مشرفة
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 8,727
شكراً: 38,651
تم شكره 41,326 مرة في 8,578 مشاركة

رد: شاركنا برأيك: ما هو الكتاب الذي أثّر في حياتك؟
شكراً لطرحك هذا الموضوع الهام
مع أن الكتاب فقد رونقه كمصدر للمعرفة والتسلية كما عهدناه وذلك بسبب وجود اختراعات واكتشافات هائلة في مجال الاتصالات والمعرفة
الكتاب الأول هو قصة قصيرة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني وهي مرفقة ضمن الكتاب المدرسي حق لايموت
مقاطع منها
( أم سعد امرأة حقيقية ، اعرفها جيداً، وما زلت أراها دائماً، و أحادثها و أتعلم منها، وتربطني بها قرابة ما، ومع ذلك لم يكن هذا بالضبط ، ما جعلها مدرسة يومية ، فالقرابة التي تربطني بها واهية إذا ما قيست بالقرابة التي تربطها إلى تلك الطبقة الباسلة ، المسحوقة والفقيرة والمرمية في مخيمات البؤس ، والتي عشت فيها ومعها ، ولست أدري كم عشت لها.
"إننا نتعلم من الجماهير، ونعلمها" ومع ذلك فأنه يبدو لي يقيناً أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير، المعلم الحقيقي الدائم، والذي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب.
لقد علمتني أم سعد كثيراً ، وأكاد أقول أن كل حرف جاء في السطور التالية إنما هو مقتنص من بين شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شيء، ومن كفيها الصلبتين الصلبتين اللتين ظلتا، رغم كل شيء، تنتظران السلاح عشرين سنة.
ومع ذلك فأم سعد ليست امرأة واحدة، ولولا أنها ظلت جسداً وعقلاً وكدحاً، في قلب الجماهير وفي محور همومها وجزءاً لا ينسلخ عن يومياتها، لما كان بوسعها أن تكون ما هي، ولذلك فقد كان صوتها دائماً بالنسبة لي هو صوت تلك الطبقة الفلسطينية التي دفعت غالياً ثمن الهزيمة.
والتي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة ، وتدفع ، وتظل تدفع أكثر من الجميع)
2
كان صباح الثلاثاء ماطراً، ودخلت أم سعد وهي تقطر ماء. كان شعرها مبتلاً، وينقط على وجهها، فيبدو وكأنه تراب مسقي. تناولت معطفها، فيما وضعت المظلة الكالحة في الزاوية كما يوضع السيف المتعب، وقالت:
- هذا ليس مطراً، السماء، يا ابن عمي، تكب سطولاً. وابتسمت، ولكنني رأيت شريطاً من الوحل الأحمر يطوق طرف ردائها وهي تستدير. قلت لها:
- ماذا يا أم سعد؟ هل وقعت؟
وبسرعة التفتت إلي:
- وقعت؟ أم سعد لا تقع. لماذا؟
- ثمة وحل على تنورتك.
حكت الوحل بإصبعها الخشنة، ثم تركته لشأنه حين أحست أنه ما زال طرياً، وقالت:
- طاف المخيم في الليل..الله يقطع هالعيشة.
واهتز الجبل أمامي، ثمة دموع عميقة أخذت تشق طريقها إلى فوق،لقد رأيت أناساً كثيرين يبكون. رأيت دموعاً في عيون لا حصر لها، دموع الخيبة واليأس والسقوط. الحزن والمأساة والتصدع. رأيت دموع الوجد والتوسل. الرفض الكسيح والغضب المهيض الجناح. دموع الندم والتعب. الاشتياق والجوع والحب، ولكنها أبداً أبداً لم تكن مثل دموع أم سعد: لقد جاءت مثلما تتفجر الأرض بالنبع مثل أول الأبد، مثلما يستل السيف من غمده الصامت، ووقفت هناك على بعد لحظة واحدة من بريق العين الصامدة.
عمري كله لم أرَ كيف يبكي الإنسان مثلما بكت أم سعد. تفجر البكاء من مسام جلدها كله. أخذت كفاها اليابستان تنشجان بصوت مسموع. . كان شعرها يقطر دموعاً. شفتاها، عنقها، مزق ثوبها المنهك، جبهتها العالية، وتلك الشامة المعلقة على ذقنها كالراية، أماعينيها فلا.
الفائدة من الكتاب ساعدني في الفهم العميق لدور المراة الفلسطينية في نضالها ضد العدو الاسرائيلي ولغزها كيف هي تنجب وتربي بحب وتعلق ثم بمنتهى الحب تقدمهم شهداء من أجل حرية الوطن
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال ربك جل وعز:
وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل"
أولاً يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يقاتلونك , ثم تفوز أنت .
المهاتما غاندي
وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات اعدائنا بل أيضاً صمت اصدقائنا .
مارتن لوثر كنج
التعديل الأخير تم بواسطة رندة ; 04-02-2012 الساعة 12:53 AM