القنابل تدك الأبنية و الجزيرة تقول مجزرة في حي الخالدية في حمص و الكل ينبهنا بأن المياه مسممة لا تشربوها و أصوات الجوامع تطلب التبرع بالدم و المساعدة لمن يتقن الخدمات الطبية ..........
قررنا أنا و أحد جيراننا بعد أن قاربت الساعة على الثالثة أن نعود الى البيت بعد أن هدأت شدة الأصوات نوعا ما و قد عجز الجيران بأن نبقى عندهم قلنا لهم
لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا و ها نحن قد أخذنا بالأسباب ....
طلعنا على الدرج مع الولاد و النسوان طبعا الوضع مخيف لأنك مكشوف على الشارع ..
بس الحمد لله رب العالمين وصلنا على البيت ...و هالمرة ما عاد يجينا صبر مشان موضوع تسمم المياه فقال لي جاري شو رأيك نروح نسكر السكر ....
التلوا يا رب توكل على الله
مع انو بالعقل شبه متأكد انو هادا الشي مانو صح
بس الواحد بهيك مواقف ماعاد يسعفوا عقلوا ...و بيؤول ما بدي غامر بالعيلة ...
طلعت أنا و جاري على سطح البناء و كالمجانين وقفنا على الباب و كان ضو القمر كاشف بصراحة فزعنا
بعدين توكلنا على الله و ركضنا باتجاه خزانات الماء سكرت السكر ...بنايتنا تعتبر حدود الخالدية يعني نحن طريق حماة و الأبنية اللي خلفنا مباشرة من جهة الشرق هي الخالدية نظرت نظرة توقعت أن أرى الخراب في كل مكان استنادا الى الأصوات و ما تبثه الأقنية
لكنني تفاجأت بوجود مكان واحد تصدر منه أعمدة الدخان في الخالدية ...طبعا المنظر مرعب لكنه لم يكن كما رسم في مخيلتي و أزحت النظر الى الناحية الشمالية من البناء ز الذي يبعد عنه مقر المخابرات الجوية بحدود واحد كم فرأيت الدخان يتصاعد من سور المقر ..لم أعر الموضوع اهتماما كثيرا في تلك اللحظة و نزلنا هرعين من السطح لأن صوت الرصاص لم يتوقف ...صحيح انه صوت أخف من القذائف
لكن الانسان تقتله رصاصة ليس بالضرورة أن تصيبه قذيف أو انفجار حتى يموت ....
حتى أن هناك بعض الناس تقتلهم صوت الرصاصة ...
نزلنا كل واحد على بيته و هيأنا للصغار كي يناموا
و جلسنا بين مستيقظ و نائم الى أن غلبتنا أعيننا و نمنا رغم صوت الرصاص ......
أتابع لاحقا القصة و شهادتي أمام الله عز وجل و ما رأيته بعيني و ما استنتجته و لو أن شهادتي قد لا ترضي المعارضة و لا الموالاة...
لكني متأكد أنها سترضي الله عز وجل لأني أقول الصدق ...........
|
السبت 4 كانون الثاني 2012
استيقظت بحالة ارهاق الساعة الحادية عشر ظهرا ...........كانت أصوات الرصاص و الانفجارات قد هدأت و عادت الى معدلاتها الطبيعة ...خرجت الى شرفة البيت و التي تطل على الشارع الذي يعتبر المدخل الرئيسي لحي الخالدية بجانب حديقة جامع سيدي خالد بن الوليد هذا الشارع يتقاطع مع طريق حماة وصولا الى أول طريق الميماس الذي يؤدي الى المشفى الوطني .....
هذا المثلث يسمى بمثلث الرعب و طريق الموت لأن أي شخص يقطعه أو سيارة من النادر أن لا تفوز برصاصة في أيام التوتر..
و في الأيام العادية تفوز بجرعة عالية من الخوف و أنت تجري بأقصى سرعة لقطعه..
المهم حركة سيارات كثيفة جدا جدا في قطع الشارع و بالاتجاهين ما ان أحد هذه الاتجاهات ممنوع ......
تأتي السيارة بسرعة عادية و تهدأ من سرعتها تحت برندتي ثم يؤشر لها أشخاص في الطرف المقابل فتقوم بالضغط على البنزين بشكل تجعل السيارات تشخر و تسير بأقصى سرعة لتتجاوز طريق الموت كا أسميته .....كانت حركة كثيفة جدا جدا على الطريق و بالاتجاهين..........
دمعت عيني و أنا أرى السيارات فمنها من يحمل أهله بالسيارة للهرب من هذا الجحيم و بعض السيارات تحمل اسطوانات الاكسجين و بعض السيارات تحمل الخبز و بعض الخضروات و بعض السيارات فيها جرحى و بعض السيارات فيها قتلى و بعض السيارات تحمل توابيتا .....لكن الملفت أن الكل جاد في قيادته للسيارة و كأنه على رأس عمله ..
لفت نظري أن الكثير من السيارات التي كانت تقطع الطريق كانت تتعرض لرصاص القناصة و هذا ما أبكاني و بالأخص رؤيتي للرعب في وجوه من يركب السوزوكيات أوسيارات النقل....والمشاة ان صدف مرورهم كان عليهم الركض بأعلى سرعة و كذلك راكبي الدراجات و من لا تسعفه سرعته ينتظر احدى السيارات لتقله الى الطرف الآخر .. الكثير من السيارات كانت تحمل أهالي الضحايا و بعض منها تحمل المشايخ و البعض الآخر أصدقاء المتوفين و هكذا....
و كثير من السيارات كان يتعرض لرصاص القناصة ...............
سبحان الله تحت كل هذه المخاطر و مع ذلك كانت السيارات بالمئات ......
بدأت الجوامع تنادي على أسماء الشهداء..
و قد نادت على عشرات الأسماء ..
هذا ما سمعته باذني.............
لا شك كانت هناك مجزرة مروعة في حي الخالدية ............
بغض النظر عن العدد
فمقتل شخص واحد هو مأساة و هدم الكعبة عند الله سبحانه و تعالى أهون من سفك دم مسلم ....
و لا شك بوجود انفجارات مهولة و رصاص كثيف ...و لا شك أيضا أن مقر المخابرات الجوية قد هوجم بالقذائف الصاروخية في تلك الليلة .................
و لا شك بسقوط عشرات القذائف على حي الخالدية
و لا شك سقوط عدد من المدنين اضافة الى الجنود المنشقين في تلك الليلة ............
لكن العلم عند الله وحده بعدد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا بالضبط ....كوني متأكد من سقوط العشرات بكل تأكيد ...........
و أيضا متأكد ان الرقم أقل من الرقم الذي بثته الفضائيات مبالغة فيه ....
لكني أعود و أكرر أنه مأساة سواء كانو أربعمئة أو أربعين .............
انها مأساة حتى لو كان شخص واحد استنادا الى الطريقة و الظروف و الكيفية التي تمت بها ..................
انها جريمة ارهابية كائنا من كان الذي أمر و قام بها مهما كانت أسبابه ...........
__________________
أبو حكيم الدين